«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائب الثاني: أمتنا تمر بأحلك الظروف وتعيش واقعاً لا تستحقه
نشر في جازان نيوز يوم 18 - 11 - 2010

أكد في حفل الاستقبال السنوي نيابة عن الملك حاجتها لوقفة شجاعة
قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن امتنا في عصرنا هذا تمر بأحلك الظروف التي تحيط بها، معرباً عن خشيته من أن تمر مرور الكرام عاجزة أمام تلك الظروف ومتغيرات العصر "التي أرجوا ألا تكون قد تجاوزتها كثيراً".
وأضاف سموه في حفل الاستقبال السنوي الذي أقامه لأصحاب الفخامة والسمو والدولة ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام نيابة عن خادم الحرمين " حفظه الله:"إن وقفة إسلامية شجاعة لهذه الأمة إنما تستحقه ، ما تستحقه تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولأن غفت طويلاً فأنها لا بد في يوم من الأيام وبرحمة الله جل جلاله ثم بالعمل الخلاق قادرة على صحوة لا تساؤم بعدها .
وتابع :لعلي لا أتجاوز الحاضر إلى الغائب حين أقول إن أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس ليس هذا واقعها الذي تستحقه سياسياً أو اقتصاديا أو اجتماعيا . فدروس الماضي علّمت الأمم كيف يكون المستقبل زاهراً حين يتسابق كل فكر خلاّق مع أكرم الرؤى الحضارية والإنسانية وفق إرادة صلبة عمادها التوكل على الحق جل جلاله
وهنأ الحضور نيابة عن خام الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعيد الاضحى المبارك نيابة وبما فضلّه الله عليهم به من حج بيت الله وإكمال، راجيا من الله لهم القبول إن شاء الله.
ونقل لهم تمنيات ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لفخامتهم جميعاً تهنئته بعيد الأضحى المبارك وتهنئته لكم بهذه الفريضة ، الفريضة الخامسة المفروضة على كل مسلم
ومضى قائلاً:" إن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الكريمة تسخر كل الإمكانيات من أجل خدمة حجاج بيت الله ، ونريد استقرارهم وسلامتهم وأمنهم لينصرفوا إلى هذه العبادة والى هذه الفريضة بكل هدوء واستقرار وراحة وهذا ما تحقق ولله الحمد ونرجو من الله ان يكمل للجميع حجهم ويعودوا غانمين سالمين إلى أوطانهم بكل يسر وسهوله ونحمد الله على ذلك
ورحب النائب الثاني بالحضور متمنياً أن يلتقي بهم دائماً وحال أمتنا قد تجاوزت واقعنا الآن
بدوره، ألقى وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها :"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني ، يشرفني أن أمثل أمامكم وصحبكم، وضيوفكم الكرام .. في هذا اليوم الأغر الذي تقام فيه هذه الاحتفالية السنوية تكريماً لكبار الشخصيات وممثلي بعثات الحج الذين وفدوا من مختلف أقطار العالم .
وواصل:" إنه لمما يضفى على هذه الاحتفالية المزيد من السمو والرفعة أنها تأتي عقب وقوف الحجيج على صعيد عرفات حيث انتظمت جموعهم في أطهر بقاع الأرض وأقدسها وقد غمرهم الفرح والسرور لشرف الزمان والمكان الذي تهوي إليه كل الأفئدة المؤمنة بعقيدة الإسلام .
وبطبيعة الحال ماكان لذلك الانتظام البديع أن يتحقق لولا أولاً توفيق من الباري تبارك وتعالى ثم بفضل ماقامت وتقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من استعدادات على مدار العام لتمكين الحجاج والمعتمرين والزائرين من أداء النسك وفق مراد الله عز وجل ليطوفوا بالبيت العتيق الكعبة المشرفة وللسعي على هذه الآرض الطيبة التي مشت على أديمها قوافل الحجيج منذ عهد أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام"
ومضى قائلاً:" وإن هذا الإرث التاريخي الموغل في القدم الذي تشرف به المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا .. هو في حقيقة الأمر في مركز اهتمام ولاة الآمر في هذا الوطن منذ عهد والدكم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ثم خلفاؤه من بعده رحمهم الله الذين نسجوا على منواله .
