قائلاً: "أعتقد أن بندًا من بنود الجامعة العربية هو ألا تشارك الجامعة في أي مؤتمر في أي بلد عربي محتل" حث الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة "العلماء المسلمين في العراق"، الدول العربية على مقاطعة القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بغداد في مارس 2011، فيما تؤكد جامعة الدول العربية أنه لا تراجع عن استضافة العراق للقمة. وناشد الضاري في مقابلة نشرتها صحيفة "الراية" القطرية الأحد، العرب "ألا يسيئوا لمشاعر الشعب العراقي من خلال هذه المشاركة، وتابع "نحن نقول إذا كان العرب تخلوا عن العراق وأساء بعضهم إلى العراق في التحريض أو في إيذاء الشعب العراقي أرجو منهم ألا يسيئوا إلى مشاعر الشعب العراقي مرة أخرى". واتهم أي دولة عربية تشارك في مؤتمر القمة العربية المقبلة ببغداد بأنها بذلك "تؤيد الاحتلال لأنها تؤيد العملية السياسية التي ما هي إلا مشروع للاحتلال"، على حد قوله، واستدرك قائلاً: "أعتقد أن بندًا من بنود الجامعة العربية هو ألا تشارك الجامعة في أي مؤتمر في أي بلد عربي محتل". وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في نهاية مارس الماضي على هامش قمة سرت العربية في ليبيا أن تكون القمة المقبلة برئاسة العراق، على أن تعقد على أراضيه إذا سمحت الأوضاع، أو في دولة المقر أي مصر. واعتبر الضاري الذي لا يعترف بالعملية السياسية المترتبة على الانسحاب الأمريكي للعراق عقد القمة العربية في بغداد، "مخالفًا للروابط الأخوية العربية ومخالفًا للقيم العربية التي تدعو الأخ أن ينصر أخاه المظلوم ولأن يقف إلى جانبه في الشدة وألا يعين ظالمه عليه ومخالفا لبنود الجامعة العربية، حيث أن "قوانين الجامعة" تنص على ألا تشارك الجامعة في مؤتمر في أية دولة عربية محتلة أو واقعة تحت الاحتلال". وطالب جميع الدول العربية بالاقتداء ببعض إخوانهم الذين أعلنوا أنهم لن يحضروا القمة إذا عقدت في بغداد "وقد شكرناهم باسم الشعب العراقي على هذه المواقف النبيلة" وحذر من أن "التاريخ يسجل والتاريخ لا يرحم وعليهم أن يصبروا قليلاً، لأن العراق في طريقه إلى التحرير والخلاص وما تعقيد الأمور فيه الآن إلا عوامل مساعدة وليست عوامل مؤخرة لهذا الاستقلال والتحرير". وكان الجيش الأمريكي أعلن إنهاء عملياته القتالية في العراق مطلع سبتمبر الجاري، مقلصًا وجوده إلى خمسين ألف جندي للمرة الأولى منذ سبعة أعوام ونصف العام على الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، في إطار خطة للانسحاب من العراق بنهاية العام المقبل. غير أن الضاري قلل من الخطوة، واعتبر الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية بمثابة "إعادة انتشار"، فيما لا يزال العراق خاضعًا للاحتلال الأمريكي، مشيرًا إلى تصريحات للجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، قال فيها: "لقد تم إعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق بلا مشاكل إلا إننا تعرضنا في بغداد وضواحيها وديالي والموصل إلى جهات مسلحة عنيفة وتفجيرات في بغداد"، وأضاف: "هذا يدلل على أنهم لم ينسحبوا إنما أعادوا الانتشار". [1]