المتأمل في واقع المملكة العربية السعودية يجد أنها تمربمحاور تاريخية إن دلت على شيء فإنما تدل على تحرر فكري ،وانسلاخ واضح من رجعيات معينة سيما وأنها أصبحت من ضمن الدول المستضيفة للمهرجانات والمعارض الدولية على مستوى العالم ،ويكفيك أيها المتأمل أعظم مهرجانانتها.. الجنادرية والمعارض الدولية الأخرى ناهيك عن ..السياحة ،و... و..... فقبل أيام كانت المملكة مستضيفة لأكثر من 300 جامعة .من أعرق الجامعات في العالم على مستوى الشرق الأسيوي وكذلك الجامعات الأوربية والغربية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إقبال أبنائها بأنهم تحولوا إلى جيل لا يكتفي بالثقافة المحلية فقط وإقبال كثير من الأسر على أبتعاث أبنائهم ،ومن البنات على وجه الخصوص هذا دليل صارم على أنا أصبحنا مجتمع يمقت الرجعيات ،ويسعى لأن تتلاشى هذا القيود ليتسنى للقبائل المتناثرة أن تذوب مع بعضها البعض لبناء مجتمع واحد والحديث في هذا الجانب يطول . مايهمني هنا أننا أصبحنا شعب نقرأ، ولكن مازلنا نرزح تحت حب التسيد الفكري الذي أحيانا يطغى على التيارات المنافسة ،وظاهرة المنع ما زال الكتاب السعودي يرزح تحت سلطتها التي ليس لها مبرر، والتي كان من المفترض أن نحرر الكتاب الذي قيل عنه خير جليس في الزمان إخواني البعض يظن أنها نظرة لبرالية قديمة أننا نرحب ونحترم الثقافات الأخرى ..غير أننا أخواني بتنا ننتظر متى نقرأ الكتاب الأجنبي ولنحرم من الكتاب السعودي الذي هجر لطبعه في الخارج وسيهجر ليقرأ الأخر ما نكتب ،ولا نقرأ نحن ما نكتب بحجة تعارض التيارات في المكان ،ولكن أتمنى أن نفكر بعقلانية وهي أننا مادمنا نتأهب للبعثات الخارجية فسنقرأ هناك ما يحلو لنا من أقلامنا وأقلام غيرنا ،المقصود هو أن بعض كتابنا لن نستقبل الكثير من أعمالهم فعلى سبيل مثال الكاتب عبدالله بن بخيت وكذا عبده خال وكان قبلهم غازي القصيبي الذي سمحت أعماله مؤخرا الروائية منها فهل هذا دليل على الحفاظ على عقولنا من القراءة ؟ ما أعرفه أن القراء غذاء للعقول وكيف نكمل هذه الحضارة إن كان المبتدئ في الرواية عليه أن يصقل موهبته بغير أعمال عبده خال ورفاقه كالمزيني والحمد و عبدالله ثابت كنت أتحدث مع أحد هؤلاء التي أوردت أسماءهم فسألته متى تموت ؟ ظن أني محافظ قال :بعيد الشر عني قلت: ليس عداء أكثر منه لهفة لقراءة أعمالك كما قرأنا لنجيب محفوظ أعماله التي كنا متحفظين على عقولنا منها فقال هذا الذي ليس له جواب والصمت خير جواب ،والغريب أيها الأخوة والأخوات أن الأغلب من هؤلاء الكتاب الذين منعت أعمالهم يطالعونا من الصحافة والبعض مربي لأجيال استهداف عقولها أعظم وأشنع فعل فكيف نحرمهم من المشاركات وهم شريحة تعيش بيننا اخواني إن تعدد الفكر في أي شريحة إن دل على شيء فإنما يدل على رقي المجتمع ،واحترام الرأي لا يعني أن الأمة فاسدة. في العام الماضي بقدر ما نجح المعرض في الإستضافة لدور النشر إلا أنه أجحف في حق بعض الأعمال السعودية ، وكذا تعامل مع البعض إن كان ما نقلته الصحف صحيحا بطريقة لا تمت للثقافة بصلة أنتقدنا كثير ما تنقلته الألسن التي زارت المعرض أن هناك فئة وضعت نفسها وصية على الكاتبات في توقيع الكتب التي نزلت بتنسيق مع الجههة المنظمة للمعرض وهي الفئة التي حضرت على الكاتبة مواجهة جمهورها لتوقيع انتاجها قالوا: لابد أن يكون عبر وسيط يأخذ الكتاب من يد الزائر ويقدمه للكاتبة لتوقع عليه ثم يعيده متناسين من هذا الوسيط أليس رجلا ؟ أم أننا دلفنا لقلبه فوجدنا أنه نقي كالثوب الأبيض وقد قيل انه حضر على البعض التوقيع وجر البعض لمراكز رقابية لا أظن وجودها في المعرض يقدم لنا دليلا على الرقي أكثر منه تقديم فئة تاعني من شرخ في جهازها التنظيمي في النهاية أدعو الله .. ثم الجهات المنظمة أن تتلافى ما أصاب المعرض من اسقاطات في الإستضافات السابقة ..كما أبتهل أن نجد انتاج كتابنا الذي هاجر لطبعه في أولى الكتب التي سترحب بها ذائقتنا كثيرا لفتة : قال المتنبي: أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب علي المالكي