قائلا إن “جهود واشنطن للتواصل مع العالم الإسلامي صادقة وتساعد على تحسن أمن الولاياتالمتحدة” خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم من إندونيسيا المسلمين، قائلا إن “جهود واشنطن للتواصل مع العالم الإسلامي صادقة وتساعد على تحسن أمن الولاياتالمتحدة”. وجاء ذلك في الوقت الذي كان متظاهرون ينددون بزيارته بالقرب من السفارة الأميركية في جاكرتا. وقال أوباما إن مباحثاته مع المسؤولين في هذا البلد خلال الزيارة التي طال انتظارها، ستركز على ثلاث قضايا في مقدمتها توسيع التعاون الاقتصادي ومضاعفة الصادرات الأميركية في إندونيسيا، إضافة إلى التعاون في المجال التقني ومجال التغيرات المناخية. وعقد أوباما ونظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ندوة صحفية، في أعقاب مباحثات جرت بينهما في العاصمة جاكرتا التي وصلها الرئيس الأميركي اليوم بعد تأجيلها مرتين خلال العام الجاري وبعد التهديد الذي طالها مطلع الأسبوع نتيجة ارتباك حركة الطيران بسبب ثورة بركان ميرابي. وقال للشخصيات الإندونيسية التي استقبلته بالقصر الرئاسي “إنه لأمر رائع أن أكون هنا.. يالها من روعة أن أراكم جميعا” ورحب بالصحفيين قائلا “أبا كابار؟” وهي عبارة إندونيسية معناها “كيف حالكم؟”. وينتظر أن تشمل جولة أوباما التي تنتهي غدا الأربعاء زيارة بعض المعالم الإندونيسية مثل مسجد جاكرتا. وكان مسؤول بالبيت الأبيض قد أكد مغادرة الرئيس الأميركي جاكرتا غدا بساعات متقدمة عن الموعد المحدد، بسبب ما سماها المخاطر الناجمة عن البركان الواقع على مشارف مدينة يوجياكارتا في جاوا الوسطى والذي انفجر قبل أسبوعين متسببا حتى الآن في وفاة 130 شخصا وإجلاء نحو 300 ألف آخرين. وزيارة أوباما لإندونيسيا هي المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي تستغرق عشرة أيام، بدأها بزيارة الهند التي مكث بها ثلاثة أيام، وينهيها باليابان حيث سيحضر اجتماعا اقتصاديا لدول آسيا والمحيط الهادي. وقال مساعدون له إن إندونيسيا تعد محطة مهمة في هذه الجولة لعدة أسباب، منها أنها الحليف الإستراتيجي “المتصاعد” للولايات المتحدة، ولأنها الدولة التي قضى فيها الرئيس أربع سنوات من طفولته (1967 إلى 1971) إضافة إلى أنها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان وبالتالي يمكن أن تكون بوابة للتواصل مع العالم الإسلامي. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاتصالات الإستراتيجية “نرى في إندونيسيا نقطة تتلاقى فيها الكثير من المصالح الأميركية ونرى في هذا شراكة مهمة جدا لمستقبل المصالح الأميركية بآسيا والعالم”. وبدوره أكد وزير الخارجية الإندونيسي مارتي ناتاليجاوا أن زيارة أوباما ستمثل إطلاق شراكة شاملة بين جاكرتا وواشنطن، وأضاف “كما تعلمون لدى الولاياتالمتحدة رغبة لتعميق وتوسيع التعاون مع إندونيسيا كشريك متكافئ.. وهو تعاون يتطلع للمستقبل بطبيعته”. ويؤكد مساعدو أوباما أن إندونيسيا وباعتبارها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا وعضوا في مجموعة العشرين، تلعب دورا هاما في الخروج من الأزمة المالية وأصبحت نقطة جذب ساخنة للمستثمرين في السوق الناشئة المتعطشين إلى موارد وفيرة وطلب قوي من المستهلكين واستقرار سياسي. تظاهرة ومن جهة أخرى، تظاهر عشرات الأشخاص أمام السفارة الأميركية في جاكرتا، احتجاجا على زيارة أوباما ورفعوا شعارات تطالبه بالعودة إلى بلاده ومنتقدين ما سموه الاستعمار الأميركي للدول الإسلامية، كما أعربوا عن خيبة أملهم من سياسته منذ توليه الحكم قبل عامين. وجرت التظاهرة بصورة سلمية واستمرت أكثر من ساعة تحت أنظار الشرطة الإندونيسية. وقال مراسل الجزيرة في جاكرتا إنه بينما يحتج جزء من الشعب الإندونيسي على زيارة أوباما كون هؤلاء ينظرون للولايات المتحدة كدولة معادية للعالم الإسلامي بسبب دعمها للاحتلال الإسرائيلي، تنظر الحكومة الإندونيسية للزيارة في كونها فرصة لرفع مستوى الاقتصاد الإندونيسي ورفع مستوى العلاقات بين البلدين على كافة المستويات. يُذكر أن أوباما قضى في إندونيسيا أربع سنوات من طفولته مع والدته، وقد أجل من قبل زيارته لإندونيسيا مرتين، إحداهما في مارس/ آذار بينما كان يكافح لإقرار مشروع قانون للرعاية الصحية بالولاياتالمتحدة والأخرى في يونيو/ حزيران عقب حادثة التسرب النفطي من بئر تابعة لشركة (بي بي) بخليج المكسيك. ويزور الرئيس الأميركي بعد إندونيسيا، كوريا الجنوبية حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين، ثم يتوجه إلى يوكوهاما في اليابان للمشاركة في اجتماع اقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي.