تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائب الثاني: أمتنا تمر بأحلك الظروف وتعيش واقعاً لا تستحقه
نشر في جازان نيوز يوم 18 - 11 - 2010

أكد في حفل الاستقبال السنوي نيابة عن الملك حاجتها لوقفة شجاعة
قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن امتنا في عصرنا هذا تمر بأحلك الظروف التي تحيط بها، معرباً عن خشيته من أن تمر مرور الكرام عاجزة أمام تلك الظروف ومتغيرات العصر "التي أرجوا ألا تكون قد تجاوزتها كثيراً".
وأضاف سموه في حفل الاستقبال السنوي الذي أقامه لأصحاب الفخامة والسمو والدولة ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام نيابة عن خادم الحرمين " حفظه الله:"إن وقفة إسلامية شجاعة لهذه الأمة إنما تستحقه ، ما تستحقه تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولأن غفت طويلاً فأنها لا بد في يوم من الأيام وبرحمة الله جل جلاله ثم بالعمل الخلاق قادرة على صحوة لا تساؤم بعدها .
وتابع :لعلي لا أتجاوز الحاضر إلى الغائب حين أقول إن أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس ليس هذا واقعها الذي تستحقه سياسياً أو اقتصاديا أو اجتماعيا . فدروس الماضي علّمت الأمم كيف يكون المستقبل زاهراً حين يتسابق كل فكر خلاّق مع أكرم الرؤى الحضارية والإنسانية وفق إرادة صلبة عمادها التوكل على الحق جل جلاله
وهنأ الحضور نيابة عن خام الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعيد الاضحى المبارك نيابة وبما فضلّه الله عليهم به من حج بيت الله وإكمال، راجيا من الله لهم القبول إن شاء الله.
ونقل لهم تمنيات ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لفخامتهم جميعاً تهنئته بعيد الأضحى المبارك وتهنئته لكم بهذه الفريضة ، الفريضة الخامسة المفروضة على كل مسلم
ومضى قائلاً:" إن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الكريمة تسخر كل الإمكانيات من أجل خدمة حجاج بيت الله ، ونريد استقرارهم وسلامتهم وأمنهم لينصرفوا إلى هذه العبادة والى هذه الفريضة بكل هدوء واستقرار وراحة وهذا ما تحقق ولله الحمد ونرجو من الله ان يكمل للجميع حجهم ويعودوا غانمين سالمين إلى أوطانهم بكل يسر وسهوله ونحمد الله على ذلك
ورحب النائب الثاني بالحضور متمنياً أن يلتقي بهم دائماً وحال أمتنا قد تجاوزت واقعنا الآن
بدوره، ألقى وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها :"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني ، يشرفني أن أمثل أمامكم وصحبكم، وضيوفكم الكرام .. في هذا اليوم الأغر الذي تقام فيه هذه الاحتفالية السنوية تكريماً لكبار الشخصيات وممثلي بعثات الحج الذين وفدوا من مختلف أقطار العالم .
وواصل:" إنه لمما يضفى على هذه الاحتفالية المزيد من السمو والرفعة أنها تأتي عقب وقوف الحجيج على صعيد عرفات حيث انتظمت جموعهم في أطهر بقاع الأرض وأقدسها وقد غمرهم الفرح والسرور لشرف الزمان والمكان الذي تهوي إليه كل الأفئدة المؤمنة بعقيدة الإسلام .
وبطبيعة الحال ماكان لذلك الانتظام البديع أن يتحقق لولا أولاً توفيق من الباري تبارك وتعالى ثم بفضل ماقامت وتقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من استعدادات على مدار العام لتمكين الحجاج والمعتمرين والزائرين من أداء النسك وفق مراد الله عز وجل ليطوفوا بالبيت العتيق الكعبة المشرفة وللسعي على هذه الآرض الطيبة التي مشت على أديمها قوافل الحجيج منذ عهد أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام"
ومضى قائلاً:" وإن هذا الإرث التاريخي الموغل في القدم الذي تشرف به المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا .. هو في حقيقة الأمر في مركز اهتمام ولاة الآمر في هذا الوطن منذ عهد والدكم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ثم خلفاؤه من بعده رحمهم الله الذين نسجوا على منواله .
