إطفئوا غضب ربكم بالصدقات . لسان حاله هطلت دموع العين كالمطر الهتون = وأراكم مثل النيام تراقبوني لو أن فيكم ما يسمى نخوة = لبكى الجميع إذا دروا فيما جنوني يا ليت شعري هل تروني باسما = قبل الفراق وقبل أن تفنى سنوني يا ليت أن أدري يما أضحى بنا = ولأي ذنب تذرف الدمع عيوني ألأنني للحق أسعى دائبا = وأبيت أن أنسى على الأيام ديني الحزن يعشقني ويهواني الأسى = والدمع سلواي إذا هاجت شجوني أواه من هذي الحياة وأهلها = سود المصائب بالمتاعب تعتريني والداء صار حليفنا ورفيقنا = فالبرء منه من العجاب المستديم والموت صار وسادتي وقت الدجى = يا إخوتي بالله هيا ساعدوني عوني يكون بدعوة فيها الرجا = فيها المحبة والخلاص من الهموم هذه الأبيات أيها الإخوة تحكي قصة هذا الرجل الطاعن في السن والذي عاش حياة مريرة ليكابد من أجل لقمة العيش سمعت عن معاناته من بعض الأهالي فقررت التقرب لتفاصيل قضيته جرت بيني وبين قريب له يسكن في المنطقة الشرقية إتصال فسمعت منه أشياء لم أكن أتوقعها ذكر لي أن هذا الرجل الكبير في السن وإسمه سعنان الريثي لا يملك شيء حتى ولا قوت يومه وهو يستنجد بأهل الخير لعله يجد من يساعده في بداية أول يوم في هذا الشهر الفضيل لم أتمالك هول هذه المعلومات وقررت أن أشاهد ذلك بنفسي ركبت السيارة وذهبت لمكانه الذي يعيش فيه شاهدة رجلا مقعدا لا يستطيع الحراك وملامح وجه تدل على مرارة ما بداخله من سود المصائب التي توالت عليه وهو ينظر لشعاع فرج قريب يقول العم سعنان ونبرات صوته يطغوا عليها الحزن والهم ياولدي لا أملك شيئا فاجئني بهذه العبارة التي أثرت في نفسي فهي مقدمة تحمل في طياتها الآف الأ سئلة التي تدور بذهني قلت له لماذا يا عم لا تملك شيئا فأجابني ياولدي الأمطار القوية التي هطلت علينا والتي صاحبها رياح لا مثيل لها أخذت كل شيء حتى وأوراقي الثبوتيه من البطاقة والكرت وبطاقات الضمان وغيرها وأنا الآن بدون مأوى فسكني المكون من شبوك قد طارت جميعها من الرياح القوية وكذلك السيول لم تبقي لي زادا في البيت كان معي أرزاق من دقيق ورز وبعض الطعام ولكن كلها ذهبت ولم أجد ما آكله ولا شيء أفترشه للنوم ولا غطاء أقاوم به البرد القارص وأنا لا أستطيع أن أتحرك لأني مقعد وزوجتي هي التي تقوم بخدمتي وهي كبيرة في السن وواصل حديثه قدمت على الدفاع المدني بالريث ليعاوضوني على الأضرار التي لحقت بي وشكلوا لجنة وحضروا وقاموا بتصوير المكان وقالوا لي سوف نقوم بعرض التقرير على المحافظ وبعدها نشوف وضعك ومرعلى ذلك إسبوعين ثم شهرين وأنا أنتظر الرد فقلت لأحد الجيران أن يذهب بي لمقر الدفاع المدني بالريث وتحاملت على نفسي ركوب السيارة في الطريق الصعب مع أن الطبيب قد حذرني من ركوب السيارة خاصة في الطرق الوعره لأن في ذلك ضررعلى صحتي وعند وصولي لمقر الدفاع المدني سألتهم عن نتائج التقرير فكانت الكارثة جاوبوني بأن محافظ الريث هو الذي رفض أن يتم تعويضي بحجة أن مسكني عبارة عن شبوك والشبوك ليس فيها تعويض فقلت لهم طيب يا جماعة ما في حل لمشكلتي فجاوبوني بجاوب إتفقت عليه جميع الدوائر روح الله يسهل عليك ولا زلت يا ولدي أتنقل من دائرة لأخرى ولكن بدون فائدة والله يا ولدي إني تمنيت الموت فهو أفضل لي من هذه الحياة ولا زلت أعيش على صدقات الجيران الذين حالهم ليس بالبعيد عني من الفقر والعوز أنا في آخر كلامي أناشد المسئولين في الريث بالنظر في حالتي وأرجو منك ياولدي إيصال معاناتي لأهل الخير مع أول يوم في هذا الشهر الكريم وأسأل الله العلي القدير أن يكون الفرج قريبا لمعاناتي التي هي جزء بسيط لبعض فقراء الريث صورة العم سعنان الريثي صورة لبقايا منزل العم سعنان صورة توضح تناثر المنزل في مكان وادي سحيق يصعب الوصول إليه بعض الأقمشة التي أعطاها الجيران للعم سعنان ليقوم بتغطية بقايا الشبوك للتخفيف من البرد القارص