ومن المنطلق ذاته يمضي سيدي خادم الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار حيث تحشد الطاقات البشرية وتسخر الإمكانات المادية لإنجاح شئون الحج والحجاج .. وجعلها في إطار استراتيجية متجددة تنطوي على العديد من الخطط التشغيلية والتنفيذية .. كما يركز - حفظه الله - على تطويرها من سنة إلى أخرى وذلك في جميع الميادين : البنية التحتية , والأمنية , والإعمارية , وفي مجالات أخرى يعجز المرء على سردها وإحصائها .
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني :
أستاذنكم لأنه كما لايخفي على الجميع أن الملك المفدى من الرجال العظام المرموقين .. وهذا شأنه ياسيدي .. الذين يفضل العمل بجدية وصمت .. ورغبته دائما تحقيق الأهداف من أجل احتساب الثواب .. لكن لابد أن أذكر في هذا المجلس الموقر وبإيجاز شديد تطلعاته واهتماماته وشغله الشاغل ليس من أجل وطننا السعودي فحسب بل من أجل الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .
وهنا أريد أيها الحضور الكرام أن أشير إلى الجهود المكثفة التي تم اعتمادها للقيام بجميع الأعمال والخدمات ذات الصلة بتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة والتفقه في أحكامها .. كذلك أود أن أتحدث اليكم عن دعم جهود الحوار بين أتباع الأديان وتشجيعها والمساهمة في توجهاتها الإنسانية .. كذلك عن عمل جبار آخر يخص تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها .. لأغراض التعريف بالإسلام وللتمكين للحوار بين الحضارات بحكم أن الترجمة على مر العصور أثبتت نجاحاتها لعبور المعرفة بين الحضارات وتلاقحها لمستقبل مزدهر لمصلحة الإنسانية بدون استثناء .
ولعل خير مؤثر على ذلك هو إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية المعنية بتحقيق ثلاثة عشر هدفا معلنة كلها تصب في مصلحة الإنسان .. والحديث في ذلك يطول لما هو مستهدف :
أيها الحفل الكريم هذا غيض من فيض من الاهداف الخيرة النبيلة السامية التي يتعهدها - حفظه الله - بالدعم المطلق غير المحدود للمضي قدما على درب التعاون الإنساني الحقيقي البناء .
وبالنسبة للشأن الداخلي فهناك عمليات البناء والتطوير التي تعم الوطن من أقصاه إلى أقصاه وبخاصة في المشاعر المقدسة حيث يتم تباعا رصف المزيد من الطرق السريعة المزدوجة المسارات والجسور والأنفاق ودرء مخاطر الأمطار والسيول واستكمال جسر الجمرات وتوسعة الصفا والمروة ضعف ماكان عليه , إضافة إلى المشروع العملاق لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية .. الذي حشد له عشرة الآف إنسان لإنجاز أكبر توسعة في تاريخه , وكذلك المسجد النبوي الشريف , ومشروع قطار المشاعر المقدسة الذي أسهم بثلث طاقته هذا العام على أن يستكمل خلال العامين المقبلين بمعدل مائة ألف حاج في الساعة إضافة إلى التوسع في إنشاء الجامعات والمدن الصناعية والمالية والاقتصادية , والمعرفية وتقنية المعلومات .
صاحب السمو الملكي النائب الثاني .
أيها الحفل الكريم
إن الوقت لايسمح لي بتحديد وسرد واستعراض كل مايقدمه وينجزه خادم الحرمين الشريفين في الداخل والخارج , ولاينكر أحد مساهمته الفعالة في حقن الدماء بين الأشقاء وربط وشائج الأخوة والمحبة بين الفرقاء .. والمساهمة في إقرار الأمن والسلام في العالم .. محط كل التقدير والاحترام .
ومسك الختام فقد حملّتني الوفود التي التقيت إبلاغ المليك تمنياتهم الخالصة بتمام الشفاء لمقامه السامي الكريم .. وكذلك دعاءهم جميعا بالعود الحميد لسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز .
