شنت صحيفة «الأهرام» المصرية المملوكة للدولة هجوماً حاداً على الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية حديثه إلى «الحياة» الذي قال فيه إن عودة العلاقات مع مصر تحتاج إلى مبادرات منها، وإنه لا يريد شيئاً من القاهرة. وكتب رئيس تحرير «الأهرام» أسامة سرايا القريب من دوائر صنع القرار في القاهرة افتتاحية أمس اعتبر فيها أن «الرئيس بشار الأسد، مثل كل التصريحات السورية، يريد أن يجمع بين متناقضين لا آتفاق بينهما ولن يكون: إيران بسياساتها الراهنة في المنطقة، والمصالح العربية كما يفهمها أبسط السياسيين». ورأى أن «المصالح العربية العليا تتعرض للخطر من إيران وسورية». وأضاف: «نقبل الاختلاف في الآراء مهما تكن، ولكن حينما تتحول إلى سلوكيات وتحركات وبرامج تعمل سورية مع إيران على تنفيذها على حساب مصالح الشعوب وأمن الدول العربية، فهذا واقع جديد يتطلب تحركات مختلفة لا تتعامل بمثل التسامح في اختلاف الآراء». وعن قول الرئيس السوري إنه لا يريد شيئاً من مصر، قال سرايا إن «مصر تريد الكثير من سورية... لا تريد مصر من الحكومة السورية الآن إلا أن تكف عن لعبة التوفيق بين المتناقضات وتسويق هذا الوهم في المنطقة، فالمصالح العربية لمصر كما هي لسورية، أما السياسة السورية الراهنة، فخرجت على هذه المصالح وارتضت أن تمارس دوراً لحساب قوة إقليمية لا يمكن أن تعمل لحساب أمن المنطقة واستقرارها». وتابع: «نريد من سورية أن تتدخل وتستخدم علاقاتها مع إيران لتلجيم دورها التخريبي في منطقتنا، وأن تساعد الفلسطينيين على التحرر الوطني وإقامة دولتهم لوضع حد للانقسام بين الضفة وغزة، وأن تستخدم نفوذها، ولا تستخدمها إيران في تحجيم الدور العربي في منطقتنا ثم تتباكى عليه... نريد من سورية أن توقف الانقلاب الإيراني على الطوائف الأخرى، خصوصاً على المسيحيين والسُُنّة في لبنان».