بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله و بركاته من منا حصل على ما يريده ويتمناه في حياته, وكم منا لم يفتش عن النواقص التي تنقصه ا في لياليه , من فينا لم يذق طعم السهر وجفاء النوم , من هو الذي لم تزعجه وتكدر صفوه طموحاته وأحلامه أثناء لحظات الراحة والهدوء , جميعاً تزوره أمنياته وتتشبث به ولا تتركه يعيش بسلام . أتعجب من أمر البعض في حالة يأسه وحزنه وهمه , وكان الإنسان خلق لعيش كما يريد ويحصل على كل شي , وأتى إلي الدنيا ليفرح ويغرد طيلة الوقت , ويمضي جل وقته في المرح والتمتع فقط لا ينقصه شئ. الم يحن الوقت لنفوق من الغفلة التي نعيش فيها , أن الدنيا كلها دار ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى , فالمؤمن الحق هو الذي يرضى بما لديه, ويشكر خالقة على النعم التي يمتلكها وأنعمها الله عليه فهو لن يحصيها ولن يستطيع تقديرها , فالرب جل في علاه منح الإنسان الخير الكثير والقليل جداً ما ينقصه ,فما نقول غير أن أبن آدم طماع, فهو يلتفت دوماً لما ينقصه ,ومن يسمع شكواه يخيل إليه أنه حرم من جميع النعم , يظل يدور ويدو حول ما ينقصه فقط , ويهدر الساعات والأيام والشهور والسنين شاكياً باكياً مهموماً حزيناً ,ويصبح شغله الشاغل , ويضيع فرص كثيرة في الحياة في سبيل الحصول على نقصه, فلست ضد الإنسان في الجد والاجتهاد في سبيل الحصول على النجاح والتقدم , ولكن ما اعنيه هو كمن ينشر نشارت الخشب. الصبر هو مفتاح الفرح سمعناها منذ أن كنا صغاراً ورسخت في الذاكرة ولكن هل فعلا تم تطبيقها في مراحل حياتنا , لنسأل أنفسنا هل شكرنا الله عز وجل في كل ساعة تمر علينا ونحن نعيش في سلام و نستطيع أن نأكل ونشر ب ونتمتع بما لدينا من القوة في البدن والعقل , هل لدينا قناعة أن الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان ونحن عبيده نشقى ونتعب لنسعد غدا في جنة الخلد ونحصل على كل النعم ونتمتع فيها, سلمنا ووكلنا أمرنا إلى الله جل في علاه ؟. أن الأمير والوزير والمهندس والطبيب سواسية لأنه لا يوجد شخص ليس لديه منغص في حياته فجميعنا نشترك في ذلك , هناك من انعم الله عليه من المال ولكنه حرم من الولد , و بعضهم حرم المال وامتلك الولد , كثيراً نسمع حالات الطلاق وتشتت الأبناء , وغيرهم من أصابه الأمراض, يوجد الأرامل التي تتحمل أعباء أسرتها لوحدها ,وهنا من لم تتزوج لظروف كثيرة منعتها, فالمجتمع يمتلك الكثير والكثير من المصائب وعندما أتحدث عنها فلن انتهي ,لنتأمل حديث سيد الأمة المصطفي صلى الله عليه وسلم قال : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". الحياة جميلة فقد حينما نمتلك الرضا والقناعة بما لدينا, فعلينا بالصبر الجميل واحتساب الأجر والثواب من الله ,لنظل ندعوه ونتضرع إليه في الرخاء والشدة ليمنحنا القوة والطمأنينة , وننظر ونتأمل إلى ما لدينا من النعم التي لا توجد عند الغير ونحافظ عليها ونتمسك بها ونشكر الله تعالى عليها , وما يصيب ابن آدم إلا خيراً , الإنسان لا يدرك ما هو الأفضل له ولكنه يجتهد في حياته لعبادة ربه حيث أن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه, وان الله لا يضيع أجره . المستقبل لا يزال مجهول فهذه فرصة , فعلينا المضي قدما في الطريق الصحيح ونشغل أنفسنا في تطوير ذاتنا ونستفيد من التجارب السابقة ونرتقي إلى الأفضل, ونستغل طاقاتنا في سد الثغرات الموجودة في مسيرتنا ربما يأتي يوم نتمنى أن يكون لدينا نصف هذه الطاقة أو ربعها , الفرصة موجودة فلا نضيعها في وساوس الشيطان ونترك النقص في الأرشيف فهو مؤجل لخير لا يعلمه غيره سبحانه فلا نغضب الرب ونرمي أنفسنا إلي التهلكة فالعجلة من الشيطان. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: دع الأيام تفعل ما تشاء ... وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي ... فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا على الأهوال جلدا ... وشيمتك السماحة والوفاء ولا حزن يدوم ولا سرور ... ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوع ... فأنت ومالك الدنيا سواء ومن نزلت بساحته المنايا ... فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعة ولكن ... إذا نزل القضا ضاق الفضاء دع الأيام تغدر كل حين ... فما يغني عن الموت الدواء همسة في أذن المهموم والمحزون : السعادة تمتلكها ووحدك من يستطيع إيجادها. كل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أعادة الله علينا بالخير فهو فرصة ثمينة لا تعوض.