وكذلك إشادتهم لنجاح خطة الحج لهذا العام الذي يعود الفضل بعد توفيق الله سبحانه وتعالي إلى توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ولما يطلع به سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز من توجيه وإشراف ومتابعة .. فدعاء من الأعماق بالقبول وبمزيد من النجاح والتوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي إثر ذلك القى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الكلمة التالية :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المصطفى الأمين ، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين ، وصحبه الغر الميامين ، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ،
أيها الحفل الكريم ،
سلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ،
ويسعدني أن أهنىء خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسموكم الكريم وأهنىء هذا الحفل بهذه المناسبة الإسلامية الإيمانية البهيجة ، مناسبة حج الناس لبيت الله الحرام ، قادمين من كل فج عميق ، وقد سمى الله تبارك وتعالى يوم تمام مناسكه يوم الحج الأكبر ، وجعله عيدا لعامة المسلمين وسن فيه الأضحية ، ليشركوا إخوانهم الحجاج في فضله .
ويسر رابطة العالم الإسلامي وضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين استقبلتهم الرابطة ورتبت حجهم ، أن تشكر له حفظه الله ولكم وللحكومة الرشيدة ، الجهود الكبيرة المبذولة في الإعداد للحج والتطوير المستمر للخدمات وخطط الأمن والمشاريع العمرانية في توسعة الحرمين وفي المشاعر تيسيرا على الحجاج وحرصا على توفير الاجواء الملائمة لأداء المناسك سائلين الله تعالى أن يجزل المثوبة ويهيأ من الامر ما يعين على خدمة الإسلام والمسلمين .
إن الحج خامس أركان الاسلام إذا أداه المسلم استبشر برجائه في أن يكون الله تعالى قد أتم له دينه ورده إلى أهله مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .
والناظر في هذا الركن العظيم وما يحيط به من أجواء وملابسات يدرك أن الحج يشتمل على مقاصد عديدة ، يحسن بمن له مسؤولية ترتبط بالحج ، أن يستكشفها ويهتم بها ، وخاصة أن مشاعر المسلمين من شتى أقطار العالم ترتبط بهذا الموسم فهم يتابعون وقائعه ومجرياته .
لقد جعل الله تعالى لهذه العبادة موسما تؤدى فيه ، ميقاتا معلوما من الزمان والمكان يجتمع الناس فيه ، لتحصل من اجتماعهم فوائد كثيرة / ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات / وخطب النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الحجيج بصعيد عرفة ، وفي منى يوم النحر ، فتناول في خطبته موضوعات لها صلة بعموم الأمة كتأكيد حرمات المسلمين وتحذيرهم من التفرق وإبطال مآثر الجاهلية ، والوصية بالنساء ، والاعتصام بكتاب الله والاهتمام بتبليغ الرسالة .
واغتنم عليه الصلاة والسلام مناسبة بيان صفة الحصى التي ترمى بها الجمرات ، ليقول للناس :ياأيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلك الغلو في الدين .
فالحج فرصة ثمينة بين يدي من يحضره من الشخصيات الكبيرة وقيادات الامة وذوي الشأن فيها ، للتعارف والتناصح وتدارس شؤون الأمة ، والبحث في سبل النهوض بها وخدمة قضاياها ، والدفاع عن حرماتها ومقدساتها وإصلاح ذات بينها .
ورابطة العالم الإسلامي أسست في هذا الموسم المبارك حيث انبثقت عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في الرابع عشر من ذي الحجة من عام 1381ه / 1962م وحضره كوكبة من رجال العلم والدعوة وقادة الأمة .
وتابع الدكتور التركي قائلاً:"
أيها الحفل الكريم :
إن أي محاولة للإصلاح في الأمة الإسلامية لا تنجح إلا إذا انطلقت من الإسلام ، فإن صلاح الأمة وعزها وسعادتها في تمسكها بإسلامها ودفاعها عنه هذه حقيقة ثابتة أكدتها التجارب التي مرت بها الامة في مختلف عصورها .
ومن المؤكد أن الحوار قيمة من القيم المختزنة في تراث الأمة ، وأنها في هذا العصر أحوج ما تكون إلى تحويل هذه القيمة إلى سلوك عملي يمارس بأطر وأساليب متعددة في مختلف المجالات ، لبناء جسور التواصل بين مختلف القيادات والشخصيات والفئات تقلل أسباب النزاع وتعزز وشائج التعاون على حل المشكلات العويصة .