ومن المنطلق ذاته يمضي سيدي خادم الحرمين الشريفين بكل قوة واقتدار حيث تحشد الطاقات البشرية وتسخر الإمكانات المادية لإنجاح شئون الحج والحجاج .. وجعلها في إطار استراتيجية متجددة تنطوي على العديد من الخطط التشغيلية والتنفيذية .. كما يركز - حفظه الله - على تطويرها من سنة إلى أخرى وذلك في جميع الميادين : البنية التحتية , والأمنية , والإعمارية , وفي مجالات أخرى يعجز المرء على سردها وإحصائها .
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني :
أستاذنكم لأنه كما لايخفي على الجميع أن الملك المفدى من الرجال العظام المرموقين .. وهذا شأنه ياسيدي .. الذين يفضل العمل بجدية وصمت .. ورغبته دائما تحقيق الأهداف من أجل احتساب الثواب .. لكن لابد أن أذكر في هذا المجلس الموقر وبإيجاز شديد تطلعاته واهتماماته وشغله الشاغل ليس من أجل وطننا السعودي فحسب بل من أجل الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .
وهنا أريد أيها الحضور الكرام أن أشير إلى الجهود المكثفة التي تم اعتمادها للقيام بجميع الأعمال والخدمات ذات الصلة بتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة والتفقه في أحكامها .. كذلك أود أن أتحدث اليكم عن دعم جهود الحوار بين أتباع الأديان وتشجيعها والمساهمة في توجهاتها الإنسانية .. كذلك عن عمل جبار آخر يخص تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها .. لأغراض التعريف بالإسلام وللتمكين للحوار بين الحضارات بحكم أن الترجمة على مر العصور أثبتت نجاحاتها لعبور المعرفة بين الحضارات وتلاقحها لمستقبل مزدهر لمصلحة الإنسانية بدون استثناء .
ولعل خير مؤثر على ذلك هو إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية المعنية بتحقيق ثلاثة عشر هدفا معلنة كلها تصب في مصلحة الإنسان .. والحديث في ذلك يطول لما هو مستهدف :
أيها الحفل الكريم هذا غيض من فيض من الاهداف الخيرة النبيلة السامية التي يتعهدها - حفظه الله - بالدعم المطلق غير المحدود للمضي قدما على درب التعاون الإنساني الحقيقي البناء .
وبالنسبة للشأن الداخلي فهناك عمليات البناء والتطوير التي تعم الوطن من أقصاه إلى أقصاه وبخاصة في المشاعر المقدسة حيث يتم تباعا رصف المزيد من الطرق السريعة المزدوجة المسارات والجسور والأنفاق ودرء مخاطر الأمطار والسيول واستكمال جسر الجمرات وتوسعة الصفا والمروة ضعف ماكان عليه , إضافة إلى المشروع العملاق لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية .. الذي حشد له عشرة الآف إنسان لإنجاز أكبر توسعة في تاريخه , وكذلك المسجد النبوي الشريف , ومشروع قطار المشاعر المقدسة الذي أسهم بثلث طاقته هذا العام على أن يستكمل خلال العامين المقبلين بمعدل مائة ألف حاج في الساعة إضافة إلى التوسع في إنشاء الجامعات والمدن الصناعية والمالية والاقتصادية , والمعرفية وتقنية المعلومات .
صاحب السمو الملكي النائب الثاني .
أيها الحفل الكريم
إن الوقت لايسمح لي بتحديد وسرد واستعراض كل مايقدمه وينجزه خادم الحرمين الشريفين في الداخل والخارج , ولاينكر أحد مساهمته الفعالة في حقن الدماء بين الأشقاء وربط وشائج الأخوة والمحبة بين الفرقاء .. والمساهمة في إقرار الأمن والسلام في العالم .. محط كل التقدير والاحترام .
ومسك الختام فقد حملّتني الوفود التي التقيت إبلاغ المليك تمنياتهم الخالصة بتمام الشفاء لمقامه السامي الكريم .. وكذلك دعاءهم جميعا بالعود الحميد لسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز .
