سكون الليل، هو صندوق الأسرار لكل إنسان؛ ففي هدوئه راحة للنفوس، وصفاء للأذهان، إنه كالطبيﺐ النفسي يجعلنا نبوح بكل ما في صدورنا من مكنونات خفية دون خوف؛ لعلمنا بأنه لن يستمع لنا ﺃحد غيره، ولأن خفايا ﺃسرارنا في صندوقه الآمن الذي لا يفتحه ﺃحد سوانا. فكل له مفتاحه الخاص في سكونه الهادئ، مفتاح يفتح لا إراديا في ظلمته المستترة عن عيون المتطفلين، وهو الوحيد الذي يستمع لنا ويدعنا نتكلم دون ﺃن يقاطعنا، بل يطلق العنان لمخيلتنا، لنحلق في عالم فسيح، عالم اختلقناه من وحي ﺃفكارنا، من فتات ﺃيامنا الواقعة، عالم نصنع فيه ما نشاء وكيفما نريد، وهناك دائما الكثير من الأشياء التي تدور في عقولنا، ولا نستطيع ﺃن نخبر به ﺃحدا. لكن عند هبوط الليل؛ فهناك عالم آخر وﺃمور كثيرة يمكن للمرء ﺃن يصرح بها في سكونه وﺃجوائه الهادئة، يمكننا تفريغ شحنات يومنا من المتاعﺐ والأعباء، فدمت لنا ﺃيها الصديق الآمن ودامت لياليك.