الناس في أي مجتمع أجناس! ولله في خلقه شئون..!! واللهم لا اعتراض على خلقه..! فيهم المحايد الذي يأكل ويشرب وينام ويعمل ليعيش وكأنه في عالم خاص لا يوجد فيه إلا شخصه الكريم؛ أي كما يقال: كاف عاف لا له ولا عليه، وهذا النوع سلبي (طوعا أو كرها) ويجب استقطابه وإشراكه وعدم تركه لوحده. وفيهم السلبي المنتقد الذي يعرف نوايا الناس بالشم والظن والاعتقاد والحدس والتخمين، ولا هدف له سوى الانتقاد لكل شيء حتى نفسه، كالحطيئة ! (لا يعجبه العجب ولا حتى الصيام في رجب)؛ لأنه إما معتوه، أو جاهل وإمكانياته الفكرية محدودة فيعوض نقصه بالتعليق على أفكار الآخرين وانتقادها وإن كان على باطل..! وإما حاقد وحاسد وغيور لا يحتمل أن يكون أحد أفضل منه، ولديه الجرأة في أن يحكم حتى على النوايا التي لا يعلمها إلا الله!! المهم عنده التشكيك والتجريح والحط من قيمة وقدر وفكر من يرى أنهم أفضل منه ومن يرى أنهم يقدمون للمجتمع ما لا يملكه ولا يستطيعه، وهذا النوع من الناس لا تراهم ولكن تستدل عليهم بتعليقاتهم الساذجة والسخيفة في الانترنت وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية، وهذا النوع سقيم ومريض ونسأل الله أن يشفيهم. وفيهم الايجابي الذي يحب مشاركة مجتمعه ويحترم نفسه ويحترم الآخرين ويقدر أراء الناس ووجهات نظرهم الشخصية وإن اختلف معهم، وشعاره: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وقاعدته قاعدة الإمام الشافعي الذهبية رضي الله عنه في احترام الرأي والرأي الأخر: "قولي صحيح يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب". وهذا عليه مسؤولية مجتمعية واجتماعية كبيرة ودور قيادي وريادي، ويجب أن يمكن من القيام بدوره تجاه مجتمعه. المحايدون ، يجب على المجتمع أن لا يتركهم كذلك وأن يتعرف على ظروفهم وأسباب عزوفهم عن مشاركة المجتمع همومه وقضاياه، حيث يمكن أن يكون لدى هؤلاء ما يبرر سلوكهم، وبالتالي يتم استقطابهم والإفادة منهم ومن قدراتهم وأفكارهم البناءة التي يمكن أن تخدم المجتمع. المرضى بالحقد والحسد والغيرة الذين ينصبون أنفسهم من قادة ورموز ومثقفي المجتمع ويتحدثون باسمه وكأن لديهم عطاء يعتد به، وهم في حقيقة الأمر جهلة ولديهم ضحالة فكر وغياب رؤية ولا يجيدون إلا التجريح والتشكيك في نوايا الناس والنباح إن هم سمعوا صوتا ولو من بعيد..! ودائما تراهم متجهمين ومتوجسين ! ويحسبون أن كل صيحة عليهم ضلالة..! ولا يرون غيرهم إلا شر وضد الخير، وهم وحدهم أهل الاستقامة والوصاية على المجتمع، يجب عدم التهاون معهم واستهدافهم بالتوجيه والتعليم والتثقيف والتوعية، لأن تركهم يعطي صورة سيئة وقاتمة ومتخلفة عن المجتمع برمته بل وعن الوطن، ولهؤلاء نقول بكل محبة: يا ناس ارحمونا وارحموا أنفسكم وارحموا مجتمعكم ووطنكم، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه..! أما أولئك الأشخاص الايجابيون الذين يعدون بعطائهم وأخلاقهم من رموز وقادة ومثقفي المجتمع حيث يملكون المعرفة والقدرة والرغبة في تقديم ما لديهم من علم وفكر وإبداع وابتكار ووضعه في خدمة المجتمع وتنميته، فإننا نطالب كافة المسؤولين ورواد المجتمع وقياداته، العمل على تمكينهم والوقوف بجانبهم في تذليل كافة الصعاب التي تحول دون إسهامهم في القيام بواجبهم تجاه مسؤوليتهم المجتمعية والاجتماعية. والله الموفق والهادي لسواء السبيل. د. هلال محمد العسكر