وكذلك إشادتهم لنجاح خطة الحج لهذا العام الذي يعود الفضل بعد توفيق الله سبحانه وتعالي إلى توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ولما يطلع به سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز من توجيه وإشراف ومتابعة .. فدعاء من الأعماق بالقبول وبمزيد من النجاح والتوفيق وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي إثر ذلك القى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الكلمة التالية :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المصطفى الأمين ، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين ، وصحبه الغر الميامين ، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ،
أيها الحفل الكريم ،
سلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ،
ويسعدني أن أهنىء خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسموكم الكريم وأهنىء هذا الحفل بهذه المناسبة الإسلامية الإيمانية البهيجة ، مناسبة حج الناس لبيت الله الحرام ، قادمين من كل فج عميق ، وقد سمى الله تبارك وتعالى يوم تمام مناسكه يوم الحج الأكبر ، وجعله عيدا لعامة المسلمين وسن فيه الأضحية ، ليشركوا إخوانهم الحجاج في فضله .
ويسر رابطة العالم الإسلامي وضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين استقبلتهم الرابطة ورتبت حجهم ، أن تشكر له حفظه الله ولكم وللحكومة الرشيدة ، الجهود الكبيرة المبذولة في الإعداد للحج والتطوير المستمر للخدمات وخطط الأمن والمشاريع العمرانية في توسعة الحرمين وفي المشاعر تيسيرا على الحجاج وحرصا على توفير الاجواء الملائمة لأداء المناسك سائلين الله تعالى أن يجزل المثوبة ويهيأ من الامر ما يعين على خدمة الإسلام والمسلمين .
إن الحج خامس أركان الاسلام إذا أداه المسلم استبشر برجائه في أن يكون الله تعالى قد أتم له دينه ورده إلى أهله مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .
والناظر في هذا الركن العظيم وما يحيط به من أجواء وملابسات يدرك أن الحج يشتمل على مقاصد عديدة ، يحسن بمن له مسؤولية ترتبط بالحج ، أن يستكشفها ويهتم بها ، وخاصة أن مشاعر المسلمين من شتى أقطار العالم ترتبط بهذا الموسم فهم يتابعون وقائعه ومجرياته .
لقد جعل الله تعالى لهذه العبادة موسما تؤدى فيه ، ميقاتا معلوما من الزمان والمكان يجتمع الناس فيه ، لتحصل من اجتماعهم فوائد كثيرة / ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات / وخطب النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الحجيج بصعيد عرفة ، وفي منى يوم النحر ، فتناول في خطبته موضوعات لها صلة بعموم الأمة كتأكيد حرمات المسلمين وتحذيرهم من التفرق وإبطال مآثر الجاهلية ، والوصية بالنساء ، والاعتصام بكتاب الله والاهتمام بتبليغ الرسالة .
واغتنم عليه الصلاة والسلام مناسبة بيان صفة الحصى التي ترمى بها الجمرات ، ليقول للناس :ياأيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلك الغلو في الدين .
فالحج فرصة ثمينة بين يدي من يحضره من الشخصيات الكبيرة وقيادات الامة وذوي الشأن فيها ، للتعارف والتناصح وتدارس شؤون الأمة ، والبحث في سبل النهوض بها وخدمة قضاياها ، والدفاع عن حرماتها ومقدساتها وإصلاح ذات بينها .
ورابطة العالم الإسلامي أسست في هذا الموسم المبارك حيث انبثقت عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في الرابع عشر من ذي الحجة من عام 1381ه / 1962م وحضره كوكبة من رجال العلم والدعوة وقادة الأمة .
وتابع الدكتور التركي قائلاً:"
أيها الحفل الكريم :
إن أي محاولة للإصلاح في الأمة الإسلامية لا تنجح إلا إذا انطلقت من الإسلام ، فإن صلاح الأمة وعزها وسعادتها في تمسكها بإسلامها ودفاعها عنه هذه حقيقة ثابتة أكدتها التجارب التي مرت بها الامة في مختلف عصورها .
ومن المؤكد أن الحوار قيمة من القيم المختزنة في تراث الأمة ، وأنها في هذا العصر أحوج ما تكون إلى تحويل هذه القيمة إلى سلوك عملي يمارس بأطر وأساليب متعددة في مختلف المجالات ، لبناء جسور التواصل بين مختلف القيادات والشخصيات والفئات تقلل أسباب النزاع وتعزز وشائج التعاون على حل المشكلات العويصة .
