باشرت لجنة عاجلة شكلتها وزارة الشؤون الاجتماعية أخيراً التحقيق في هروب فتيات دار الأيتام في مكةالمكرمة، التي نفذتها مجموعة منهن أول من أمس (السبت)، احتجاجاً على ماوصفنه بالإهانة والاحتقار اللذين يمارسان عليهن من قبل مديرة الدار التي عينت أخيراً. وخلال اتصال هاتفي أجرته «الحياة» مع إحدى الفتيات الهاربات من الدار (فضلت عدم ذكر اسمها) أكدت أن الفتيات هربن من الدار عند الثامنة مساءً احتجاجاً على الطريقة المهينة التي يعاملن بها من قبل رئيسة الدار، التي وصمتنا ببعض الصفات الجارحة وبلغ بها الأمر إلى «التعرض لأعراضنا»، مشيرةً إلى أن تعامل المديرة الحالية يختلف عن سابقتها التي كانت حنونة وعطوفة علينا. وأضافت: «لقد تعبنا نفسياً وبدنياً من التعامل غير اللائق الذي نجده كل يوم من الموظفات الجديدات، إذ إن المديرة الجديدة أبدلت بكل الموظفات القديمات اللائي أحببناهن وعشنا معهن أياماً جميلة، وتربينا على أيديهن، موظفات لا يجدن التعامل معنا أبداً»، موضحة أنهن حالياً يعشن وضعاً مأسوياً خصوصاً وهن مقبلات على فترة الاختبارات وغالبيتهن يدرسن في الجامعة. وفيما أكدت جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة أن وزارة الشؤون الاجتماعية وجهت بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في قضية الهروب الجماعي لفتيات دار الأيتام من البوابة الخلفية للدار، بسبب مضايقات تعرضن لها (على حد وصف إحدى الفتيات) من قبل مشرفات الدار. نفت مديرة الدار هانم ياركندي الخبر جملةً وتفصيلاً، مؤكدة ل«الحياة» أن كل ما أثير عن هروب الفتيات من مقر الدار غير صحيح. وعلى رغم وجود تأكيدات من عضو فرع جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة معتوق الشريف ل«الحياة» أنه تلقى طلبات استغاثة من بعض الفتيات الهاربات (تحتفظ «الحياة» بأرقامهن الخاصة)، إلا أن مسؤولة الدار أكدت أن هذه الدعاوى كيدية ومغرضة، ولا تهدف إلى الحقيقة، في وقت أكدت فتاة هاربة ل«الحياة» أنها فعلاً هي و12 فتاة هربن من الدار بسبب تعرضهن لمضايقات مختلفة من الموظفات داخل الدار. وكانت 12 فتاة يتيمة أعمارهن بين 19 - 20 عاماً هربن أول من أمس من دار بيت الطفل اليتيم في مكةالمكرمة، ولجأن إلى بعض الشوارع القريبة من الدار، وبعض صديقاتهن احتجاجاً على الممارسات التي يقابلن بها على حد وصفهن من إدارة الجمعية الخيرية في مكةالمكرمة التي تتبع لها الدار. وكشف الشريف ل«الحياة» أنه تلقى ليلة أول من أمس استغاثات عدة من الفتيات اللائي خرجن من الدار اعتراضاً على ما يمارس ضدهن من عنف (على حد تعبيرهن)، لافتاً إلى أنه أبلغ أن الفتيات رفعن إلى وزير الشؤون الاجتماعية 12 ممارسة خاطئة تمارس عليهن من قبل مسؤولات الدار اللائي اشتطن غضباً على الفتيات، ما أدى إلى تفاقم المشكلة وخروج الفتيات من الدار. وأشار إلى أن فتيل المشكلة بدأ بتجمع فتيات الدار وتجمهرهن أمام البوابة الخارجية بسبب اعتراضهن على حركة التغيير الأخيرة التي حدثت بين موظفات الدار، وتم على ضوئها تعيين مديرة جديدة ونقل عدد كبير من موظفات الدار، مؤكداً أن الوضع زاد سوءاً عندما حضرت المديرة الجديدة بعد أن قابلتها الفتيات بالهتافات المناوئة لها، ورميها بالأحذية أمام البوابة الرسمية. وأوضح أن بعض عضوات الدار عملن على إخراج الفتيات واقتسامهن للمبيت عندهن حوالى الساعة ال11 مساءً، لافتاً إلى أن شغب نزيلات دار «بيت الطفل لرعاية الأيتام» في مكة تم بسبب الضغوط التي مورست عليهن من رئيسة جمعية أم القرى الخيرية ومديرة الدار، بعد إجبارها للمديرة السابقة ربا المفلحي على تقديم الاستقالة، ما ولّد ضغوطاً نفسية شديدة لدى النزيلات.