الأولى: لانستطيع أن نفهم القرآن أو السنة إلا إذا فسرنا بها كل ما يحدث لنا من مواقف وقضايا. الثانية: لايوجد أبدا أي تعارض بين التفسير الشرعي للأحداث وبين أي تفسير دنيوي عقلي آخر، ولايعني تفسير الأحداث بالقضاء والعقوبة أنه هروب من مكاشفة الحقيقة أبدا. الثالثة:كل ما يصيب الإنسان من مصيبة فمن عند نفسه، قال تعالى:أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم. هذا الكلام قيل للصحابة،،فكيف بنا نحن؟!!!ألسنا أولى الرابعة:قال تعالى:ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس. والفساد لفظة عامة تشمل الفساد الإداري والأخلاقي والاجتماعي والبيئي والفكري. الخامسة:قال تعالى:وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. وهذا نص صريح في أن كل مصيبة بسبب كسب اليد. السادسة:نحن-المسلمين- ندرك تماما أن هذا خير لنا قال تعالى:قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فانظر كيف جعل المصيبة لنا وليست علينا. السابعة:الواجب علينا الاسترجاع والصبر، قال تعالى:ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون الثامنة:إذا آمنا بأن كل مصيبة بكسب اليد، فلا مجال لمحاسبة الله عز وجل كما يذكر كثير من الكتاب في قولهم:هناك مناطق أعظم فسقا وجرما، فنقول لهم:قال تعالى: (لايسأل عما يفعل):قال تعالى: فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء.وقال تعالى:ألا يعلم من خلق؟ وقال تعالى: وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. فنفهم من مجمل الآيات أن العقوبات مردها إلى الله في قوتها وكثرتها واختيار الناس المعاقبين، ولا أحد يمكنه معرفة ذلك، بمعنى آخر أنه ليس لأحد الكلام عن لماذا الحي الفلاني، أو لماذا الشعب الفلاني؟. لكن الشيء الذي تعلمناه من الكتاب والسنة أن أي مصيبة بسبب الذنوب، وأن هذه المصائب للمؤمن تكفير لتلك الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم و لا حزن ، و لا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها خطاياه. التاسعة:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ، ودخل وخرج وتغير وجهه ، فإذا أمطرت السماء سري عنه ، فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أدري لعله كما قال قوم : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم . العاشرة: كل مؤمن يكسب من هذه المصائب قال الحبيب صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه ، وقال عليه الصلاة والسلام :والغرق شهيد والهدم شهيد وقال عليه الصلاة والسلام عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن. الحادية عشرة:وأما الإضاءة النبوية التي تشير إلى أنه لا تلازم بين كثرة المعاصي والعقاب فهو قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لما قال: ادع الله فليوسع على أمتك ، فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا ، وهم لا يعبدون الله ، وكان متكئا ، فقال : ( أو في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ).وقد يكون ترك قوم من العقاب استدراج لهم أو تنبيه لهم أو يعدون لعقاب آخر بطريقة أخرى ولا يعلم جنود ربك إلا هو. الثانية عشرة:الخطاب المنتشر في تفسير الأحداث دنيويا لا يحرك القلوب إلى الله عز وجل، ولا يوجه الناس إلى الله بالتوبة والاستغفار والدعاء، إنه يخلف لنا تراشقات كلامية لا طائل منها ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ( 97 ) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون(الأعراف) .