هذه الاجازة كباقي الاجازات بالنسبة للسعوديين، تجهيز الحقائب وترتيب تمديد «جزئي» للاجازة، والترحال الى دبي التي تتحول الى مدينة سعودية ربما تضم بين ابراجها وشوارعها من ابناء الشعب السعودي اكثر مما تضم بعض المدن السعودية نفسها. كثيرون كتبوا وكثيرون سيكتبون عن اسباب هذه الظاهرة، خصوصا وان بعض الجهود برزت مؤخرا في المملكة لتشجيع السياحة الداخلية من خلال المعارض والمهرجانات بأكثر من مدينة سعودية لتشجيع السياحة الداخلية لكن دون جدوى... فدبي كانت وستظل الوجهة الاساسية للسفر في الاجازة وكأنها اصبحت حركة لا شعورية.. تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن هناك أكثر من 400 ألف سعودي يزورون دبي هذه الأيام، وقررتُ أن أحول لغة الأرقام لواقع وأزور أشهر مكان يحبه السعوديون في دبي وهو: «ممشى الجي بي آر»، واستطلعتُ آراء عدد من السعوديين الذين تكتظ بهم مقاهي دبي، فالمقاهي كما قال الفلاسفة «رئة المدينة». لفت انتباهي شابان سعوديان، أحدهما قرر أن يكون شعره على طريقة «الكدَش»، واسمه محمد الدوسري، الذي قال إنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها دبي، بل زارها عشرات المرات رغم وجود مدن سياحية قريبة كبيروت واسطنبول والقاهرة، وسبب زيارته هو عشقه لمدينة دبي التي «يشبه شعبها شعب السعودية»، وهذا يعطيه راحة أكثر وانسجاما مع دبي. أما صديقه عبداللطيف الغامدي، فقال «الشباب السعودي تنقصه الثقافة السياحية، السعودي في وطنه يكون فوضوياً لأنه يعلم أن الواسطة ستخرجه، أما في دبي فلا أحد فوق القانون»، بهذه الجملة الصارخة تحدث عبدالكريم، مضيفا «هناك مثل يقول: يا غريب كن أديب، وهذا ما أتمناه من الشباب السعودي». تركتُ عبدالكريم وأحمد واتجهت إلى إحدى الطاولات المترامية في الجي بي آر والتي كان عليها عائلة سعودية قوامها أب وأم و5 أبناء، سألتهم: لماذا اخترتم دبي؟ أجابني سعود عبدالعزيز الدحيّم وهو في مقتبل العشرين من عمره: «دبي مدينة جميلة ومنظمة بالرغم من ملايين السيّاح، ووسائل النقل متوفرة بكافة الأشكال، وهناك احترام للجميع».. قاطعته والدته: الرقابة والتنظيم، هما أهم سبب في نجاح كل شيء، ودبي فعلت هذا ومن أجله نحب أن نزورها دائماً».. عاد الابن سعود مؤكداً: في السعودية لا أحد يحترم قرار منع التدخين في الأماكن العامة، لكن في دبي تجد نفس هذا الإنسان يحترم القرار في دبي ويخالفه في وطنه. الأب عبدالعزيز الدحيّم كان له وجهة نظر أخرى، فقد بدأ حديثه ب: «الشق أكبر من الرقعة»، أنا أريد أن يكون وطني سياحته من أفضل الدول، لكن تنقصنا أشياء كثيرة أهمها احترام النظام، وهذا ما نلمسه في دبي، أنا أصرف في جدة أكثر من دبي، قالها وعلامات التعجّب بادية على وجهه. http://www.alyaum.com/News/art/54085.html