وقفتُ أمام حبيبتي أتأملها وكل مشاعر الحب من قلبي أهديها .. فنظرت إلى وجهها الفاتن الجميل وقد شحٌب لونه ، وجسمها الريان الطويل احدودب من الأسى ، وعيناها الواسعتان ذبلتا بعدما جفت دموعها التي أذابت الكحل فيها . نظرت إلى أطراف أصابعها وقد تشققت من الإهمال بعد أن كانت ملمس الحرير ، شعرها الأسود الطويل أصبح أشعث كما حافرة قبور ،، فستانها المتمزق كشف لي ما كانت تخفي من جروح وحروق ، وآثار دماء نازفه من سنين .. وبكل خجل سألتها مالك يا حبيبتي !؟؟ ما هذا البؤس المخيم عليك !؟؟ أين الحسن والدلال !؟ أين الزينة والجمال !؟ من شقي الحظ الذي تأثم في هواك!؟ ولم يرعى حقك ويسعى لدوائك ؟! ثم مالي أراكِ وحيدة !؟ أين الأهل والأصحاب !؟ أين الجمع والأحباب؟! وبعد صمت موحش رهيب .... رفعت رأسها وشخصت ببصرها !؟ وتحدثت بصوتها الأبح المحزون قالت : يا حبيبي هل تلام من كان أبوها لها مهمل !؟ ولحفظها مفرط !؟ لقد تركني أبي وسافر بعيدا سافر بمشاعره وإن كان يزورنا من حين لحين !؟ كم مرة سمعته يقول : صبراً يا بنيتي سيأتي اليوم الذي اشتري لكِ فيه فستان جميل وسأذهب بك إلى ( الكوافيرة ) لتحسين وجهك، وسأبحث عن أمهر الأطباء لتجميل بشرتك المتجرحة، انتظري ولا تحزني ،، فانتظرت طويلاً ومللت الانتظار ، ونفذ مني الاصطبار .. ثم صمتت قليلا ونظرت اللي وقالت : هل تعرف أبي ؟ فقلت : نعم اعرفه إنه أيضا أبي ،، وإني أعيش كما تعيشين ... خوف من وحشة الغربة .. اللصوص يتسورون علينا الدار كل يوم ..ويكسرون باب البيت كل حين ، وحراس البيت نائمون ، وفي سباتهم يغطون ،، وكلما قبضوا على لص انذروه وحذروه ، ثم أفلتوه ثم يعود بلا خوف ولا مهابة . عذراً يا حبيبتي .. فليس في يدي حيلة ، ولا في تدبيري نتيجة .. مالنا إلا الصبر لعل أبانا يرق لحالنا ، ويشعر بمصابنا ، ويحتوي عائلته المشتته ، يا أبتي متى تعود لدارنا وتكسن معنا ..فكلنا شوق إليك .؟؟؟ ابنك المشتاق محمد بن فرحان العنزي [email protected]