زادت حدة التنافس الرياضي في الملاعب وأصبحنا نشاهد ونسمع عن العنف الذي غزاها بقوة حتى أننا لمسنا في بعض المدرجات اختفاء التنافس الشريف بعد أن تحول إلى ممارسة سيئة منطلقة من مقولة يا فوز يا خراب التي يغذيها التعصب الأعمى وهي مقولة منتنة. وقد بدأت بعض المدرجات بممارسة هذه المقولة بفئة صغيرة ثم ما لبثت أن كبرت وتمسك بها بعض الجماهير وكرروها في أكثر من ملعب فأصبحت سمة ملازمة لبعض المدرجات في الآونة الأخيرة ، وهي ممارسة تخالف أوامر ديننا الحنيف الذي ينهى عن إيذاء المؤمن لأخيه وإحداث الفوضى، كمبدأ ينبغي علينا كمسلمين التمسك به مهما كانت المبررات. محاولة الإيذاء إن ما يحدث حاليًا من محاولة الإيذاء في الملاعب وإحداث الفوضى لا تليق بمسلم منتمٍ لهذا الدين العظيم، ولا يبرر ذلك إلغاء هدف، أو عدم احتساب ضربة جزاء أو أي خطأ كان، فالرياضة يجب أن تكون تنافسًا شريفًا لا تنافسًا عنيفًا بشعًا، نعم قد يكون في بعض الأحيان الحكم قاسيًا على فريق ما ويتسبب بدون قصد في خسارة فريق وفوز آخر، لكنه في النهاية بشر يخطئ ويصيب، وهذه الأخطاء تحدث في كل ملاعب العالم، وتحدث من الحكم الأجنبي عندما يحكم مباريات في الملاعب السعودية، لكن نجد ردة الفعل على الحكم الوطني السعودي عند حدوث خطأ أشد منها عند صدور خطأ من الحكم الأجنبي، مع أن كلا منهما وقع في الخطأ، وهذا يتطلب من المشجع الرياضي المسلم أن يكون تعامله واحًدا ويتقبل هذه الأخطاء في كلا الجانبين، وهي جزء من اللعبة مع البعد عن الإساءة للحكم أو ارتكاب العنف في الملعب، أو محاولة الإيذاء داخل الملعب أو حتى خارجه، فالرياضة في ديننا الحنيف يجب أن لا تتجاوز مبدأ التنافس إلى مبدأ الإيذاء، وأن لا تكون منطلقة من يا فوز يا خرب التي أصبحت هي اللغة السائدة لدى بعض الجماهير،، وإذا أخطأ الحكم فأيضًا المشجع في المدرج خطأه أكبر باستخدامه التشجيع غير المثالي وسيره في طريق التشجيع المؤذي والبذيء، وهذا يساهم في زيادة حدة التعصب والذي يغذيه بعض الأقلام التي تهدم ولا تبني سواء عبر الفضاء أو عبر الإعلام المقروء والمسموع، ويكون لها تأثير كبير في زيادة حدة التعصب الرياضي. وشخصيًا أرى بأن المدرجات بحاجة إلى التوجيه والاهتمام بها أكثر وإزكاء التنافس الشريف بينها مع إطلاق جوائز للتشجيع المثالي، ويكون لها شروط منها دور المدرج في إظهار بعض العبارات التي تدعو إلى التشجيع المثالي، وكذلك دوره في إيقاف بعض المشجعين المسيئين في المدرجات، وحضورهم المثالي في المدرجات دون ارتكاب أي مخالفات، وهذا يتم تقييمه من لجنة مكونة في كل ملعب وستساهم بإذن الله في إطفاء حدة التعصب بإذن الله، مع الارتقاء أيضًا بمستوى الحكام وتقليل الأخطاء المؤثرة في الملاعب، وأدعو أخيرًا إلى أن يكون هناك محاضرات توجيهية في الأندية لنبذ التعصب تلقى من بعض الدعاة المؤثرين لعل وعسى أن يساهم ذلك في إطفاء لهيب التعصب وتهذيب أخلاق بعض المشجعين في المدرجات.