التعصب الرياضي هو التشجيع أو الإعجاب بأحد الفرق الرياضية أو أحد اللاعبين بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل، وهو نتيجة حتمية لقلة الوعي الرياضي وعدم إدراك المعنى الحقيقي للتنافس الرياضي الشريف. ومن سمات المتعصب عند خسارة أو انتقاد فريقه التوتر والقلق وسرعة الغضب وتعكر المزاج والاستبداد بالرأي وتسفيه آراء الآخرين، ولربما يدخل في سجال عقيم قد يفضي إلى البغضاء والقطيعة لمخالفه. وقد نقبل التعصب من الشاب المتوهج العاطفة المندفع في سلوكه، ولكن ما يؤلم أن تجد من تحسبهم قد وصلوا لمرحلة النضج العاطفي والعقلي متعصبين ومتشددين بشكل مبالغ فيه. والإعلام له دور كبير في تأجيج التعصب بين المشجعين وتصوير التنافس الرياضي كساحة حرب قد تصيبك الهزيمة فيه بالعار والمذلة، ولا يعلم دعاة التعصب والمبتلين به بأن الفوز لا يأتي إلا بعد الخسارة ، وأن الخسارة واردة كما هو الفوز وارد. وللتشجيع الرياضي أبجديات وأسس يجهلها كثير ممن ابتلوا بهذا الداء، ومن أهم أبجديات التشجيع الرياضي الراقي والمنضبط هو تقبل الخسارة ، فالخسارة لا تعني إن فريقك سيء، فلربما كان الفريق الآخر هو الأفضل، وأستحق لذلك الفوز، ومن الأبجديات المهمة في التنافس الرياضي الشريف أيضا تهنئة المنتصر، والإشادة به. من الحلول التي أراها ناجحة في محاولة وأد هذه الظاهرة الغريبة تعليم النشىء المعنى الحقيقي للرياضة والتنافس الرياضي الشريف وأن ممارسة الرياضة هي لأسباب وأهداف أسمى من كونها فوز وخسارة. وكذلك الحد من الإثارة الإعلامية التي تؤجج مشاعر الجمهور وتخلق جوا مشحونا ومتوترا بين المشجعين. فالتشجيع والمؤازرة والمناصرة أمور مطلوبة للوقوف مع فرقنا ومنتخباتنا الرياضية، ولكن بأسلوب حضاري وراقي ومهذب بعيدا عن التعصب الذي ينحرف بالرياضة عن أهدافها السامية. عيد جريس