في جامعة أمريكية سأل الدكتور تلاميذه : كم تتوقعون عدد الصلوات عند المسلمين في الأسبوع الواحد ؟ فرد أحدهم : مرة واحدة بالطبع كشأننا في كل أحد ، ثم علق آخر: بل أظن أنهم يصلون ثلاث مرات في الأسبوع ، أما الثالث فقال – وقد تظاهر بالثقافة - : سمعت أنهم يصلون سبع مرات في الأسبوع أي كل يوم مرة ، فتبسم الدكتور ثم أخبرهم بالحقيقة التي فاجأتهم : إنهم يصلون خمساً وثلاثين مرة في الأسبوع بواقع خمس صلوات في اليوم والليلة ، ولكل صلاة وقتها ولا يجوز تأخيرها عنه ! ووسط دهشة التلاميذ تابع الدكتور حديثه : وليست صلاتهم كصلاتكم : ترانيم بسيطة ثم ينصرفون ، بل فيها الوقوف والركوع والسجود يتكرر مراراً في الصلاة الواحدة ، بل وأبعد من ذلك ... فدينهم يوجب عليهم أن يتطهروا قبل صلاتهم ويغسلوا أطرافهم ، ويتوجهون إلى قبلة واحدة هي مركز العالم في الاكتشافات الحديثة ... يقفون صفاً واحداً بجانب بعضهم لا فرق بين غني وفقير ولا عامي وأمير ، يأتمون برجل منهم ، لا يتحركون قبله ولا يتأخرون عنه ! وليست هذه الصلوات التي يصلونها فقط فهم إذا جاء رمضان زادوا ، وإذا كسفت الشمس أو خسف القمر صلوا ، وإذا احتاجوا إلى المطر صلوا وإذا مات أحدهم صلوا عليه ، هذا غير الصلوات التي يصليها الواحد منهم بمفرده تطوعاً .... سكت الدكتور هنيهة ثم قال : إن ديناً يأمر أتباعه بهذا القدر من التواصل مع خالقهم لهو دين حق يجب أن يسود في الدنيا ولا يقبل غيره في الآخرة . كانت تلك كلمات الدكتور : جون هانزون أستاذ مادة مقارنة الأديان الذي كرس حياته يبحث عن مطاعن ضد الإسلام حتى هداه الله سواء السبيل بعد أن فاجأته مزايا هذا الدين في جوانب كثيرة ولا سيما في أمر الصلاة . أود أن أبعث بصورة مع التحية من هذا المقال لإخواننا وأبنائنا المبتعثين في الخارج ، لأننا في كثير من الأحيان - وللأسف- نظلم ديننا حين نجهل مزاياه وننبهر بثقافات الآخرين وحضارتهم مع أنها لا تساوي شيئاً أمام ما أكرمنا الله به من هذا الدين العظيم . كتبه / م. عادل بن عبد العزيز المبرد المرشد التربوي بالكلية التقنية بالرياض