بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... قارئي الكريم: لن أتحدث هنا عن العنهجية المنهجية واللامنهجية. ولن أكتب هنا معاناة مواطن من وزارة أو إدارة. ولن أسطر عن ظاهرة اجتماعية أو سلوكية. بل سأترك العنان لقلمي ليبوح بما يكنه فؤادي من أسرار وآمال وآلام... عزيزي القارئ: في هذا المقام, لن أتحدث عن أجواء منطقة الباحة. فهي غنية عن تعريفي لها. ولن أتحدث عن نُبلِ أخلاق سكانها. فشهادتي مجروحة فيهم. ولن أتحدث عما حباها الله من روعة. فهي أعظم من أن أكتب فيها. سأتحدث إلى حضراتكم من الملتقى المهني الأول الذي أقيم فيها في الفترة من 25/7 – 11/8/1430ه بصراحة لا أعلم من أين أبدأ, ولا كيف أبدأ؟ فهي خمسة قضاها وفد الخرج مع 13 وفد من محافظات مختلفة, أيام مليئة بالفعاليات والمفاجآت, ولعلي أنقل إليكم الأحدات مجملة من خلال هذه المحاور: * الدورات التدريبية: أقيمت للمشاركين 3 دورات تدريبية معتمدة لمدربين أكفاء على مستوى عالي من الخبرة بواقع خمس ساعات تدريبية لكل دورة. * الزيارات السياحية: قام مشرفي الملتقى بتنسيق زيارتان الأولى لغابة الزرايب والثانية لمنتزه الأمير متعب, والحق يقال أن أرض الباحة برمتها تعتبر متنزها سياحياً جذاباً. * إدارة تعليم الخرج: وفرت الإدارة – مشكورة- سيارة تعتبر أكثر سيارة راحة من بين الوفود التي يربو عددها عن 12وفد, كما كلفت الأستاذ القدير/ منير الحارثي للإشراف على الوفد فكان نعم المشرف والموجه والمربي, كما تكفلت بالمعيشة طوال الأيام الخمسة وحرصت كل الحرص على أن يكون وفدها متميزاً, وبالفعل فقد أثنى مشرف التوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم سعادة الأستاذ/ شايع الحسيني على وفد الخرج بصفة خاصة, كما قدم مدير الملتقى سعادة الأستاذ/ محمد الغامدي شكره للوفد. ونحن بدورنا (كأعضاء الوفد) نرفع هذا النجاح لمقام سيدي محافظ محافظة الخرج صاحب السمو الملكي الأمير/ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز وكذلك لمقام سعادة مدير إدارة تعليم الخرج الدكتور/ سعود الزهراني, وذلك لما أولياه من دعم نفسي ومعنوي مباشر أو غير مباشر لنا ولجميع أبنائهم الطلاب. * إدارة تعليم الباحة: هنا يجف المداد لعجزه عن الثناء, وينعقد اللسان لعدم مقدرته عن إيفاءها عشر عشر ما قدموا... كم سهروا... كم رعوا... كم وجهوا... كم بذلوا... كم نصحوا... (أحصاه الله ونسوه) أسأل الله جلت قدرته أن يجزيهم عنا خير الجزاء.. القارئ الكريم: لو حضرت الحفل الختامي... ورأيت تلك الدموع المترقرقة... والنظرات الحزينة... ستجزم بأن من أمامك قضوا مع بعضهم عقود من الزمن.. وحان الفراق بينهم!! وما هي إلا خمسة أيام فقط.. لقد حقق الملتقى في نظري أهم أهدافه,وهو التعارف والتآلف,فهذا شخص من وفد الجوف يسامر ويضاحك آخر من وفد صبيا,وثالث من وفد الدوادمي يأكل هو وزميله من وفد الشرقية بجوار بعض. نعم تآلف وتآخي وصداقات كوّنها هذا الملتقى المبارك... سأظل أذكركم إذا جنّ الدجى أو أشرقت شمس بليل زمانِ.. سأظل أذكركم إخوة وأحبةً هم في الفؤاد مشاعل الإيمانِ.. سأظل أذكركم بحجم محبتي فمحبتي فيض من الوجدانِ.. فلتذكرونا بالدعاء فإننا أحوج ما نكون لدعوة الخلانِ.. وأخيراً: هكذا فلتكن وزارات التعليم.. هكذا فلتكن إدارات التعليم.. وإلى هذه الدرجة فلترتقِ أفكارنا.. هذا غيض من فيض, ونقطة من مداد, وقطرة من بحر, في مقابل شكرنا وتقديرنا لإدارة تعليم الباحة. وختاماً: أعتقد بأنك توافقني وتقول/ نعم وبحق: (تحية لإدارة تعليم الباحة) كتبه/ محمد حسن حريصي