رغم الجهود المبذولة من الجهات المعنية المشرفة على المقابر في تطويرها، وإجراء الإصلاحات اللازمة، وتلافي السلبيات.. ما تزال بعض المقابر تعاني من وجود تجاوزات شرعية، وانتشار بدع غير مقبولة شرعاً كقيام كثير من أهالي الموتى بوضع بعض العلامات الملونة، والأغطية، ولفائف الأشمغة، وأكياس البلاستيك على "نصايب" القبور أو صبغها بألوان مختلفة لمعرفتها، وتحديدها القبور. إضافة إلى ذلك تتزايد المعاناة من عشوائية التنظيم داخل المقابر،إضافة لعدم وجود مظلات تحمي من تقلبات الأحوال الجوية وتريح كبار السن من الوقوف طويلاً. وأما في مقبرة الثليماء جنوب السيح بمحافظة الخرج فقد أصبحت الحاجة ملحة حالياً لتطويرها خاصة في تحديد، وتسجيل اسم الميت ورقياً أو إلكترونياً، أو كتابة رقم القبر للتعرف عليه حتى لا يختلط الأمر على المشيعين فلا يعرفون جنازة فقيدهم أو أي شيء يدل عليه بين الجنائز، مما يترك الأمر لاجتهادات خاطئة في وضع علامات بعضها غير مقبول دينياً. ومن أهم الأمور التي يطالب بها الكثير من المواطنين من الجهات المسؤولة القيام بتطوير المقابر، وترقيم القبور، وربطها إلكترونياً بالمستشفيات، والأحوال المدنية كأحد أهم الإجراءات المطلوبة عند الشروع في دفن الموتى؛ للتسهيل على المشيعين، وللمساعدة في سرعة الدفن، وسهولة إنهاء إجراءات استخراج شهادات الوفاة مع ضرورة إعادة النظر في تخطيط مداخل، ومخارج المقابر، ووضع لوحات إرشادية، والعمل على صيانتها، وإضاءتها، وتوفير الممرات بين القبور. الجدير بالذكر أن سماحة مفتى عام المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز، قد أفتى بتنظيم القبور، وعدم جواز تزيينها بشكل مبالغ فيه، حيث قال: "إن كان المقصود كونه يجمع التراب عليها، ويجعل عليها النصائب هذا لا بأس ليس من التزيين، هذا هو المشروع، إذا دفن الميت يرفع قبره قدر شبر، بقية التراب يوزع على قبره حتى يعرف أنه قبر، ويجعل النصائب على طرفيه من اللبن حتى يعرف أنه قبر حتى لا يوطأ ولا يمتهن، أما تزيينه بالجس أو بالطين أو بالبناء عليه هذا هو منكر لا يجوز، الرسول نهى عن تجصيص القبور ونهى عن القعود عليها، ونهى عن البناء عليها".