إن الرابطة إذ تسلك الحوار البناء المنضبط بالآداب والأخلاق التي هدى إليها ديننا الحنيف ، وتنطلق من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الكبيرة في الاهتمام بهذا الموضوع ، فإنها تؤكد على أن الأمة الإسلامية ، وإن انتشرت فيها التيارات الفكرية والتوجهات السياسية ، فإنها تبقى في أساسها كيانا متحد الهوية ، تترابط أجزاؤه بأواصر من الأصول الجامعة ، فكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة .
والهيئات والمنظمات الإسلامية يمكن أن تفعل الكثير في هذا المجال ، إذ ما وجدت من الدعم ما يشجعها على العمل والاتصال ، فمن واجباتها أن تعمل على تمتين الثقة بين الشعوب وحكوماتها ، ونشر ثقافة الحوار والوئام ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وحماية ثقافة الامة من التصدع والإنحراف.
صاحب السمو الملكي :
لقد عقدت الرابطة بعد مضي نصف قرن على نشأتها ، مؤتمرا حافلا ، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، واستمع المشاركون فيه والمتابعون له إلى الكلمة القيمة التي ألقيتموها نيابة عنه .
وإن الرابطة لتعرب عن شكرها وتقديرها الكبيرين ، لما لخادم الحرمين الشريفين وأسلافه من ملوك المملكة ولحكومتها الرشيدة ، من الفضل على هذه المنظمة الشعبية الإسلامية العالمية ، والدعم المتواصل لها ، حتى استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في داخل العالم الإسلامي وبين الأقليات والجاليات المسلمة في خارجه . وأن تكون ملتقى للشخصيات الإسلامية البارزة في خدمة الإسلام وقضايا الأمة .
والرابطة ماضية بإذن الله في المهمة التي نشأت لخدمتها ، وتعمل على التواصل والعمل المشترك بين الغيورين والمخلصين من أبناء هذه الامة وعلى دعم الجهود الرسمية والشعبية ، من أجل تعزيز الجهود الإسلامية ، والتعامل مع قضايا الامة في إطار من التنسيق والتفاهم .
وتركز الرابطة على ما يجمع الأمة ويجنبها الخلاف والنزاع ، امتثالا لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع إذ قال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .
وتدرك الرابطة أن عليها مسؤولية في نشر الفهم الصحيح للإسلام والتصدي لما أصاب صورته الناصعة من التشويه ، سواء من بعض أبنائه الذين تحرفت عندهم بعض المفاهيم ، فجرتهم إلى ممارسات حسبت على الإسلام والأمة بأكملها ، أو من غير المسلمين الذين أضلتهم المصادر المعادية التي لم يتعرفوا عليه إلا من خلالها ، فاعتقدوا أنه دين العنف والمعاداة للتعايش والتعاون الإنساني .
وترى الرابطة أن التقصير في حماية الإسلام وقيمه ومفاهيمه ، من الانتهاك والتجاسر أو من الفهم الخاطىء ، وعدم التضامن في معالجة ما يحدث من ذلك ، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والغلو ، وشواهد التاريخ الإسلامي الطويل خير دليل على ذلك .
وفي الختام : أجدد التهنئة لخادم الحرمين الشريفين ايده الله بعونه وتوفيقه والشكر على هذه الاستضافة الكريمة لشخصيات متميزة من الامة الإسلامية ، ولسموكم على إتاحة الفرصة لشخصيات من ضيوف الرابطة للقاء بكم ، وعلى عناية الحكومة الرشيدة بخدمة الحجاج وتطوير المشاعر ، والدعم المتواصل للرابطة ، مؤكدا أن في الامة المسلمة خيرا كثيرا كامنا ، يمكن استثماره بالحوار والتناصح ، والإخلاص في خدمة قضاياها ، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عقب ذلك القيت كلمة رؤساء بعثات الحج القاها عنهم معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية رئيس بعثة الحج الفلسطينية الشيخ محمود صدقي الهباش قال فيها " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله رب العالمين القائل /وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق/ ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ".
