الرسالة:لا شك أن معرفة الأسماء نعمة من الله تعالى ولك أن تتخيل الحياة دون أسماء , فكان من الأحرى بك عندما تتحدث دونها أن تصف كل شي تريده بالتفصيل الممل ك طوله وشكله ولونه وربما صوته , وحتما ً سيخلط المستمع بين وصفك أول الحديث عن شخص أو شيء ما عن وصفك آخر الحديث عن شيء آخر , وكان كل هذا التعقيد يحل محله الاسم فقط الذي علمنا إياه رب العزة والإكرام كما قال تعالى في سورة البقرة : (( وعلمنا آدم الأسماء كلها )) . فعلمنا السماء سماء والأرض أرض والأسد أسد وكل شي بإسمه , فله الحمد والشكر على هذه النعمة العظيمة . و ما يجعلنا نتفكر في هذه النعمة عندما نسمع أن مولودا ً قد أبصر النور حديثا ً وقد سمي بإسم متجرد من إسلامه وعروبته ! اسم لا يليق أن يختلط بين أسماء المجتمع , اسم دخل عن طريق أفضل طريقة للغزو الفكري وهي بلا شك الموضة . فجاءتنا انجي و ليّا ودارين وجيهان وبوران وغيرهم لتقتحم البيوت ببراءة معانيها فتلك تعني اللؤلؤة وهذه تعني الورد والأخرى تعني ضوء القمر وكأن لغتنا العربية لغة القرآن ناقصة كنقص اللغة العالمية الإنجليزية ! ولتكن تعلم أن اللغويين سيعملون خلال الأيام القليلة القادمة على إضافة الكلمة المليون إلى اللغة الإنجليزية! علما ً بأن اللغة العربية تضم أكثر من 90 مليون كلمة وهذا بحسب الإحصائية الموجودة في قاموس أكسفورد ! ألا نفخر بلغتنا أنها تتميز بين لغات العالم بقوتها وأصولها وجذورها ؟ إذن لماذا لا نفخر بأسمائنا العربية الأصيلة ونتجه لأسماء من ذوات اللغات الناقصة الركيكة المتردية ونحن نملك ملايين الكلمات وذات معاني سامية ونبيلة ورقيقة وراقية ؟ ثم إنني أتساءل متى يحين الوقت لردع كل هذا وإلزام الأحوال المدنية بوضع قائمة بالأسماء المسموح بها ذات الأصول العربية فقط وعدم السماح بما يخالف ذلك , كما فعلت المغرب مثلا ً لكي تحافظ على أسمائها الأصيلة أصدرت القانون 37-99 الخاص بنظام الحالة المدنية والذي يمنع إطلاق أسماء أمازيغية على المواليد الجدد , والتي تراها السلطة أنها لا تعد أسماء مغربية . ولعل في العراق أمر آخر يدل على الفخر والاعتزاز بالمقاومة عندما انتشرت أسماء جديدة مثل شهيد ومجاهدة واستشهادية ومقاوم وحربة وجراح ومهاجم و كانت كلها تحكي حقبة الاحتلال بلا شك , حتى أن أحدهم وُلدت له أنثى مشوهة بفعل قنابل المحتل على الفلوجة فسمَّاها ديمقراطية ! وأخيرا ً يبقى السؤال للقارئ الكريم ماذا ستسمي ابنك أو ابنتك ؟