إن الرابطة إذ تسلك الحوار البناء المنضبط بالآداب والأخلاق التي هدى إليها ديننا الحنيف ، وتنطلق من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الكبيرة في الاهتمام بهذا الموضوع ، فإنها تؤكد على أن الأمة الإسلامية ، وإن انتشرت فيها التيارات الفكرية والتوجهات السياسية ، فإنها تبقى في أساسها كيانا متحد الهوية ، تترابط أجزاؤه بأواصر من الأصول الجامعة ، فكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة .
والهيئات والمنظمات الإسلامية يمكن أن تفعل الكثير في هذا المجال ، إذ ما وجدت من الدعم ما يشجعها على العمل والاتصال ، فمن واجباتها أن تعمل على تمتين الثقة بين الشعوب وحكوماتها ، ونشر ثقافة الحوار والوئام ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وحماية ثقافة الامة من التصدع والإنحراف.
صاحب السمو الملكي :
لقد عقدت الرابطة بعد مضي نصف قرن على نشأتها ، مؤتمرا حافلا ، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، واستمع المشاركون فيه والمتابعون له إلى الكلمة القيمة التي ألقيتموها نيابة عنه .
وإن الرابطة لتعرب عن شكرها وتقديرها الكبيرين ، لما لخادم الحرمين الشريفين وأسلافه من ملوك المملكة ولحكومتها الرشيدة ، من الفضل على هذه المنظمة الشعبية الإسلامية العالمية ، والدعم المتواصل لها ، حتى استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في داخل العالم الإسلامي وبين الأقليات والجاليات المسلمة في خارجه . وأن تكون ملتقى للشخصيات الإسلامية البارزة في خدمة الإسلام وقضايا الأمة .
والرابطة ماضية بإذن الله في المهمة التي نشأت لخدمتها ، وتعمل على التواصل والعمل المشترك بين الغيورين والمخلصين من أبناء هذه الامة وعلى دعم الجهود الرسمية والشعبية ، من أجل تعزيز الجهود الإسلامية ، والتعامل مع قضايا الامة في إطار من التنسيق والتفاهم .
وتركز الرابطة على ما يجمع الأمة ويجنبها الخلاف والنزاع ، امتثالا لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع إذ قال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .
وتدرك الرابطة أن عليها مسؤولية في نشر الفهم الصحيح للإسلام والتصدي لما أصاب صورته الناصعة من التشويه ، سواء من بعض أبنائه الذين تحرفت عندهم بعض المفاهيم ، فجرتهم إلى ممارسات حسبت على الإسلام والأمة بأكملها ، أو من غير المسلمين الذين أضلتهم المصادر المعادية التي لم يتعرفوا عليه إلا من خلالها ، فاعتقدوا أنه دين العنف والمعاداة للتعايش والتعاون الإنساني .
وترى الرابطة أن التقصير في حماية الإسلام وقيمه ومفاهيمه ، من الانتهاك والتجاسر أو من الفهم الخاطىء ، وعدم التضامن في معالجة ما يحدث من ذلك ، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والغلو ، وشواهد التاريخ الإسلامي الطويل خير دليل على ذلك .
وفي الختام : أجدد التهنئة لخادم الحرمين الشريفين ايده الله بعونه وتوفيقه والشكر على هذه الاستضافة الكريمة لشخصيات متميزة من الامة الإسلامية ، ولسموكم على إتاحة الفرصة لشخصيات من ضيوف الرابطة للقاء بكم ، وعلى عناية الحكومة الرشيدة بخدمة الحجاج وتطوير المشاعر ، والدعم المتواصل للرابطة ، مؤكدا أن في الامة المسلمة خيرا كثيرا كامنا ، يمكن استثماره بالحوار والتناصح ، والإخلاص في خدمة قضاياها ، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عقب ذلك القيت كلمة رؤساء بعثات الحج القاها عنهم معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية رئيس بعثة الحج الفلسطينية الشيخ محمود صدقي الهباش قال فيها " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله رب العالمين القائل /وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق/ ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ".
