مهنا الحبيل - مجوعة عبدالعزيز قاسم البريدية نشرت هذا المقال الذي منعته صحيفة المدينة لاشعوريا اتجه الشعب عند تعيين الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أميراً لعسير إلى والده الراحل هكذا تلقائيا نخبة ومواطنين استذكروا ذلك الوجه السمح , البسيط في تعبيراته في بدويته العربية والشعب هنا عريق في باديته كما كان بدو رسول الله , خالد العميق في حرصه على الشعب وإكرامه وإعطائه حقوقه وتنميته . صحيح أن الملك خالد رحمه الله لم يكن خطيبا ولم يسرف في الحديث ولا التنظير لكن كانت رسالته العملية برفاهية شعبه كفيلة أن تشرح مضامين مغلقة كثيرة ويكفي فيها مقولته الشهيرة حين رفع له احد المسئولين نبأ افتتاح مستشفى في احدى المناطق وان هذه منحة كبيرة للمواطنين فأجابه خالد بن عبد العزيز لامِنّة لكم هذه حقوق المواطن التعليم والصحة والوظيفة حق وليس صدقة وليست منحة وليست تكرمة , إنها فلسلفة الحقوق والواجبات بين أبناء الشعب والدولة وعليها يؤسس أوثق عهد واخلص حب . ولذا عندما اختار عبد الله بن عبد العزيز مبكرا مسمى جامعة الملك سعود فإنما كان يشير إلى فلسفة خالد بن عبد العزيز والتي من خلالها فهم الشعب رسالة القائد وتطلع إلى إكمال المسيرة وتحقيق التنمية والحقوق الفردية من الشقيق القريب عبد الله بن عبد العزيز . وليت معالي وزير الشئون الاجتماعية حين صعقنا بإحصائية 600 فقير وبناءً على هذه الفلسفة يعيد تقييم أوضاع ومعانات المواطنين وسيعرف كم هو هذا الرقم لا يعني الا مزحة ثقيلة , وان الرقم الحقيقي يحتاج إلى أصفار عن يمينه في اقل التقديرات ومن الخطأ اعتبار الموظف خارج دائرة الإحصاء . فيصل في عسير لم يعرف الناس من هو فيصل الخالد بقدر ما أحبوا والده لكن تلك الحيوية التي بادر بها فيصل منطقة عزيزة على قلوب الشعب وهي عسير المجد والقيم والعروبة بدئت تُترجم على الواقع ويطوف بريدها إلى المناطق الأخرى فيحتفي الشعب مجددا بأمير محب ينتمي لملك محبوب . هذه المرة قرر فيصل الخالد أن يُترجم المفاهيم إلى رسائل عملية يُذّكر الناس بما تعنيه القيم والمشاعر والانتماء في نفس فضاء السياحة والتجديد والتطوير لعالم الطبيعة التي تزينها مواسم الاصطياف فكان قرار منع الحفلات الغنائية . ولستُ ممن يتخذ المزايدة أو التشهير أو التحريض على قضايا الانجراف في مسارات الرأي الآخر الذي يقول دائماً لا سياحة ولا حضارة ولا متعة ولا قيم ولا تقدم إنساني الا بتقليد برامج الآخرين فان صنعوا صنعنا وان تركوا تركنا والحادي الأجنبي يصيح بنا من بعيد الا ترى القوم يتقدمون !! إنما منهجي أن أناقش الفكرة واحيي المعنى العقلي والقيمي لانتمائنا الشرقي المرتبط يقيناً برسالة الإسلام الخالدة والعروبة المجيدة , وهذا لايعني أن نُقفل الباب على فضائنا الإنساني أو أن نهجر آلة التطور الحديث في برنامج التنمية والسياحة والصناعة المعرفية والتجارية , لكننا نبقى شعبٌ لنا حضارة شرقية إذا أحسنّا الأخذ بالآلة المتقدمة والفكرة المتجددة ثم إحالتها إلى تهذيب القيم والانتماء كان ذلك عنوان التقدم . ولذا فان السؤال الأكبر : من قال أن الحفلات الغنائية بصيغتها المعروفة من ضجيج الموسيقى وإثارة الغرائز وتمايل الجنسين على متونها أو في هوامشها ضرورة للسياحة , الأمر ليس كذلك فرفقاً بأنفسكم وبالناس أيها المعترضون على الإلغاء. وفي ذات الوقت ينبغي على الجميع من الأطياف الفكرية بما فيها المحافظة أن تتفهم مساحة التجديد والتنوع في المسموح قيمياً من مهرجانات أناشيد وفنون وترفيه أطفال إلى مسرح وبستان ثقافي يعرض الأدب والفكر ولا يُشترط على الناس أن يجعلوا في مواسمهم خطب الوعظ ملزمة للجميع فلكل مهمته ورسالته وموضعه ومكانه وأيضاً جمهوره . الأمراء الاصلاحيون وطريق النهضة كما وقفنا عند فيصل الخالد سمعنا خطاب الأمير الجديد لنجران مشعل بن عبد الله وإكرامه ليام العروبة والوحدة في معقلها وتأكيده على أن الاختبار هو بتقدم الحالة التنموية للمنطقة وللمجتمع وهو كذلك ما نسمعه من بعض الأمراء الشباب ومنهم أمير المدينةالمنورة عبد العزيز بن ماجد , نعم إن المقياس الحقيقي هو احتفاء الشعب في المنطقة بأميرها عبر ما تستشعره تنفيذيا من تقدم تنموي وحقوقي يحترم شخصية الفرد وحرية التعبير الراشدة للمواطن محفوظة كرامته وشخصيته الاعتبارية وان المشروع التقدمي الإسلامي الذي يعلن المليك شعاراته سيتعزز من خلال جهود أبنائه من الأمراء والمسئولين كترجمة عملية على الأرض يدركها المواطن , وليست أبداً خطب مدائح ومداهنة , ولذلك فان ما يستشعره الأمراء الاصلاحيون من أن هذه هي الهوية والمنهج وهي مسيرة النجاح في الدنيا وفي الآخرة وفي دعاء الصالحين من أبناء مناطقهم فهو معيار التقدم الوطني ونجاح مهمة الأمير... بوركت سواعدكم في ميمنة القائد بما يرضي الشعب في رضا الله