يقدم زميلنا محمد الحطيم اليوم تقريراً ميدانياً عن آراء رؤساء الوفود الخليجية من أرض الحدث المنامة تجاه المطالبات بتطوير دورات الخليج ورسم مستقبل جديد لها، والحديث عن هذا التطوير يفتح ملفات متشابكة بين مؤيد ومعارض، ولكل وجهة نظر تحترم، فالمعارضون يرون أن دورة الخليج أنشئت من أجل اجتماع وجمع أبناء المنطقة، لأن الرياضة في أسمى أهدافها تجمع ولا تفرق، وأن هذه البطولة التي دخلت عامها ال 43 عاماً وهي تسجيل درجات نجاح عالية، من دون المساس بها سوى مشاركة منتخب العراق بدءا من الدورة الرابعة التي أقيمت في قطر 1976م، ثم مشاركة اليمن في خليجي 16 التي أقيمت في الكويت. أما المطالبون بتطوير الدورة فيرون أن الهدف هو المساعدة على رقي الدورة إعلامياً وجذب جماهير جديدة ومسوقين جدد، والاحتكاك مع منتخبات أكثر خبرة. وبين الرأيين يمكن الوصول إلى حل وسط، والإبقاء على نقطة واحدة - في نظري - في الخلاف بين الفريقين، وهي دعوة منتخب عالمي، وليس من فرق المنطقة، وهذا ما فعلته دول اميركا الجنوبية في بطولتها الإقليمية (كوبا اميركا) عندما دعت اليابان، وهي الدولة التي لا يمكن أن تفيد هذه المنتخبات لفارق الخبرة الذي يميل لمنتخبات البرازيل والأرجنتين والاورغواي وباراغوي، وباقي الدول على حساب اليابان، وهنا يبرز الهدف الاقتصادي البحت بشكل واضح، ومثلما أتيحت الفرصة لليابان دعيت منتخب أميركا أيضا. فعندما تدعو دول الخليج منتخباً على غرار البرازيل أو ألمانيا أو ايطاليا أو فرنسا أو اسبانيا، أو تدعو في كل بطولة فريقين أحدهما أوروبي والآخر من أميركا الجنوبية، حتى لا يؤثر في توزيع المنتخبات على مجموعتين بحيث يكون العدد في كل مجموعة متساوياً، ولا يمنع أن تتم دعوة أحد النمور الآسيوية كاليابان وكوريا الجنوبية، وهذه الدعوة ستؤتي ثمارها سريعاً، من حيث التواجد الجماهيري المنتظر إلى جانب إعطاء الدورة زخما دوليا بأقل المجهودات، وهو ما تبحث عنه دول الخليج طوال سنوات إقامة دورتهم الإقليمية. مجرد أن يتم الحديث عن تطوير الدورة فهو مؤشر صحي يدل على أن بعضا من أبناء المنطقة منفتح على التطوير ويسعى إليه، ولا يعني بأي صورة تجاهل الرأي الآخر الذي لا يرى البحث عن التطوير، مع الأخذ بمراجعة التجربة وتقييمها بعد تطبيقها في ثلاث دورات