قبل أيام كنت في أحد الاسواق التجارية بمدينة أبها ، لفت نظري منظر جميل ، أب مع ابنة الصغير البالغ سنة أو أقل أو أكثر بقليل كان يداعبة بحنان وحب بينما زوجتة في الجوار تنتقي فستان لها ، لاحظتة عند دخولي ، وبقيت ألقي عليه نظري بين الفترة والاخرى لأنني حقا نادرا ما أرى تلك المشاهد الجميلة التي تمثل الروح الانسانية التي أخفيناها تحت عذر الرجولة ! ، وفجأة رآني وأنا أحدق به ، ورأيته يعقد حاجبيه متضايقا من أنني رأيته ! ، وكف عما كان يفعله ! ، ثم تقمص روح الزوج الخشن ! لا أدري الى متى هذا الفكر يضل مسيطرا على شريحة كبيرة منا ، الرجل لا يكون رجلا الا عندما يخفي شعورة وعواطفه ويكون خشنا ! ، تلك عادة متوارثة ومدجنة لدينا ، ولا أدري الى متى نتخلى عن موروثاتنا القديمة ، سادتي ، فالنكن ما نريد ، والنترك عنا الورث الفكري القديم ، فالنكن ما نريد ، سأفعل ما أريد ، لطالما فعلت ذالك وطبقته في حياتي ، أن أفعل ما أريد بغض النظر عن ما يراه المجتمع فيني ، فلن يظر نفسي ولن ينفعها الا أنا ، ونظرة الاخرين لي لا تعنيني ما دمت أفعل مبادئي وما علمتني اياه ثقافتي ، أغلب من يعرفني باسمي أو بجلسة واحده معي من الاهل أو غيرهم لا يعجبة تصرفاتي ، لأنني أكون أنا ، من غير رسميات ، أو تكلف أو تطبع وهو ما يريده الكثير ، الاحترام باق كما هو وعجبا ليس الاحترام بأن أظهره للشخص بتصرفاتي ثم عندما يذهب القي كل ذالك خلف ظهري وأذهب لأنتقده أو أبحث عن مساوءه في الجلسة ! بل الاحترام أن تظهر لمن أمامك بأنك على طبيعتك ، فقد ارتحت له واظهرت له تقبلك لجلستة ، من قتل البسمة الطفولية الصغيرة بعذر الرجولة ! . يحيى آل زايد الالمعي