الصحيفة المصرية المتنفذة تهاجم الرئيس السوري وتدعوه لفك تحالفه مع طهران وتلمح إلى تقاعسه عن تحرير الجولان [right][b] شنت صحيفة الأهرام المصرية المتنفذة في عددها الصادر الجمعة هجوما لاذعا على الرئيس السوري بشار الاسد وطالبته بالقيام بتغير سلوكيات سوريا في المنطقة وفك تحالفه مع ايران كما المحت الى تقاعسه عن تحرير الجولان المحتل. واتهمت الاهرام، في مقال رئيسي كتبه رئيس تحريرها اسامة سرايا ردا على تصريحات للاسد طالت القاهرة، سوريا بانها تساعد ايران في فرض نفوذها وهيمنتها في العراق ولبنان والخليج وفلسطين. وكتبت "ما ذكره الرئيس السوري عن علاقات مصر بسوريا بأنه لا يريد شيئا من مصر، فإن مصر تريد الكثير من سوريا الأرض والشعب والتاريخ.. سوريا التي كانت دوما سندا لمصر في صد العدوان على المنطقة عبر التاريخ". واضافت "لا تريد مصر من الحكومة السورية الآن إلا أن تكف عن لعبة التوفيق بين المتناقضات وتسويق هذا الوهم في المنطقة". وتابعت الاهرام "هذه التناقضات التي جاء بها الرئيس السوري تجعلنا نتوجس خوفا منه، وليس من إيران وحدها. فلقد أوهمنا الرئيس بشار أنه مع المقاومة، وهذا خط أحمر لا يتخلى عنه في سياسته. ولكننا نعرف جيدا أنه عمليا ليس مع المقاومة، وإلا كانت المقاومة في الجولان لاسترداد الأرض وتحرير ما تبقى من التراب السوري أولى بجهوده ومساعيه". وذكرت "ولكن إذا كانت المقاومة لحساب إيران، فيبدو أنه معها، لمصلحة ألاعيب سياسية إقليمية، تتغذى على القضايا القومية العربية مثلما يتم استخدام قضايا العرب وهمومهم عبر التاريخ لمصلحة لاستئثار بالسلطة أو لمصلحة أهداف أخرى غائبة، بينما تتأخر الحلول وقضايا العرب". وقالت الاهرام ان ما تريده مصر من سوريا هو التعاون "مع العرب في وقف النفوذ الإيراني في فلسطين" و"ألا تكون يد إيران في مساعدة الأقليات الشيعية في الخليج للاستئساد على الاستقرار الخليجي". واضافت الصحيفة "قد نقبل الاختلاف في الآراء مهما تكن، ولكن حينما تتحول إلى سلوكيات وتحركات وبرامج، تعمل سوريا مع إيران على تنفيذها على حساب مصالح الشعوب وأمن الدول العربية، فهذا واقع جديد، يتطلب تحركات مختلفة لا تتعامل بمثل التسامح في اختلاف الآراء". وكان الاسد قد اقر في تصريحات لصحيفة الحياة هذه الاسبوع بوجود "اختلاف كبير في الآراء" في القضايا السياسية بين البلدين كما طالب القاهرة بان تقول ماذا تريد من سوريا. وتعكس افتتاحية الاهرام عودة للتوتر بين البلدين على خلفية الخلافات بينهما بشأن ملفات المنطقة والتي تصاعدت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وتأييد مصر للمحكمة الدولية التي كلفت بالتحقيق في عملية الاغتيال. وكانت كل من القاهرة ودمشق قد خفتا من التراشق الاعلامي اثر اللقاء الذي جمع الرئيس حسني مبارك مع الاسد في الكويت عام 2008 برعاية العاهل السعودي، الا ان مصر رفضت اتمام المصالحة بسبب ما تراه من استمرار تحالف سوريا مع ايران واتساع نفوذ الطرفين في الملفات الاقليمية.