الأبناء هم ذلك الكيان الذي يلعب على الوتر الحساس لقلوب الوالدين حرصاً وخوفاً وحباً وطموحاً, إلاّ أن مؤشر ذلك القلب بين صعود وهبوط وسط ترقب دائم لهم في مواقف الحياة المختلفة. وفي أحد زوايا الحياة وأحداثها المتوالية تشكل فترة الاختبارات عبئا نفسيا لكل من الآباء والأبناء, وبعيدا قليلا نجد ملامح الوالدين التي تقبع خلف الأبناء تختفي في تلك الصورة التي نلتقطها في زوايا المدرسة؛ لذا نجد البعض يتعامل معهم بجدية وصرامة مُجرِداً لهم عن كل ما يرتبط بهم من أحلام وقلوب ومشاعر ومرحلة عمرية يمرون بها. لذا أبعث تلك الرسائل إلى كل طرف يشارك في تقدم أو تأخر مسيرة الطلبة التي طالما رسمها والديهم: أيها الأبناء: ارحموا قلوب آبائكم ... ارحموا خوفهم وحرصهم... ابذلوا ما في وسعكم لإدخال البهجة والسرور على تلك القلوب التي طالما أحاطتكم برعايتها ودعائها... كونوا على قدرٍ من المسؤولية وقدموا لهذه القلوب جزءاً يسيراً مما تقدمه لكم. أيها المعلمون: ارحموا قلوب الآباء... فقد استودعوكم أغلى ما يملكون... ضعوا أيديكم على أكتافهم ...وعاملوهم دوما كما تحبون أن يُعامل أبناؤكم... واعدلوا بينهم ... واحسنوا اليهم وإن قصروا, فان رسالتكم التربوية هي الأولى بالاهتمام والتطبيق وكم من كلمة طيبة زرعت تحديا ونجاحا على الأمد البعيد. أيها القادة والإداريون: كونوا لهم سواعد بناء ...وازرعوا الثقة فيهم... فدوركم القيادي يمنحكم مساحات شاسعة من التأثير... واحذروا أن تكونوا سببا في تعطل مسيرة أحدهم أو فقدانه حلماً رسمه ذات يومٍ بغير وجه حق. أيها الآباء: ارحموا قلوبكم ...واكسروا حواجز مخاوفكم وقلقكم بالتوكل على الله والدعاء فهما السلاحان الأقوى... وضاعفوا جهودكم لتأهيل أبناؤكم لاجتياز الاختبار الأكبر. ختاما دعواتي الصادقة لجميع الطلبة بالتوفيق الدائم الذي يرسم أجمل الابتسامات على شفاه الوالدين.