إن الشائعات المتطبعة الممسوخة في الأمة الإسلامية هي التي أحدثت في الاسلام شرخا و ثغرا عظيما ونقصا كبيرا يفرح به الأعداء ويستغلونه لأهدافهم،فما استبيح دم أمير المؤمنين عثمان بن عفان –رضي الله عنه- إلا بالشائعات التي تحمل الكذب والافتراء ونقل الأخبار الكاذبة التي أغروا بها من أغروا ولبسوا على من لبسوا إلى أن وقع الناس فيما وقعوا فيه من الفرقة والتشيطن الفكري الممسوخ من الأعداء. الإشاعات ليست وليدة العصر بل قديمة تتفاوت من زمن إلى آخر وقد ذكر الله في كتابه في قصص أنبيائه ورسله كيف أشاع عنهم قومهم ما ليس لائقا بهم، فهذا نوح عليه السلام اشاعوا عنه أن أتباعه هم ضعفاء العقول قال الله تعالى : ( ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)هود الآية27. إن إنتشار الإشاعة في الأمة المسلمة أمر خطير ومنكر عظيم فكم يشاع من أكاذيب وأباطيل لا أصل لها ولا حقيقة لها و البعض أبتلي بترويج الباطل والتحدث به بلا روية ولا خوف من الله، همُ الواحد فقط أن يتحدث ويتلقف الأقوال من غير مصادرها فلا يبالي بما يقول وما ينقل ، جاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفئ بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)"رواه أبو داوود" فيجب على كل ناقل أن يفحص ويمحص كل قول يرِد إليه أو يسمعه فإن يكن حقا فهذا ينبغي نشره وإن يكن باطلا يجب رده وعدم الخوض فيه. فالتحدث الخطير في القضايا المصيرية ليس لكل أحد من الناس فنحن في زمن كل يريد أن يكون مناقشا ومحللا ومعطيا جوابا وهو لا يدرك حقيقة تلك القضايا التي يناقشها ويتكلم فيها ولا يتصورها التصور الصحيح فالواجب أن ترد إلى من جعلهم الله أهلا لهذه المهمات ولذلك قال الله تعالى وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) -النساء الآية83- فالذين يستنبطون ويدركون ويتحرون الحقيقة التامة ويتتبعون مصادر جميع الأحداث ويربطون بين الماضي والحاضر وبين الأشياء كلها هم الذين يكون عندهم التصور التام الصحيح والفهم الصحيح للواقع والإدراك البعيد المدى لهذا كان على المسلم التوقف في الحكم والإشاعة على كثير من الأشياء والقضايا المعاصرة إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)"رواه الترمذي" حكى العلامة ابن عثيمين رحمه الله أن من اشتغل بما لا يعنيه فإن إسلامه ليس بذاك حسن وهذا يقع كثيرا لبعض الناس فتجده يتكلم في اشياء لا تعنيه أو يأتي الإنسان يسأله عن أشياء لا تعنيه ويتدخل فيما لا يعنيه كل هذا يدل على ضعف الإسلام وأنه ينبغي للإنسان أن يتطلب محاسن إسلامه فيترك ما لا يعنيه ويستريح لأنه إذا اشتغل بأمور لا تهمه ولا تعنيه فقد أتعب نفسه."شرح الأربعين النووية" . البريد الألكتروني:[email protected] تويتر: @banderband3 الجمعة10ربيع الأول 1435ه