كثيراً ما يقوم الأطفال ببعض السلوكيات التي تستفز الوالدين وتخرجهما عن شعورهما، وبدون تفكير قد يقوم أحدهما بلطم وجه الطفل أو رأسه حتى يكف عما يفعله, ويلاحظ بعدها أن الطفل بدأ في البكاء ثم يهدأ وينتهي الأمر على ذلك ولكنهم في الغالب لا يعرفون ما يدور في خاطر الطفل، أو حجم الألم النفسي الذي تسببت به هذه الصفعة وما زرعته داخل نفس الطفل. وتشير الأخصائية النفسية سهام حسن، أنه من الجانب الطبي والعضوي هناك دراسة يؤكد فيها الباحثون الأمريكيون أن الضرب المتكرر على الرأس والوجه يمكن أن يسبب أمراضاً عصبية مثل مرض ألزهايمر الذي يفقد معه المخ وظائفه وهذا أول دليل لعلم الأمراض على أن الصدمات المتكررة للرأس التي تحدث في الرياضات الصدامية يمكن أن يكون لها علاقة بالإصابة بمرض العصب المحرك. وتضيف: "أما عن الجانب النفسي فالصفع على خد الطفل يكسر بداخله الثقة في النفس وحبه لذاته, فهو يشعر أنه شخص منبوذ غير محبوب من المحيطين وخصوصاً أقرب الناس إليه وهما الوالدان فيتصرف كما وأنه شخص مهان فيعتاد على الإهانة ولا يربى بداخله الإحساس بالكبرياء والكرامة والاعتزاز بالنفس". وفق "تواصل". ونتيجة أن الصفعة أتت من أحد الوالدين ومع خوف الطفل واحترامه لهما فهو لا يستطيع رد العنف بعنف فيعتاد على عدم الرد على الإساءة وإنما يحول هذا العنف إلى سلوكيات أخرى فنلاحظ على الطفل العصبية والعناد والتمرد وحبه للتخريب وإثارة الفوضى فهو يحاول أن يعبر عما بداخله. وتؤكد الأخصائية النفسية, أنه العلماء قد أثبتوا أن الضرب على الوجه له مخاطر كبيرة وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بشدة عن ذلك. وحذرت الخبيرة النفسية من الانفعال على الأبناء ونصحت بالسيطرة على مشاعر الغضب والتفكير قبل اتخاذ أي رد فعل، كما حذرت من العقاب الجسدي على الإطلاق، فهناك طرق عديدة للعقاب مثل المنع والحرمان من الأشياء المحببة للطفل وهناك العقاب بالاختيار حيث يقوم الطفل باختيار العقاب الواقع عليه وعليه أن يلتزم به.