نهئنكم في البداية بقدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم وعلينا بالصحة والعافية ، حيث أحببت من هذه الزاوية ، بإثراء القراء الكرام بمادة قانونية تلامس واقع بعض أفراد مجتمعنا ، وكذلك تعم بالفائدة للجميع حتى نساهم – بعد مشيئة الله – في نشر الوعي و الثقافة القانونية لدى المجتمع ، حتى أن نتجنب من الوقوع في المخاطر القانونية . في الحقيقة قام أحد المواطنين المتضررين بزيارتي في مكتبي ، و قد ذكر لي معاناته من عملية خداع ونصب واحتيال ، قد تعرض لها من أحد المواطنين للأسف ، مطالباً بأن يلاحق المخادع قضائياً لدى الجهات المختصة ، بسبب تضرره مادياً ونفسياً ومعنوياً و جسدياً ، فطلبت منه سرد تفاصيل واقعة الخداع التي تعرض لها منذ نشوؤها حتى نمسك خيوط جريمة الاحتيال ، حيث استسهل حديثه بأنه يعمل لدى شركة ، والمخادع زميله يعمل معه في نفس الشركة ، في البداية حاول المخادع غرس فكرة مشروع تجاري تكلفته مائة ألف ريال ، يزعم المخادع بأن فكرة المشروع من شأنها أن تدر بمئات الآلاف من أرباح وعوائد لزميلنا المتضرر ، وأصر عليه حتى تمكن من إقناع زميلنا ، الذي ذهب لأحد البنوك المحلية واقترض مبلغ 89000 ريال ، وبعدها قام زميلنا المتضرر بتقديم المبلغ بالكامل للمخادع مقابل قيامه بتأسيس المشروع المزعم إنشائه ، دون أخذ أي أوراق ثبوتية أو عقود أو أي نوع من التوثيق أو على الأقل شهود تثبت تعامله التجاري المخادع ، حيث يزعم المخادع بأن لا داعي من تحرير وصياغة عقود ملزمة بين الطرفين ، طالما أن هناك ثقة واتفاق جنتلمان ، و لم يتوقف عند هذا الحد بل طالب المخادع من زميلنا المتضرر أن يستأجر محل تجاري ب أربعون ألف ريال لممارسة التجارة المزعومة ، وأن يكون المحل المستأجر بإسم زميلنا المتضرر ، وكذلك طلب منه أيضاً توفير سيارة صغيرة ، وبالفعل ذهب زميلنا المتضرر واشترى سيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك أملاً في إنجاح المشروع التجاري. ولكن خاب ظنه في المخادع (زميله في نفس الشركة التي يعمل بها) ، حيث قام بأخذ المبلغ المقترض وقدم استقالته و هرب و اختفى عن الأنظار ، وتورط زميلنا بأقساط القرض البنكي ، و بإيجار المحل ، وكذلك بالسيارة ، ويطلب مني أن أساعده قانونياً بعد خراب مالطا كما يقولون. أخواني وأخواتي الكرام ينبغي على الجميع أن يحذر من هكذا تعاملات مهما أن كان غرضها ، يجب عليك توثيق تعاملاتك من خلال عقود ومستندات حتى تحفظ حقوق، وبالأخص فيما يتعلق في التجارة ، مهما كان الشخص المتعامل معه وحتى ولو كان أحد أقاربك فأكثر القضايا التي تحيل لنا معظمها تعاملات تجارية مع أحد الأقارب أو الأصدقاء ، ولا تقول : (... ثقة ... بيننا كلمة رجل ...اتفاق جنتلمان...ألخ) ، كما حصل مع زميلنا المتضرر. نرحب باستفساراتكم واقتراحاتكم للمواضيع القادمة ، عبر حسابي في تويتر: @Yaqoub_Almutair المحامي يعقوب بن يوسف المطير