قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ . اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، يا ربّ أجبر كسر قلبي واجعلني مؤمنة وراضية بما كتبته لي، وهبني رضا وطمأنينة تجعلني أتحمّل ما أصابني من أجل أبنائي ومن أجلي. في ليلة الاثنين الموافق 11-4-1433ه ودّعتك أيها الحبيب.. حبيب الوفاء.. حبيب المحبين للخير والكرم، ودّعتك بحزن بالغ بعد فراقك المؤلم... ودّعناك أنا وأحبابك وأبناؤك وإخوتك وكلّ من عرفك.. يموت جسدك ولا تموت سيرتك ويبقى ذكرك الطيِّب حاضراً في قلوب من أحبّوك وعرفوا من يكون عبد الرحمن عبد العزيز الفهد السعيد رحمك الله. وهكذا هي مشيئة الله ولا سُلطة لي أو لغيري على الأقدار.. كنتَ ولم تزل وستبقى أيُّها الزوج الغالي أجمل أقداري وأروع ما كُتب لي بحياتي سواء كنت فوق التراب أو تحت التراب، وسأظل أذكرك إلى أن يجمعني معك الله بجنات الفردوس الأعلى إن شاء الله. كان - رحمه الله - محباً للخير وكريماً يمد يد العون ويساعد من يعرف ومن لا يعرف، وبابه مفتوح لمن يلجأ إليه بعد الله لمساعدته، ويقدِّر الصداقة ويحترمها.. الكذب لا وجود له في حياته، وحينما يتحدث يأسر من يستمع إليه وكان دائم الابتسامة، لا ينفرد برأيه ويأخذ بالمشورة، وكان مرجعاً لأُناس يستشيرونه، فيقدم لهم النُّصح دون تردُّد.. سيبقى أبو عبد العزيز رمزاً إنسانياً في زمن شحّت فيه المكارم والأخلاق.. مصابي فيه عظيم ولكن ليس أمامي إلاّ الصبر وأن أكون في مستوى المسؤولية أمام أبنائي الذين طالما أوصاني بهم فقيدنا الغالي. حزني وألمي بفراقه كبير لا أستطيع وصفه، لأني لم أكن أتصوّر كيف ستكون الحياة بدونه... فماذا أكتب عنه وقد أعطانا ومنحنا الكثير من الحب والدفء والأمان، ورسم على شفاهنا أنا وأبنائي الابتسامة بكل وقت، لذا ومهما طال بنا الزمن فلن ننساه وسنظل نذكره ونبكيه ما حيينا، وليس أمامنا مع فراقه إلاّ الصبر والثبات والرضا بقضاء الله وقدره وترديد (قدَّر الله وما شاء فَعَل).. يا ربّ ندعوك أن ترحمه وتغفر له وتسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء، وتجعل قبره روضة من رياض الجنة، وتجمعنا معه ومع أحبّته في جنات الخُلد، وأن تجعل ذرِّيته ذرِّية صالحه تدعو له، وأن ينفع بهم الدين والوطن، ويمدّ الله بعمر والد الجميع فهد عبد العزيز الفهد السعيد وإخوته، ويلهمنا الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. وختاماً يطيب لي أن أقدِّم الشكر الجزيل لكلِّ من قام بمواساتي من الأصدقاء والأقارب، وكلِّ من كتب عنه - رحمه الله - سائلة المولى عزّ وجلّ أن لا يريكم مكروهاً في فقد من تحبّون وجزاكم الله خيراً.