الأمن في اللغة ضد الخوف وعلى هذا المعنى يدور «وهو عدم توقع مكروه في الزمان الآتي، ولا يخرج استعمال الفقهاء له عن المعنى اللغوي. من هنا يتضح جلياً أهمية الأمن والأمان في حياة الفرد والمجتمع ككل .. وأي عبث في الأمن هو عبث في المجتمع بشكل عام والعبث في المجتمع هو عبث في مصالح العباد وبدورة يؤدي إلى شلل في كل مناشط الحياة " العبادة وطلب العلم والرزق والتنقل والترحال " فالأمن من أعظم نعم الله على عبادة والتفريط في هذه النعمة وبال لا يعي أهميته إلا من فقدة . قال تعالي : وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [ النساء : 83] عقد الأمن إذا انفرط سقط معه الغالي والنفيس ولن يُرحم فيه غني أو فقير فالجميع سيكون تحت وطأت قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف والمجرم يعتدي على الآمن وتسود الفوضى بين الجميع كل ذلك باختلال الأمن ونزعه :قال تعالى (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ [ الأعراف : 97] ) وقال تعالى :( أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ [ يوسف : 107] ) . نقرأ في كل يوم " خطف واعتداء على نساء وأطفال - سلب ونهب للمحال التجارية والعمال والمنازل - قطع طريق وانتحال شخصيات رجال أمن - تهريب مخدرات وكحول - سرعة وتفحيط ووفيات - قتل و ضرب وطعن وحمل سلاح " كل هذه جرائم نصحوا على وقعها كل صباح من يقوم بهذه الجرائم خائن لنفسة ولدينة ولوطنة ، كل هذا اتى بسبب ضعف الأمن بكل اسف ورجال الداخلية بكل مسمياتهم ووظائفهم نحسبهم والله حسيبهم يقومون بواجباتهم تجاة دينهم ووطنهم بكل أمانة وتفاني ولعل ما يؤخذ على أجهزتهم هي قلة الأمكانيات والأفراد بالمقارنة مع حجم السكان وكبر المساحة التي يغطونها لذا وجب دعمهم وتسخير الإمكانيات والطاقات البشرية حتى يستتب الأمن ويضرب بيد من حديد على كل خارج عن القانون مهما كان وضعه الأجتماعي وإعادة هيبة رجل الأمن التي فقدت من صغار القوم قبل كبارهم و حتى لا يأتي يوم نندم أشد الندم على ما فرطنا بة من نعمة عظيمة بسبب تجاوزاتنا وإخلالنا بالدين والنظام : قال تعالى :(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [ الأنعام : 82] ) . الأمر بعد الله معقود على ولي الأمر الحاكم الإداري ومعاونية من رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية بإصلاح الخلل وإعادة الأمور الى نصابها من جديد حتى ننعم بالأمن والآمان على أنفسنا وأعراضنا وأموالنا في ضل قياة خادم الحرمين الشريفين وولي عهدة الأمين رجل الأمن الأول سمو وزير الداخلية وكل من بيدة أمر على البلاد والعباد . اللهم امنا في اوطاننا وأصلح أأمتنا وولاة أمورنا وادم نعمة الامن والاستقرار في بلادنا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور وجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة وتب علينا انك انت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك واتمها علينا يا ذا الجلال والاكرام . همسة : من حكم لقمان لإبنة : يابنى انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها ترحل . __________________________________________