وأكد أن الشرف هو الوقوف في هذا المكان وفي هذه اليوم المبارك وفي هذا الشهر المبارك وفي هذا البلد المبارك بعد أن من الله على الحجاج بأداء مناسك الحج فى ظل الرعاية الكريمة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية التي وفرت لحجاج بيت الله الحرام أفضل الظروف وأكمل الخدمات لكي ينصرفوا الى عبادة رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
وأضاف " لقد قدمنا إليكم من كل فج عميق نحمل فى أعناقنا أعمالنا وفى قلوبنا شوقا لمغفرة العزيز الحكيم جئناكم وقد تركنا أموالنا وأهلينا بغية التماس الرحمات المنزلة على هذا البيت الطاهر والمكان الطاهر فى هذا الأوان المبارك هذا البيت العتيق الذي بارك الله فيه بما أودعه من شعائر مقدسة ملهة لهداية الإنسان وباركه بما أستودع من الأمانة فى ايدي رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمن أعماق قلوب الحجيج فى كل موطن مقدس نقول بارك الله في خادم الحرمين الشريفين وأعلى مقامه بما أولاه من الرعاية والحماية لهذا البيت المبارك وزواره وعماره وحجاجه من الطائفين والعاكفين والركع السجود.
وأستطرد قائلا " لقد رأينا بأم أعيننا ورأى معنا الملايين من الزوار والعمار والحجاج كيف ان أمة باسرها وشعبا بأكمله قد أوقفوا مقدراتهم فى سبيل توفير كل متطلبات الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام إرضاء لله وخدمة للدين فإذا كل المؤسسات والمراكز والهيئات والأفراد مسخرة لخدمة هذا الموسم المبارك الذى هو عنوان التوحيد والوحدة فى هذه الأمة الخيرة التوحيد لله والوحدة بين المؤمنيين " .
وتابع قائلا " إن حجاج بيت الله الحرام ليجدون فى رحاب هذه البلاد الطاهرة كل ما من شأنه ان يجعل من أداء مناسك الحج عبادة ميسرة تعكس قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين يسر " فمشاريع التوسعة المستمرة للحرمين الشريفين ومخيمات الحجاج فى المشاعر المقدسة وجسر الجمرات الذى رفع الحرج والمشقة عن الحجاج وأمن لهم عبادة آمنة مطمئنة بلا خوف من التدافع والتزاحم وقطار المشاعر المقدسة الذي بدأ عمله الميمون المبارك في هذا العام لذلك يعكس مستوى الرعاية والمتابعة والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وشعبه الميمون.
وعبر عن الشكر لوزير الحج والعاملين فى وزارة الحج فى حكومة المملكة على أداء أمانة الركن الخامس من أركان هذا الدين فأقامت البنيان وأحسنت الاستقبال وتكلفت فى سبيل ذلك من الجهد والعرق مايستحق ان يلهج الى الله أن يديم على خادم الحرمين الشريفين وهذا البلد الأمين وعلى الشعب السعودى الشقيق نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وان يجنب المملكة دعوات الفتنة التي تفرق الصف وتبدد القوة وتهرق الدم وتقطع الأواصر .
وقال : إن من لايشكر الناس لايشكر الله ، فإن أحدا لايمكن ان ينسى فضائل خادم الحرمين الشريفين على كل بلاد وشعوب الأمة فاياديه البيضاء لاتخفي فى كل البلاد تعطي وتمنح الفقير والمعدم والمحروم ونحن الشعب الفلسطينى فى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لايمكن ان ننسى ما أفاضته علينا أياديه من مكارم فى كل المجالات والأصعدة ولعل اقربها في هذا الموسم الإيماني المبارك مكرمته " رعاه الله بمنح ألفي حاج وحاجة من عوائل الشهداء والأسرى والأسرى المحررين من سجون الاحتلال شرف الحج لهذا العام " مؤكدا أن هذه المكرمة جاءت لتساهم فى إعتدال ميزان العدل والتقوى وإنصافا لمن قدموا التضحيات الجسام من أجل المقدسات وفلسطين الغالية .
وأضاف " من هنا ومن هذا المقام الطاهر لايسعنا ومن ورائنا قلوب ومهج شعب فلسطين لايسعنا إلا ان نقدم واجب الشكر والاعتزاز والتقدير لكم وما لنا ألا نقدم واجب الشكر لملك حفظ أمانة الدين ورعى مصالح المسلمين بما أعطاه الله وأستحفظه من أمانة العقل والدين" .
