وجه رجل الدين الإصلاحي ووزير الداخلية الإيراني الأسبق حجة الإسلام عبدالله نوري انتقادا شديد اللهجة للسلطات في بلاده في أعقاب الهجوم على بيت الزعيم الإصلاحي شيخ مهدي كروبي لمنعه من المشاركة في مراسم يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. وقال نوري في محادثة هاتفية مع كروبي يوم السبت 4-9-2010 : " أعمال جلاوزة السلطة وعملائها المجرمين بيضت وجه إسرائيل" وكانت القوات الموالية للسلطة المكونة من عناصر البسيج والحرس الثوري وذوي الملابس المدنية حاصرت بيت كروبي، المرشح الرئاسي السابق المحتج على نتائج الانتخابات، لمدة 5 أيام قبل أن تهاجم بيته في مساء الخميس أي سويعات قبل انطلاق مسيرة "يوم القدس" الحكومية في إيران مستخدمة الزجاجات الحارقة والغاز المسيل للدموع. وجاء في تقرير لموقع ادوار نيوز القريب من الاتحادات الطلابية الإسلامية الإصلاحية أن عبد الله نوري أدان بشدة الإهانات التي تعرض لها كروبي قائلا:" إن مثل هذه الجرائم والأعمال اللا إنسانية واللا أخلاقية إن دلت على شيء فإنها تدل على غياب العقل وذبح الفضائل الأخلاقية على يد أرباب القوة والثروة بهدف البقاء في السلطة بأي ثمن." اتهام المحتجين بالعمالة لأمريكا وحول تعامل السلطات الإيرانية مع المحتجين قال عبدالله نوري"إن السلطات ترى نفسها غير معنية بتقديم إيضاحات بخصوص أعمالها وتصرفاتها وتقمع كل من يحاول مساءلتها أو نقدها وتتهمه بأسلوب مفضوح بالسعي لإسقاط النظام والتجسس والعمالة لأمريكا وإسرائيل. مؤكدا أن "أعمال وتصرفات النظام كفيلة باحتواء الثورة والنظام من الفضائل الأخلاقية والقيم وأن هذا الأسلوب أكثر تأثيرا من خطط ومؤامرات الأجانب." يذكر أن السلطات الإيرانية تتهم الحركة الإصلاحية بتلقي الدعم المادي والمعنوي من الخارج الأمر الذي دفع بزعماء الحركة إلى المطالبة بتحقيق قضائي لإثبات إدعاءات بعض المسؤولين إلا أنه لم تتخذ الجهات المعنية في السلطة أي إجراء بهذا الخصوص. وعمد الموالون للسلطة في تجمعاتهم أمام شقة مهدي كروبي المعروف في ايران بشيخ الإصلاحات بإطلاق شعارات مختلفة من ضمنها "نبارك لكروبي تحالفه مع أمريكا". البلد يواجه أزمات حقيقية وأشار عبدالله نوري الذي سبق وأن تقلد مناصب حكومية رفيعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الحديث الذي دار بينه وبين كروبي إلى الوضع الإقتصادي والإداري للبلاد قائلا :"اليوم وبعد مضي عدة أعوام على تدفق الإيرادات النفطية الخيالية ، يواجه البلد أزمات حادة في مختلف المجالات ومظلة الفقر والحرمان باتت تغطي مساحات أكبر حيث البطالة وإلى جانبها انعدام الفضائل الأخلاقية في المجتمع ." وأردف رجل الدين المعارض قائلا : "إن التنمية الصناعية والزراعية تتم ببطء إلا أنهم يدعون كاذبين أن الوضع الاقتصادي والسياسي والعلاقات الدولية جيدة في حين ترى الجماهير التي تتمتع بالوعي والدراية ومن خلال ما تشاهده في حياتها اليومية وحياة أبنائها خلاف ذلك." افتعال الأزمات وفي معرض إشارته إلى أن السلطات الإيرانية ونظرا للصعاب التي تعاني منها في مجال إدارة شؤون البلاد فإنها تفتعل الأزمات بشكل متعمد بغية حرف الرأي العام عن المشاكل البنيوية في المجالات السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية مضيفا: "كيف للحكام أن يدّعوا أنهم يتمتعون بدعم أغلبية الشعب ولكن لا يسمحون للمحتجين والمنتقدين بتنظيم مظاهرة سلمية طبقا للدستور وفي المقابل يقومون بقمعهم بطرق لا إنسانية." يذكر أن الانتخابات الرئاسية العاشرة التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية أعقبتها موجة من الاحتجاجات الشعبية عمت مختلف المدن الإيرانية وخاصة في العاصمة طهران حيث اتهم المرشحون المنافسون للرئيس الإيراني، الذي يحظى بالدعم المطلق من قبل المرشد الأعلى والأجهزة الأمنية والعسكرية، الحكومة المكونة من المحافظين المتشددين بتزوير الانتخابات وقامت السلطات بإلقاء القبض على الكوادر العليا في الحركة الإصلاحية الذين لعبوا خلال ثلاثة عقود دورا بارزا في النظام ومؤسساته الثورية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. وقاد هذه الحركة كل من رئيس الوزراء الإيراني السابق خلال الحرب العراقية الإيرانية والمقرب جدا من آية الله الخميني مؤسس النظام الإيراني، والمهندس مير حسين موسوي، والشيخ مهدي كروبي من رجال الدين المقربين لآية الله خميني ورئيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء ورئيس الدورة السادسة لمجلس الشورى الإسلامي أي البرلمان الإيراني.