عندما بدأنا في توثيق واقع أحياء مدينة السيح من خلال زاوية أحيائنا في صور في الخرج اليوم كان من المؤلم حقاً أن نزعج أبصار المتابعين لهذه الزاوية بحقيقة أحياء السيح المرّة والتي تعكس الإهمال بكل جوانبه من بعض القطاعات الحكومية . كنا نعرف مسبقاً أن هناك من سوف يلومنا ويتهمنا بالتركيز على السلبيات وترك الجوانب الإيجابية وإن كان هؤلاء قلة ولا يعدو همهم كسب رضا المسئول على حساب المصلحة العامة . ومن بداية توثيق واقع الأحياء وإلى الآن لم يتغير من هذا الواقع إلا الشي القليل !! وتظل الجوانب الجمالية في مدينتنا مغمورة بسبب الفوضى العارمة في التأخير في أداء الواجب فيما يخص البنية التحتية فكيف يلتفت للجماليات ؟! هناك من يريدنا أن نعيش الخيال كما كنا نقرأ ونسمع سابقاً قبل عدة سنوات مشاريع نقرأ تفاصيلها في الصحف الورقية ولا نراها على أرض الواقع !! إن الإبحار في عالم الخيال من خلال الوصف أو الصورة من السهل جداً على أي كاتب ومصور وبإمكان أي منهما أن يجعل الخرج محافظة مثالية لنيل رضا المسئول أو تزييف الحقائق هذه الصورة مثلا تكفي بأن نقول لكل من يمر بمدينة السيح أو كل من لا يعرف مدينتنا أن السيح من المدن السياحية المعروفة كيف لا وبها مدينة ترفيهية انجزت في زمن قياسي وهذه اللوحة دليل واضح على المواقع السياحية . أما إذا أخذت الطريق الآخر فسوف يقودك لعيون السيح والتي تفاعلت معها هيئة السياحة مؤخراً بأن أوجدت فرعاً لها في الخرج يخطط ويعمل لتكون هذه العيون مزاراً سياحياً يحيط بها كل الخدمات لجذب السياح . هذا هو الخيال الجميل الذي يريده البعض أما الواقع سوف ترى أن المدينة الترفيهية ما هي إلا أرض صارت " كمحمية للضبان " و أما عيون الخرج فهي ما زلت تبكي ألماً على واقعها وعلى هيئة السياحة التي ما زالت تتغني بالماضي بشعار " كان أبي " ان الخيال عالم مفضل عند الشعراء وعند المصورين وقد يكون عالم جميل عند بعض المسئولين الذي يريد أن يرى الزائر الكريم كل ما أمامه وكأن مدينة السيح ما هي الا رمز الجمال في كل الإتجاهات ، لكن بحدود طريق ضيفنا الكريم .. وما عداه فلا بأس أن يعود للواقع . وكم هو جميل أن نجمع بين العلم والثقافة وبين عالم الجِمال المزايين !! ويظل الواقع يزعج البعض إذ لا وقت للتغيير ، ولا فائدة من التصوير .. فمشاريع السيح كلها تسير كما السلحفاه .. هذا أن سارت .. وإلا طارت كما طار الكثير منها تحت مبررات " البند لا يسمح " فما الفائدة إذاً من نشر مثل هذه الصور؟! فهي إثارة للرأي العام .. وكل عام وشوارعنا هكذا !! لكن ينبغي على أي مصور أن يبتعد عن الواقع القبيح ويجنح للخيال فكل طرق التعديل تؤدي للجمال .. فماذا يضر المصور إن أظهر الخرج في أحلى حلة ؟! فيكفينا ثناء المسئولين لنا ونظرة الآخرين لمدينتنا .. أما نحن فسنصبر على هذا الواقع ..فكم صبر أهل الخرج .. هل يضرهم لو صبروا عشر سنين مثلاً !! ان الخيال الجميل ارتبط بأكثر القطاعات الحكومية .. فهي تغازله من خلال التقارير الوهمية فكل ما في الخرج مدعاة للفخر والثناء ولكن في حدود الخيال .. وهل هناك أجمل من الخيال في التربية والتعليم ؟! أو هل هناك أجمل من الخيال في قطاع المرور أو هل هناك أجمل من قصص البلدية " وفيلمها " الطويل ؟! ان العيش في عالم الخيال " قنبلة " موقوتة سوف يجد أهل الخرج نتائجها مثلما هو واقعها الآن .. كل الطرق تؤدي بك للورش لإصلاح سيارتك من سوء السفلتة .. وكل الشوارع تشكو من تراكم الأتربة .. وكل الأشجار ان كان هناك أشجار ما زالت مهملة . أما إشارات المرور فهي الآن رمز باقي على نظام كان اسمه " نظام المرور " وحتى نعرف واقع تربية أبنائنا بعيداً عن الخيال .. فأقم مباراة طرفها نادي الهلال وفي نادي الشعلة سوف يكتمل المثال .. وفي الأخير نستضيف أحد المقصرين لنقول للعالم هذا رمز حطم الرقم القياسي !! إن سوء التنسيق والبعد عن معالجة الواقع سوف نرى نتائجه بين فترة وأخرى على حسب المناسبات وما يطرأ في مدينتنا .. وكم نحن بحاجة للتنسيق بين القطاعات المختلفة لمصلحة الخرج وأبناء الخرج .. وإلا سوف نرى واقعنا مثل هذه الورود ما تعدو ان تكتمل حتى نفسدها بأيدينا .. !! ورغم الإخفاقات السابقة في المجلس البلدي .. إلا أن المجلس الحالي ينتظر منه الكثير وليكون مجلساً بلدياً وتربوياً ونواة للعمل الجاد الذي يجمع القطاعات المختلفة لمصلحة الخرج