يواجه شبابنا حرباً خفية لخلخلة القيم والأخلاق ، وزرع الانفلات والعنف في نفوسهم ، وتربيتهم على كل أشكال التمرد ، ففي كل يوم يزداد عجبي من هذا التدمير القاتل لشبابنا بشكله التجاري المعلن الموسع ، في محلات لعبة السيارات التفاعلية ( لايف ) المنتشرة في هذه الأيام في الشوارع العامة وبالقرب من الأحياء السكنية ، والتي والله هي تربية وتدريب على التفحيط والتهور ، والتمرد على الأمن والمجتمع ، بالإضافة لتلك الألعاب الإلكترونية ( البلايستيشن ) التي تبدأ وتنتهي بالقتل والتدمير والسلب والسرقات ، تدريب على الإجرام بصورة ممتعة مشوقة . والسؤال المطروح هنا ، هل الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب ، والعنف ، نسيت أو تناست أو تجاهلت هذا الزخم والركام والعفن من تلك الألعاب التي هي تدريب وتربية على الإرهاب بكل أشكاله وصوره ، وغرس لتلك الانفعالات الإجرامية في نفوسهم بشكل خفي ، الذي يولد تأثيراً سلبيا وبشكل عاجل وسرعة تنفيذ . ثم نتساءل لماذا ينحرف شبابنا !!؟ لعلك أن تذهب لو مرة واحد لتلك المحلات ، وتشاهد ذلك الإقبال المخيف من المراهقين عليها ، وتشاهد ذلك التفاعل وطوابير الحجز على المكان ، ثم نشاهد ونسمع قضايا التهور والقتل بين المراهقين التي هي تطبيق لما تفرزه هذه الألعاب التفاعلية . ناهيك عن الآثار النفسية من الانعزال والانطواء الذاتي والروحي ، أو الدخول في علاقات مشبوهة لا تعرف مداخلها أو مخارجها ، بالإضافة إلى الآثار الجسمية والإرهاق الدائم والصداع ، وضعف البصر ، والأعصاب ، وسرعة الغضب . أخي القاريء فعندما نتحدث عن مسؤلية ذلك فإنك تقف أمام أقطاب مهمة عليها العتب واللوم في ذلك ، ومن ذلك : أولاً : ولي الأمر الذي لا يدري أن يذهب ابنه ومع من و إلى أين ؟ أو ربما يدري بل هو من يعطيه المال ليلعب ولا يدري تأثير ذلك عليه ! ثانياً : وزارة التجارة التي تسمح لمثل هذه المحلات والبرامج أن تكون بين يدي المراهقين والأطفال بأسعار رخيصة ؟ فهاذين القطبين لا تنفك عنهم المسؤولية التامة في متابعة ذلك ، والحد منه أو منعه بالكلية ، فقالوا : إن لها إيجابيات ومنها إبعاد الشباب عن الشوارع والتفحيط والتجمعات ، فأقول بل والله ساهمت ورتبت ودربت صغار السن قبل الكبار ، ولو تحدثنا عن البدائل أعتقد إن البدائل كثيرة ولله الحمد سواء في هذه الألعاب الإلكترونية أو الحركية ، نقول مثل عن ألعاب كرة القدم أو لعبة المراحل التي لا عنف فيها ، وتعتمد على الذكاء وسرعة البديهة على أن لا تأخذ جل وقت الشاب فتدمر نفسيته وتعزله ، وترهق أعصابه ومزاجه. ختاماً أدرك أني لم أعطي الموضوع حقه من الطرح في هذه العجالة ، ولكن حسبي لفت النظر والانتباه ، والمراجعة والمناقشة لعلنا نصل للحل السليم .