هي مشاهد نراها بشكل يومي ، في جميع الأوقات في كل مكان من أرجاء المحافظة . من يمارس الشحاذة في الخرج يقوم بعمل جميل جدا .. لا تستغربوا العبارة نعم عمل جميل جدا .. كيف ؟؟ الشحاذة باتت صنعة لا يتقنها إلا القليل وبالتالي تحتاج إلى تقنيات عالية حتى تصبح شحاذا محترفا له مواصفات خاصة تصل به لمصاف الشحاذة المتقدمة لذا لا بد من توفر عدة عوامل لكي تكون على الطريق الصحيح في الشحاذة منها : 1. أن لا تعتمد على نفسك في الشحاذة بل يجب أن تنتمي إلى تنظيم . 2. أختيار المكان المناسب لممارسة الطرارة ، فالتقاطعات المهمة والحيوية والمراكز التجارية وبجوار المطاعم والمخابز والمساجد والصرافات ومحطات البنزين داخل المدينة وعلى الطرق السريعة باتت حكرا على شحاذين دون غيرهم فهم المعنين بهذه المواقع دون غيرهم لتواجدهم بشكل دائم فيها . 3. توفير الدعم اللوجستي للشحاذين وذلك من خلال المراقبة الدائمة لهم والإطمأنان على تواجدهم في أماكنهم كلن فيما يعنية وتوفير وسائل النقل الحديثة من خلال سيارات تقوم بنشرهم في أماكن العمل وفي آخر اليوم القيام بإعادتهم . 4. العمل على إستقطاب جميع المواصفات المطلوبة لتنفيذ العمل من خلال الأطفال والنساء العجائز والرضع الصغار وكبار السن حتى لا تفوت أي فرصه من فرص الرحمة إلا ويحصلون عليها بأسلوب علمي من خلال اكاديمية الشحاذة . 5. العمل المتواصل والشاق وذلك من خلال المداومة على العمل لساعات طويلة تمتد ل 18 ساعة في بعض الأيام خصوصا أيام الأجازات وأيام العيد ورمضان المبارك لأنها تعد موسماَ هاماَ لا مجال فيه للتفريط ويكون هناك تدوير للشحاذين على الأماكن بحيث لا تطول فترة البقاء بمكان واحد متواصل لأسباب مهمة جدا لدى العقول المدبرة . 6. طرق الأستعطاف الفنية التي من خلالها يحاول الشحاذ الوصول للضحية المغلوب على أمرة طالب الأجر من الله وذلك من خلال عدة طرق تتمثل بطرق زجاج السيارة ورفع الطفل الرضيع والسير على الأرض بدون حذاء وحمل فواتير كهرباء وصور صكوك مزورة أو مسروقه ويبدأ طلب الشحاذ عادة بريال واحد فقط حتى يتدبس من قرر إعطاء الشحاذ مبلغ لأنه يعلم أن الشحاذ لن يقوم بالصرف له . كل هذا واكثر يقوم به الشحاذين من خلال العمل المنظم لهذه الجماعات والتي باتت تنافس المحلات التجارية والشركات والمؤسسات وتتفوق عليها بمدخولاتها اليومية والشهرية . وكل هذا واكثر في ضل غياب تام لمكافحة التسول والتي تغط في غيبوبة عميقه لا تحس بشيء ولا تدري عن شيء وليس لها أو عليها شيء يذكر أو دور يشار إليه .. وبكل أمانه ليس مكافحة التسول بالخرج هي من تعاني إنما على مستوى المملكة والخرج ليست سوى مدينة من جملة المدن التي إنتشرت فيها شركات الشحاذة حتى بات التنافس فيما بينها علامة واضحة لهذه المدن . أحد الثقات يروي لي عن طفل يشحذ عند إشارة مرور يقوم بشكل يومي بتبديل الصرف الذي يحصل عليه من أحد المحلات التجارية بمقدار لا يقل عن 400 ريال يوميا .. أي دخل هذا اللذي يعادل دخل مهندس واكثر من راتب معيد جامعة أي دخل تحصل عليه هذه المنظمات وأين تذهب هذه الأموال الطائلة كل يوم . * المستحقين الحقيقين تجدوهم متعففين عن الوقوع بمثل هذه المناظر المقززة في بيوتهم لا يسألون الناس إنما همهم الدعاء بالرزق ويخجلون عندما يمد لهم محسن صدقة أو زكاة . * المستحقين تجدونهم في جمعيات البر الخيرية من خلال إخوة ثقات يدلونكم عليهم هم أحوج بالصدقة من هذه العصابات المنظمة . * المستحقين تجدونهم من خلال مكتب الضمان الإجتماعي حيث اليتامى والمطلقات والأرامل .. ممن هم في أشد الحاجة للمساعدة والرفق بهم وتقديم يد العون لهم . * المستحقين هم إخوة لنا خرجوا من ديارهم فروا للصحارى نجاة بأنفسهم ودينهم وأبنائهم لا يملكون من الدنيا سوى ما عليهم هم أحق بالصدقات والزكاة من العصابات الجشعة . الوضع وصل للذروة وبات الوضع خطيرا جدا على المواطنين والمقيمين لأنهم كما نشاهد بازدياد ولا يوجد حسيب ولا رقيب وطالما ضل الوضع كما هو عليه سيكون الوضع أخطر في الأيام القادمة إن لم نتدارك أنفسنا والوضع القائم . همسة : قال لقمان لابنه ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن0 لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا في الحرب , إذا لقي الأقران ولا أخاك إلا عند حاجتك إليه ______________________________________ سليمان بن عبدالرحمن المقبل s_almuqbil@