وأكد أن الشرف هو الوقوف في هذا المكان وفي هذه اليوم المبارك وفي هذا الشهر المبارك وفي هذا البلد المبارك بعد أن من الله على الحجاج بأداء مناسك الحج فى ظل الرعاية الكريمة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية التي وفرت لحجاج بيت الله الحرام أفضل الظروف وأكمل الخدمات لكي ينصرفوا الى عبادة رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
وأضاف " لقد قدمنا إليكم من كل فج عميق نحمل فى أعناقنا أعمالنا وفى قلوبنا شوقا لمغفرة العزيز الحكيم جئناكم وقد تركنا أموالنا وأهلينا بغية التماس الرحمات المنزلة على هذا البيت الطاهر والمكان الطاهر فى هذا الأوان المبارك هذا البيت العتيق الذي بارك الله فيه بما أودعه من شعائر مقدسة ملهة لهداية الإنسان وباركه بما أستودع من الأمانة فى ايدي رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمن أعماق قلوب الحجيج فى كل موطن مقدس نقول بارك الله في خادم الحرمين الشريفين وأعلى مقامه بما أولاه من الرعاية والحماية لهذا البيت المبارك وزواره وعماره وحجاجه من الطائفين والعاكفين والركع السجود.
وأستطرد قائلا " لقد رأينا بأم أعيننا ورأى معنا الملايين من الزوار والعمار والحجاج كيف ان أمة باسرها وشعبا بأكمله قد أوقفوا مقدراتهم فى سبيل توفير كل متطلبات الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام إرضاء لله وخدمة للدين فإذا كل المؤسسات والمراكز والهيئات والأفراد مسخرة لخدمة هذا الموسم المبارك الذى هو عنوان التوحيد والوحدة فى هذه الأمة الخيرة التوحيد لله والوحدة بين المؤمنيين " .
وتابع قائلا " إن حجاج بيت الله الحرام ليجدون فى رحاب هذه البلاد الطاهرة كل ما من شأنه ان يجعل من أداء مناسك الحج عبادة ميسرة تعكس قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين يسر " فمشاريع التوسعة المستمرة للحرمين الشريفين ومخيمات الحجاج فى المشاعر المقدسة وجسر الجمرات الذى رفع الحرج والمشقة عن الحجاج وأمن لهم عبادة آمنة مطمئنة بلا خوف من التدافع والتزاحم وقطار المشاعر المقدسة الذي بدأ عمله الميمون المبارك في هذا العام لذلك يعكس مستوى الرعاية والمتابعة والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وشعبه الميمون.
وعبر عن الشكر لوزير الحج والعاملين فى وزارة الحج فى حكومة المملكة على أداء أمانة الركن الخامس من أركان هذا الدين فأقامت البنيان وأحسنت الاستقبال وتكلفت فى سبيل ذلك من الجهد والعرق مايستحق ان يلهج الى الله أن يديم على خادم الحرمين الشريفين وهذا البلد الأمين وعلى الشعب السعودى الشقيق نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وان يجنب المملكة دعوات الفتنة التي تفرق الصف وتبدد القوة وتهرق الدم وتقطع الأواصر .
وقال : إن من لايشكر الناس لايشكر الله ، فإن أحدا لايمكن ان ينسى فضائل خادم الحرمين الشريفين على كل بلاد وشعوب الأمة فاياديه البيضاء لاتخفي فى كل البلاد تعطي وتمنح الفقير والمعدم والمحروم ونحن الشعب الفلسطينى فى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لايمكن ان ننسى ما أفاضته علينا أياديه من مكارم فى كل المجالات والأصعدة ولعل اقربها في هذا الموسم الإيماني المبارك مكرمته " رعاه الله بمنح ألفي حاج وحاجة من عوائل الشهداء والأسرى والأسرى المحررين من سجون الاحتلال شرف الحج لهذا العام " مؤكدا أن هذه المكرمة جاءت لتساهم فى إعتدال ميزان العدل والتقوى وإنصافا لمن قدموا التضحيات الجسام من أجل المقدسات وفلسطين الغالية .
وأضاف " من هنا ومن هذا المقام الطاهر لايسعنا ومن ورائنا قلوب ومهج شعب فلسطين لايسعنا إلا ان نقدم واجب الشكر والاعتزاز والتقدير لكم وما لنا ألا نقدم واجب الشكر لملك حفظ أمانة الدين ورعى مصالح المسلمين بما أعطاه الله وأستحفظه من أمانة العقل والدين" .
