لن أتحدث كما يتحدث الجميع عن هذا اليوم ، ولكنني سأخصص جزءا من حديثي عن ما هو أهم من الاحتفال باليوم الوطني ، قد يسألني سائل ما هو الأهم بنظرك ؟ فسأرد عليه بأن هناك أهم من الاحتفال ألا وهي المشاعر ، ليس المهم أن نعلن فرحتنا بقدر ما هو أهم أن نتحسس هذه الفرحة في قلوبنا أن نخرجها ونعيدها من تحت الرماد ، كم من شخص يفرح ويعبر عن فرحة بعنف ولكن من غير إحساس ، وكم من شخص هادئ يعبر عن فرحة بابتسامة لطيفة ولكنة يحمل مشاعر حب للمليك وللبلاد . عندما أكتب عن يوم الوطن فأنا أجازف بسمتي ككاتب! فعندما لا استطيع أن انقل مشاعري بدقة فسأوصف بالنفاق ، وكم من أديب اتخذه الناس عبرة وصلب بين سطور الأعوام ، والاهم من ذالك هو أنني أجازف بسمعة بلاد كاملة إن لم أحسن الوصف وأحسن تصريف الكلام . في كل دولة لها يوم خاص تفخر فيه الأجيال ، تناقل من الأجداد إلى الأحفاد ، لم يطلب منهم أحد حفظة أو نقل ذكراه بل حبهم هم من جعلهم ينقلونه بإخلاص ، هذه هي المواطنة فالمواطنة إحساس داخلي وحب وليست وثيقة تعطى لكل من أراد . كلنا ، الكبير والصغير ، الشيخ والمرأة ، يجب أن نعتز بهذا اليوم ونعتبره رمزا للاستقلال ، لا يجب أن نكتب أو أن نحتفل أو أن نتحدث لنثبت للكل أننا سعداء بهذا اليوم ! فيكفي أن تستشعره بداخلك ويظهر ذالك على ملامحك وعلى محياك، كل منا يريد تنفيس ما في صدره ولكن لا يستطيع إما : للخجل وإما : للظروف ولمتغيرات الأحداث ،فيجب علينا نحن أولا أن نعمل لإحياء هذا الوطن الشامخ فليس كل شئ يقع على الحكومة فالنقتسم كلنا الأدوار ، المزارع يعمل بإخلاص في مزرعته فيمنعنا من الاستيراد ، " والمهندس " يصنع في بلده فيخدمنا بأيد سعودية عاملة ، والطلاب يجتهدون في دراستهم ليكون منهم الطبيب والميكانيكي والأديب والمفكر والنجار ، فليس عيب أن تخدم وطنك بتفاني ، اخدم وطنك من أي مكان . اليوم الوطني ليس مجرد احتفال في يوم واحد والبقية لا احتفال ، فاليوم الوطني ليس يوم فقط بل ما بقي من الأيام كلها أيام وطنية عامرة بالتنمية والبناء . هذه بلادنا رمز عراقتنا ، افتخرت بنا الجبال والكهوف والوديان ، فنقلت سيرتنا إلى كل العالم رغم أنوف " الأحقاد " ، كلنا في الجنوب في الشمال في الشرق في الغرب نحتفل ونحيي هذه " الأيام " ، لا تهمنا الصراعات الخارجية ، لا تضعفنا الحملات الشعواء ، فنحن أكبر من أن نخاف ونقلق فلنستمر في البناء ولندع الصراعات لمن يريدها ، هكذا نحن من زمان . هذا اقل ما يمكنني عملة لوطني ، بالقلم اسطر فرحتي ، وبالروح اسموا في غربتي ، أحبك يا وطني بهدوء ، فهل سأل أحدكم نفسه ماذا عمل لوطنه ؟ أبى قلمي إلا أن يجف بحبره ، فعواطفي أكبر من أن يتحملها أي من كان ، انتهى ليضعني في ورطة ؟ هل وفقت في نقل مشاعري نحو المليك ونحو البلاد ؟ أم سأقف في الطابور الذاهب للإعدام ؟ إعدام الكلمات الثائرة ... بين سطور الأعوام . يحيى آل زايد [email protected] مدونتي :