ذكر تقرير يوم أمس الخميس أن السعوديون يصرفون أكثر من ملياري ريال (533.2 مليون دولار) سنوياً على حلاقة ذقونهم وهذا الرقم لا يشمل بقية الخدمات التي تقدمها صوالين الحلاقة وإنما يقتصر على حلاقة الذقون ولمرة واحدة في الأسبوع. وقالت صحيفة "الرياض" السعودية إنه بحسبة بسيطة نجد أن تعداد المواطنين (السعوديين) يصل إلى 18 مليون نسمة، نصفهم نساء، والنصف الآخر ذكور منقسمين بين أطفال لم يصلوا إلى حلق ذقونهم، والنصف المتبقي من الرجال 4.5 مليون، يكون توزيعهم بين 500 ألف لا يحلقون ذقونهم أو يفضلونها حلقها في المنزل، وأربعة ملايين يحلقون ذقونهم عند الحلاقين تقريباً، وهذا الرقم الأخير لو تم ضربه بمبلغ عشرة ريالات (2.67 دولار) هي متوسط سعر حلق الذقن في المملكة لمرة واحدة أسبوعياً، لأصبح إجمالي تكلفة حلق الذقن أسبوعياً 40 مليون ريال، وشهرياً 160 مليون ريال، وفي العام 1.6 مليار ريال تكلفة حلق الذقن عند الحلاق لمرة واحدة في الأسبوع. ويتزايد هذا الرقم في حال كانت الحلاقة في الأسبوع أكثر من مرة، وربما تتجاوز ستة مليارات ريال عند حلق الذقن، واستخدام أدوات التجميل الأخرى (صبغة، تنظيف..). ووفقاً لصحيفة "الرياض" اليومية، تشهد السعودية أكبر عدد صوالين حلاقة على مستوى العالم العربي؛ لأن ثقافة "الاعتماد على الغير" في انجاز الأعمال الخاصة هي المسيطرة على عكس العديد من الدول التي يقوم فيها الشخص بحلاقة ذقنه بنفسه. وفي بعض مدن السعودية تجد في الشارع الواحد عدداً كبيراً من صوالين الحلاقة التي يديرها مقيمون من جنسيات مختلفة؛ لأن السعوديين لم يقبلوا على هذا الصنعة سوى بعدد قليل لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة رغم المداخيل المرتفعة لهذه المهنة في المملكة خاصة. وقالت الصحيفة إنه رغم أن عدد الصوالين الكبير، إلا انك تحتاج الواسطة وعلاقة مميزة مع الحلاق في ليلة العيد حتى تجد لك موطئ قدم داخل الصالون، وان كانت عدد من الصوالين تتجه إلى توزيع الأرقام في هذه الليلة بهدف ضبط ترتيب "السرى" للزبائن. وهناك عدد من الرجال أخذ منحى آخر يتمثل في الخدمات الإضافية التي تقدمها معظم الصوالين، وهي: صنفرة البشرة والبخار والحمام المغربي، إضافة إلى صبغة الشعر. ستة مليارات يقول عصام خليفة الخبير الاقتصادي عضو جمعية الاقتصاد السعودي، إن السعوديين ينفقون أموالاً طائلة داخل صوالين الحلاقة، وهذا الأمر يكاد يكون معمماً على كل مدن المملكة، ولو عدنا للتعداد السكاني الأخير سنجد أن عدد الذكور السعوديين يتجاوز التسعة ملايين شخص، ولو افترضنا أن منهم أربعة ملايين فقط من يقومون بحلاقة ذقونهم، وأن تكلفة الحلاقة لمرة واحدة في الأسبوع هي عشرة ريالات فقط، فهذا يعني أنه يتم إنفاق أربعين مليون ريال أسبوعياً. وهذا الرقم يعبّر عن السعوديين فقط دون المقيمين، وهو يختص بحلاقة الذقن فقط دون الخدمات الأخرى، مثل حلاقة الشعر والصبغات والخدمات الإضافية، وأيضاً هذا الرقم الكبير لايشمل من يحلقون ذقونهم أكثر من مرة في الأسبوع أو الذين يحلقون بأكثر من عشرة ريال في المرة الواحدة، وإذا ما أضيفت الأرقام الأخرى، فإن الرقم سيتضاعف أكثر من مرتين أي انك تتحدث عن ستة مليارات ريال تنفق داخل الصوالين سنوياً، وهذا الرقم هو ترجمة حقيقة للأعداد الكبيرة لصوالين الحلاقة داخل المملكة، فالشارع الذي لا يتجاوز طوله الكيلومترين تجد فيه ما لايقل عن عشرة صوالين حلاقة. مخاوف صحية يقول المواطن السعودي مهند سنقوف إن الكثير من المواطنين يبرر حلاقته في صوالين الحلاقة؛ بسبب عدم مقدرته على تحديد "السكسوكة"، أو الشارب، وهذا العذر لم يعد مقبولاً في ظل تطور أدوات الحلاقة الحديثة التي تساعد الشخص على أن ينجز هذا الأمر في بيته، ولو تمعن الإنسان في هذا التصرف لقلل من ذهابه إلى هذه الصوالين قدر الأماكن؛ لأنها مصدر مباشر لنقل عدوى بعض الأمراض الجلدية، رغم الاشتراطات التي تضعها البلديات وخاصة في المدن الكبيرة وتحديداً مدينة الرياض التي اشترطت استخدام الأمواس لمرة واحدة فقط. ووفقاً للصحيفة، ذكر "سنقوف" أن العدوى يمكن أن تنتقل عن طريق فرشة الشعر، أو فرشة المعجون، أو عن طريق يد الحلاق نفسه، وأنت لا تعرف من سبقك في الحلاقة وما الذي يعاني منه، مؤكداً على أن معظم دول العالم لا تجد الإنسان يذهب إلى الصالون إلاّ لحلاقة شعر الرأس.