توقفت في أحد الأيام عند صراف أسدد فاتورة لشركة مشهورة ( بالاختلاس النظامي ) وكان عند الصراف الآخر شخص ( عرفت فيما بعد ) أنه يسدد فاتورة لشركة منافسة هي الأخرى معروفة ( بالاختلاس المشروع ) . وعندما هممت بالمغادرة استوقفني هذا الشخص وسلم علي وإذا هو صديقي القديم جدا جدا ( عادل ) الموظف بهيئة الرقابة والمسؤول عن المحافظة على المال العام , وأخذنا نتذاكر أيام زمان بشكل عابر وسريع حتى سألني عن صديقنا القديم قال : تعرف خوينا سعيد قلت : نعم أخو عيد معروف قال تصدق أني قابلته أمس راكب سيارة فخمة وأمامه سيارة وخلفه سيارة نفس النوع واللون والموديل لكن أرقام اللوحات ما كانت مميزة مكتوب في السيارة الأولى ( ط ز ز ) والسيارة الثانية ( ف ي ك ) والسيارة الثالثة ( ب ل د ) قلت : معقولة !!! قال : نعم فخمة جدا جدا قلت : ما أسألك عن السيارة أسألك عن اللوحات قال : نعم لكن سبق وقلت لك اللوحات ما كانت مميزة قلت : صحيح لكن كانت مقصودة . المهم بعد أخذ ورد أتضح لي أن عادل لا يدري أنه لا يدري . وقاطعني صديقي القديم جدا جدا عادل إلا كيف وصل إلى هذي ( الطنخة ) وأنت تعرف انه كان منتف وحالته حالة . قلت القصة طويلة تعال أحكيها لك في الكوفي شوب طلبنا ( شاهي عدني وبسكوت شاهي صغير ) من بوفية البنقالي المجاورة للكوفي شوب وبدأت أسرد القصة , قلت سعيد كان إنسان بسيط مثلنا ولكن انتهازي تعلم من الدنيا الدنو والخسة والنذالة , وبدايته كانت بسيطة مثلنا توسط له أحد ما في وظيفة مراسل براتب زهيد وكانت مهمته نقل الظروف المقدمة في العطاءات عن المشاريع في البلد من مكتب إلى مكتب وكانت هنا البداية وانتهت إلى هنا قصة سعيد إلى ما رأيت يوم أمس وبدأت قصة أخوه عيد الذي يقوم بنقل الظروف اليوم من مكتب إلى مكتب . قال بهذه البساطة ولكن ما قلت لي كيف وصل إلى هذي المرحلة أعني كيف جمع من هذا الراتب القليل كل هذه الأموال . قلت : الظروف يا عادل الظرووووووووووف وبعد جدال طويل مع عادل في معنى الظروف أتضح لي مجددا وبما لا يدع مجالا للشك أن عادل لا يدري انه لا يدري . صالح محمد الغامدي