وأبرز معالي وزير الأوقاف الفلسطيني الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين مؤكدا إن الأمة الإسلامية بكل حكوماتها وشعوبها بل جميع حكومات وشعوب العالم لتشهد بأياديه البيضاء ومواقفه الجليلة فهو الذي يبادر بلم الشمل وجمع الفرقاء ونفي الاختلاف لتنطفي نيران الصراع ، ووبرد السلام يحل محل الخصام سيرا على هدى النبي الطاهرة خطاه وإكمالا لمسيرة آبائه وأجداده الذين رعوا العهد ونشروا المودة بين الناس وحققوا بالعمل قبل القول أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"إفشوا السلام بينكم".
واستطرد قائلا : إذا كان الناس في أقطار هذه الأمة وشعوبها قد نالوا قسطا وافرا من رعاية خادم الحرمين الشريفين فقد نلنا نحن في فلسطين أقساطا ، فلم تترك المملكة طريقا لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إلا سلكته حتى أن مبادرة السلام العربية التي تحولت الى موقف دولي جامع هي في أصلها مبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين لم يجد العالم بأسره بدا من ان يتبناها لما فيها من العدل والمنطق والواقعية السياسية الملتزمة بضوابط الشرعية الدولية كما لايخفى على أحد مابذلته وتبذله المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق المصالحة الداخلية فى فلسطين من أجل تقوية الموقف الفلسطيني في مواجه الاحتلال وتوفير أقصى عوامل القوة الداخلية للشعب الفلسطينى.
واختتم كلمة الضيوف بقوله : لاتتوقف مكرمات هذه البلاد عند البلاد العربية والإسلامية بل لقد تجاوزتها الى كل بلاد وشعوب الدنيا حتى أصبح موقع خادم الحرمين الشريفين موقعا مميزا ، فتم اختياره أهم شخصية فى العالم الإسلامي وأحد أهم ثلاث شخصيات على مستوى العالم ، مما يعني ان أمة الإسلام فى تقدم مستمر بإذن الله وقد عادت لتدخل التاريخ من باب يليق بها وعلى يد خادم الحرمين الشريفين الذي يرعي العلم والعلماء وينشر السلام ويبني الثقة ويعلي بناء المبادئ والقيم .
وخص معاليه القدس بالحديث قائلا : إن كان لنا من كلمة نضيفها فهي في هذا الموقف العظيم فهي التذكير بما تركناه خلفنا من وطن محروب وحرمات ومقدسات مستباحة ، فالقدس تبقى هي الهم الأكبر لكل مسلم فى هذا الزمن فقد تركناها وبالكاد لازالت تحتفظ بعروبتها بعدما أوغل الاحتلال فيها هدما لكل ماهو عربي وإسلامي فأقام على ركام كل مسجد كنيسا وعلى أنقاض كل بيت عربى بيتا يهوديا وهو مايوجب استنفار طاقات الأمة بأسرها لتحرير القدس وحمايتها وتعزيز صمود أهلها فى مواجة غطرسة وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي حتى نراها وقد عادت الى شقيقتيها مكة المكرمة والمدينة المنورة ليكمل عقد المساجد الثلاثة التي لاتشد الرحال إلا إليها.
ودعا الله تعالى أن يبارك في قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة وشعبها وأن يمتع هذه البلاد بنعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام ويجلها مفتاحا لكل خير .
ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل ، فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان وفخامة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد رئيس جمهورية الصومال وفخامة الرئيس يحيى جامبي رئيس جمهورية جامبيا وفخامة الرئيس علي بونجو رئيس جمهورية الجابون وفخامة الرئيس محمد سلام محميدوف رئيس جمهورية داغستان ودولة السيد سليمان أنديني رئيس الوزراء بجمهورية السنغال ومعالي نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الأرحبي ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية ومعالي وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ومعالي وزير خارجية ماليزيا داتو سري انيفة ودولة رئيس الوزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي ودولة رئيس وزراء جمهورية مصر الأسبق الدكتور عبدالعزيز حجازي وسمو السلطان إسماعيل بيترا سلطان ولاية كلنتان .
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية و صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام و صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ،وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء .
كما حضره أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.