بعد أن أمطرت الأوامر الملكية المباركة في يوم الجمعة المبارك الشعب السعودي بالخيرات، خرج الصغير والكبير للشوارع بإحتفالات ومسيرات يشكرون قائدهم ومليكهم على ما أصدره من قرارات تثلج الصدر، ويشكرون الله سبحانه على أن من عليهم بمثل هذا القائد العطوف الرحيم. ما حدث في جمعة الخير هو إمتداد لحالة الوفاء من الملك لشعبه ، ومن الوالد لأبنائه ، فقد قال في كلمته حفظه الله - يعلم الله أنّكم في قلبي- ونحن نقول يا أبا متعب وبأعلى صوت ليسمعنا العالم أجمع - يعلم الله أنك في قلوبنا- فمنذ توليك مقاليد الحكم والشعب السعودي ينعم بالخيرات ولله الحمد والمنة، ونسأل الله ياخادم الحرمين الشريفين أن يحفظكم ويرعاكم ويلبسكم لباس الصحة والعافية، إلا أن في الحلق غصة ياسيدي، فنحن من أبناء شعبك ونكن لك وللوطن كل الولاء والإخلاص، ونطمع في عظيم كرمك بأن تشملنا تلك المكرمات، لقد فرحنا لفرح من حولنا من موظفي القطاع الحكومي المدني والعسكري، إلا أن فرحتنا فيها ما فيها، فما أن تصدر أوامركم الملكية المباركة بمنح الإجازات أو صرف الراوتب أو تحسين الوضع المعيشي أو الزيادات لمنسوبي القطاع الحكومي، نقف ونتسائل نحن موظفي القطاع الخاص لماذا لم تشملنا هذه المكرمات، كما أن الأمر لم يقف هنا فقط، بل لم نسلم حتى من رسائل السخرية التي تهاتفت على صندوق الوارد في هواتفنا المحمولة من موظفي القطاع الحكومي بعد صدور قراراتكم المباركة. نحن في القطاع الخاص ياسيدي، ذكور وإناث نسابق العصافير كل صباح للذهاب إلى أعمالنا عند شروق الشمس ونعود لمنازلنا عند غروبها، ونعاني مانعانيه من إرهاق وتعب بسبب ساعات العمال الطوال التي نقضيها في اعمالنا، حتى في يوم الخميس الذي يتمتع به جميع موظفي القطاع الحكومي بالاجازة مع يوم الجمعة، لم نترك لهذه العصافير الضعيفة فرصة بأن تكتسب رزقها دون أن نضايقها ونزعجها في ذلك اليوم منطلقين باكراً إلى أعمالنا متحسرين من سماع شخيرغيرنا. لم يكن توجهنا ياسيدي للعمل في القطاع الخاص، إلا رغبة منا في أن نكون شباباً وشاًبات فاعلين ومنتجين في المجتمع لا أن نكون عاطلين وعالة عليه، ونريد أن نشارك ونساهم بما نحمله من شهادات، وبما إكتسبناه من علم وخبرة في بناء أقتصاد هذا البلد ونهضة مملكتنا الحبيبة، ولأننا أيضاً لم نجد فرصتنا في العمل بالقطاع الحكومي. إن صمت وزارة العمل وعدم صدور مايجبر خواطرنا من وزيرها، أدى إلى أجتهاد بعض الشركات والقطاعات الأهلية القليلة في منح موظفيها راتب شهرين أسوة بموظفي القطاع الحكومي، بينما العديد من الشركات والمؤسسات وللأسف أعتادت على الأخذ دون العطاء رغم قلة السعوديين العاملين فيها، ولعل السؤال أو التساؤل الذي يُطرح هنا، كيف لخطط السعودة التي ستضعها وزارة العمل أن تنجح، والحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص تم تحديده بألف وخمسمائة ريال، بينما الباحث عن العمل أو العاطل سيتقاضى ألفا ريال شهرياً، كما سيتقاضى موظف القطاع الحكومي ثلاثة آلاف ريال، فهذا سيكون بالتأكيد سبباً مباشراً في هجرة الكثير من موظفي القطاع الخاص للقطاع الحكومي. هناك العديد من المواد والبنود في نظام العمل التي تحتاج إلى إعادة النظر، لتصب في مصلحة كل مواطن ومواطنة يعملون في القطاع الخاص، فقد آن الآوان للوقوف على بعض مواد النظام وبنوده من مسؤولي وزراة العمل، والأمل في الله سبحانه وتعالى ثم بك ياملك القلوب كبير، ودعواتنا لك بظهر الغيب لايعلمها إلا الله سبحانه، والرجاء بك بعد الله لن يخيب، فنحن موظفي القطاع الخاص ياخادم الحرمين ، من ذكور وإناث نأمل بأن تشملنا هذه المكرمات، ونناشدك جميعاً وبصوت واحد، تكفى يا أبو متعب طلبناك. دمتم بخير. خالد بن محمد الخميس