يعاني المبتعثون السعوديون في كندا معاناة شديدة وقاسية من خدمات المشرفين الدراسيين والموظفين الذين تتعاقد معهم الملحقية الثقافية السعودية باتاوا العاصمة الكندية للقيام بخدمات الطلاب. ولا تجد شكاوي الطلاب المتكررة اي أذان صاغية من المسؤولين عن الملحقية، حتى وإن وضع المتضرر شكواه من مشرفه وبالاسم على صفحة الملحق الثقافي على الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك. ويبلغ عدد الموظفين في الملحقية نحو 200 موظف وموظفة بعد الزيادات الكبيرة التي شهدتها الملحقية في السنتين الاخيرة كان أخرها مع نهاية العام 2010، حيث وافقت وزارة التعليم العالي على استحداث 50 وظيفة للتعاقد مع موظفين محليين كنديين. ومعظم الموظفين في الملحقية الثقافية هم من العرب المهاجرين من دول مختلفة على رأسها لبنان والعراق وفلسطين ومصر وبقية الدول العربية، ويمثل الشيعة من لبنان والعراق والكويت نسبة مؤثر في عدد الموظفين المتعاقد معهم تصل إلى 25 في المئة، يعملون في مختلف اقسام الملحقية، فمنهم من يعمل في المالية والأخر يعمل كمشرف دراسي على الطلاب المبتعثين. ومن المشاهد المألوفه في الملحقية تفاعل هؤلاء الشيعة مع الأحداث الأيرانية والتفاخر بتصريحات أحمدى نجاد ومواقفه البطولية من وجهة نظرهم. ويواجه الدبلوماسيين السعوديين العاملين في الملحقية هذا التحيز بالصمت والهروب من اثارة مثل هذه النقاشات التي تعتبر جزء من حياة المهاجرين العرب. ويمارس الشيعة شعائرهم الدينية في مصلى الملحقية كما يحتفلون بمناسباتهم، ولا يستغرب عندما تجد الموظفة الشيعية بلباس ديني اثناء فترات العمل الرسمي، فقد خصص لهن مصلى خاص به يمارسن فيه صلواتهن على المذهب الشيعي. ومع التخبط الوظيفي الذي تعيشه الملحقية فيما يخص التوظيف فقد استقطبت مسنين بعضهم تجاوز السن القانوني للعمل، وقد تجد بعضهم اجداد لدى واحدهم عشرات الاحفاد. فيما يشكلن النساء النسبة الأكبر من عدد الموظفين في الملحقية وكل مدير ادارة في الملحقية يولي المواصفات الجمالية والعمر أولوية لشغل الوظائف القريبه منه مثل السكرتارية او الخدمات المساندة التي تستحدث بحسب حاجة مدير الادارة. وتتراوح المرتبات التي تقدمها الملحقية من 4 آلاف دولار كندي الى 7 آلاف دولار كندي وقد تزيد بحسب الاقدمية او نوع الوظيفة المشغولة، وتقدر المرتبات التي تدفعها الملحقية الثقافية السعودية للموظفين المتعاقدين سنويا بحوالي 7.5 مليون دولار كندي اي ما يعادل بالريال السعودي 27 مليون ريال. ويتهم المبتعثون المشرفين الدراسيين انهم يفتقدون صفات المشرف الدراسي ولا يستطعون الاضطلاع بها، بل انهم يتهمونهم بعدم القدرة وملك المهارة لتقديم الخدمات المكتبية العادية مثل طباعة الضمان المالي وتلبية خدماتهم الاساسية العادية، او حتى الرد على المكالمات الهاتفية او الايميلات الالكترونية. ويذهب الطلاب الى ان موظفي الملحقية يجهلون انظمة الجامعات الكندية نتيجة تلقيهم تعليمهم في دولهم التي هاجروا منها، ومن ثم لا يمكنهم خدمة الطالب كما يجب في التوجيه والارشاد واستيعاب نظام التعليم في كندا. وخسر طلاب كثر بعثتهم الدراسية بسبب التخبط الوظيفي والخدماتي والارشادي الذي يمارسه المشرف الدراسي بقصد او بدون قصد، وعندما يشتكون او يتظلمون للملحقية تقديم ما يثبت تضررهم على رغم ان الطالب تعامل مع اكثر من مشرف وتلقى بعض توجيهاته وارشاداته بالهاتف ولم يكن بحساباته انه سيحتاج مثل هذه الاثبتات حتى يعمل حسابه مسبقا.