مدخل : أغمض عينيك قليلا ، واذهب لمكانك الجميل أيا كان هو بمخيلتك ، فلكل منا مكانه الذي يهرب إليه ، وانعزل مع نفسك بعيدا عن حماقات البشر ، ثم انظر للسماء بغيومها واخفض بصرك قليلا لترى قمة ذاك الجبل ، واسم صوت العصافير ونبع الماء ، وأزيز نحله تبحث عن عسل ، واستنشق الهواء واستلقي على ظهرك ، ثم ابتسم واضحك بكل جنون التتر ! وبكل آهات العمر ، واستغفر الله ثم عد لحاضرك ، فستجد نفسك أروع وأجمل ضياء فوق بدر . للبوح لذة حرم منها الكثير ، فمن وجد توأمه الذي يبوح له بكل حرية من غير أن يخشى سوء فهم أو تفسير ، فهو المحظوظ ، أن نبوح لمن نحبهم بمقدار محبتنا لهم ، أن نبوح بأسرارنا العميقة التي تقتلنا في لحظات الهذيان ربما قد تكون لمن يستمع لنا بسيطة وفي بعض الأحيان سخيفة ! ولكنها تمثل لنا نقطة ارتكاز للافضل أو للأسوأ لأن ملابسات تلك الذكريات وما لحقها وما يترتب عليها وعيش تفاصيلها أسوأ وقد تترتب على النفسيات وكيفية تعايش كل فرد مع موقف حسب نفسيته وطبعه . أن نبوح حتى بما لا يقال ! وبما نشعر به من جميع نواحي الحياة ، أن نفتح قلوبنا ، وأرواحنا ونسلمها لمن نبوح ، المحظوظ هو من وجد شريكه الذي يفهم تلك النقاط ويستمع له . مخرج : القلب والعقل جزءان لا ينفصلان ، مكملان لبعضهما ، فماذا لو استمر جرح القلب حتى انكسر وتشتت ! سيختل الميزان ، وإن اختل ميزان العقل والقلب ، إختل الحكم ، وكذالك تختل التصرفات ، وربما تنجن ! ، نعم .. حتى القلوب عليها مؤامرة للتقسيم والثورة ! يحيى آل زايد الالمعي