بعد أن أصبح وزني في تزايد مرعب يزيد من قلقي على نفسي و يدق أجراس الخطر وما يمكن أن يأتي مع السمنة من عجز ومرض ، ظهر لي من الخيارات أني يجب أن ألغي نصف طعامي وأن ألتزم ببرنامج رياضي يحرق الشحوم ، وهذا بكل بساطة توفره الأندية الرياضية بمبلغ يقدره كل نادي على حسب مميزاته . ما جعلني أتأمل في هذه الحال هو قلة وعيي بأن كنت أسرف في الأكل والاستمتاع به غير آبه بعواقب الأمور و ضريبة طاعة الشهوة بحجة أني سأستمتع بما أحل الله لي والحياة فانية ، فزاد وزني وقلت حيلتي و ضعف جسمي وترهل وأصبحت ضعيف الهمة ، والجزاء من جنس العمل كما يبدو حيث أني سأحرم مما أستمتع به من طعام حتى تعود متعة أخرى وهي النشاط ، فما أفرطت فيه سأحرم منه ، كأن الأكل الزائد بالأمس هو طعام اليوم ، فأنا مضطر اليوم للتخلي عنه ، وفوق هذا سأدفع ضريبة ذلك مادياً و عملياً . ذكرت العنوان قصداً مني بأن المبذرين والمسرفين في الأكل والشرب والأخذ من ملذات الدنيا فوق الاحتياج سيبني على أجسامنا ونفوسنا أيضاً زيادة سلبية تضر بنا ، وقصدت بالواعي ، المستدرك المتأخر للعاقبة ؛ فهذا الواعي المبذر استدرك الأمر والتحق بنادي رياضي لإزالة الزائد ولكنه بقي على إسرافه وتبذيره بأن أدخل نفسه في دورة حياتيه بحيث يسرف في الأكل ثم يعود ليزيل ما زاد ويعود لعادته القديمة ولا يتعظ بسالف الأيام . فالأحرى بمن يعي هذا الأمر أن ينتهي عن الإسراف ويقتصد وهذا من هدي الكتاب في قوله تعالى : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) سورة الأعراف. وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه) . و في الجانب الاقتصادي فهو سيوزع الطعام على حياته بدلاً من الزيادة الضارة على الجسم والنفس ، ولا يضطر لإنفاق المزيد من الأموال حتى يزيل ما زاده بالأمس أو علاجاً و مداواة لأمراض جاءت بسبب الإسراف في الأكل والشرب . فالحاجة أن نأكل لنعيش لا أن نعيش لنأكل ، وهذا لا يعني أن نكون محرومين من متعة المأكل والمشرب ولكن أن نمتنع عن الإسراف فنستمتع بالأكل والمشرب و فوق هذا الصحة والنشاط . نراكم على حال أفضل