وأبرز معالي وزير الأوقاف الفلسطيني الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين مؤكدا إن الأمة الإسلامية بكل حكوماتها وشعوبها بل جميع حكومات وشعوب العالم لتشهد بأياديه البيضاء ومواقفه الجليلة فهو الذي يبادر بلم الشمل وجمع الفرقاء ونفي الاختلاف لتنطفي نيران الصراع ، ووبرد السلام يحل محل الخصام سيرا على هدى النبي الطاهرة خطاه وإكمالا لمسيرة آبائه وأجداده الذين رعوا العهد ونشروا المودة بين الناس وحققوا بالعمل قبل القول أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"إفشوا السلام بينكم".
واستطرد قائلا : إذا كان الناس في أقطار هذه الأمة وشعوبها قد نالوا قسطا وافرا من رعاية خادم الحرمين الشريفين فقد نلنا نحن في فلسطين أقساطا ، فلم تترك المملكة طريقا لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إلا سلكته حتى أن مبادرة السلام العربية التي تحولت الى موقف دولي جامع هي في أصلها مبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين لم يجد العالم بأسره بدا من ان يتبناها لما فيها من العدل والمنطق والواقعية السياسية الملتزمة بضوابط الشرعية الدولية كما لايخفى على أحد مابذلته وتبذله المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق المصالحة الداخلية فى فلسطين من أجل تقوية الموقف الفلسطيني في مواجه الاحتلال وتوفير أقصى عوامل القوة الداخلية للشعب الفلسطينى.
واختتم كلمة الضيوف بقوله : لاتتوقف مكرمات هذه البلاد عند البلاد العربية والإسلامية بل لقد تجاوزتها الى كل بلاد وشعوب الدنيا حتى أصبح موقع خادم الحرمين الشريفين موقعا مميزا ، فتم اختياره أهم شخصية فى العالم الإسلامي وأحد أهم ثلاث شخصيات على مستوى العالم ، مما يعني ان أمة الإسلام فى تقدم مستمر بإذن الله وقد عادت لتدخل التاريخ من باب يليق بها وعلى يد خادم الحرمين الشريفين الذي يرعي العلم والعلماء وينشر السلام ويبني الثقة ويعلي بناء المبادئ والقيم .
وخص معاليه القدس بالحديث قائلا : إن كان لنا من كلمة نضيفها فهي في هذا الموقف العظيم فهي التذكير بما تركناه خلفنا من وطن محروب وحرمات ومقدسات مستباحة ، فالقدس تبقى هي الهم الأكبر لكل مسلم فى هذا الزمن فقد تركناها وبالكاد لازالت تحتفظ بعروبتها بعدما أوغل الاحتلال فيها هدما لكل ماهو عربي وإسلامي فأقام على ركام كل مسجد كنيسا وعلى أنقاض كل بيت عربى بيتا يهوديا وهو مايوجب استنفار طاقات الأمة بأسرها لتحرير القدس وحمايتها وتعزيز صمود أهلها فى مواجة غطرسة وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي حتى نراها وقد عادت الى شقيقتيها مكة المكرمة والمدينة المنورة ليكمل عقد المساجد الثلاثة التي لاتشد الرحال إلا إليها.
ودعا الله تعالى أن يبارك في قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة وشعبها وأن يمتع هذه البلاد بنعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام ويجلها مفتاحا لكل خير .
ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل ، فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان وفخامة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد رئيس جمهورية الصومال وفخامة الرئيس يحيى جامبي رئيس جمهورية جامبيا وفخامة الرئيس علي بونجو رئيس جمهورية الجابون وفخامة الرئيس محمد سلام محميدوف رئيس جمهورية داغستان ودولة السيد سليمان أنديني رئيس الوزراء بجمهورية السنغال ومعالي نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الأرحبي ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية ومعالي وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ومعالي وزير خارجية ماليزيا داتو سري انيفة ودولة رئيس الوزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي ودولة رئيس وزراء جمهورية مصر الأسبق الدكتور عبدالعزيز حجازي وسمو السلطان إسماعيل بيترا سلطان ولاية كلنتان .
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية و صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام و صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ،وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء .
كما حضره أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.