تشهد الأيام الحالية اجتماعات فرنسية سعودية حافلة، تتزامن جميعها مع التهديدات التي تحدق بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، فيما يشير إلى التعاون والتنسيق بين البلدين خلال الفترة الراهنة لمواجهة التحديات الأمنية التي تعصف بالمنطقة. وفي زيارة رسمية تهيمن عليها قضايا التعاون العسكري على خلفية أزمات الشرق الأوسط، ينتظر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لقاء سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع يوم الاثنين (1 سبتمبر 2014)، في زيارة وصفتها الخارجية الفرنسية ب "رفيعة المستوى". وكان الرئيس الفرنسي هولاند، استقبل الجمعة (29 أغسطس 2014) الأمير الوليد بن طلال الذي قام بزيارة خاصة لفرنسا، بطلب منه، حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، حيث بحث الأمير الوليد مع هولاند تطوير الاستثمارات بين البلدين. بدوره قال المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين لصحيفة "عكاظ" إن زيارة الأمير سلمان إلى فرنسا، تأتي في ظروف دولية غير اعتيادية تسببت في إحداث فوضى عارمة في المنطقة، وساعدت على تمدد المنظمات الإرهابية في المنطقة العربية حتى باتت تهدد السلم الدولي. وأوضح البوعينين أن زيارة الأمير سلمان يمكن أن تسهم في بلورة قرار دولي داعم لأمن واستقرار المنطقة ومواجهة الإرهاب وحماية الدول والشعوب من مآسي أصابت بعضها وستصيب بعضها الآخر في حال عدم مواجهتها بحزم من المجتمع الدولي. أما الدكتور عبدالله القباع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود فأشار إلى إدراك فرنسا أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تطالب جميع الدول والمنظمات الدولية باتخاذ موقف موحد إزاء قضايا الإرهاب التي بدأت تهدد النظام والاستقرار العالمي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. فيما ذكر المحلل الاستراتيجي الدكتور عبدالله عبد المحسن السلطان أن الزيارة إيجابية على كل المستويات، خصوصًا من ناحية الاستفادة من الخبرات والتقنيات الفرنسية في العديد من المجالات الحيوية سواء كانت عسكرية أو أمنية أو استراتيجية. وأكد عبد المحسن أن فرنسا تعتبر من الدول الصديقة للمملكة ولها مواقف دولية إيجابية عديدة تجاه المنطقة ولذلك فإنه من المهم أن تكون فرنسا إحدى الدول التي تدعم وتساند القضية الفلسطينية وتتفهم معاناة الشعب الفلسطيني. يُشار إلى أن الأمير سلمان سيجتمع مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقب الاجتماع مع الرئيس الفرنسي، للحديث حول قضايا شرق أوسطية.