لم تعد الكمامة مجرد قناع من قماش أو غيره يضعه المرء على وجهه اتقاءً للإصابة بأي مرض معد، حيث أصبح العلماء يختبرون نماذج تشمل أجهزة استشعار وقادرة على قتل الفيروسات، ما يجعلها تضمن لك ربما ما لا يضمنه اللقاح، حيث يقول مقدمو التطعيمات إن الجرعات قد لا تكون كافية لمنع الإصابة، بل هي لتقليل الأعراض. فبحسب ما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إذا كنت على متن طائرة وكان الشخص بجانبك يعطس، وكنت ترتدي كمامة من ذلك النوع فإنها تعقم الهواء قبل أن تتنفسه. هذه الكمامات صُممت للعاملين في مجال الرعاية الصحية بشكل أساسي، بينما سيتم تسويق البعض الآخر للمستهلكين العاديين. لكن الأقنعة وأجهزة التنفس التي يتم تسويقها كأجهزة طبية أو لحماية العاملين الصحيين يجب أن تتم الموافقة عليها للبيع من قبل إدارة الغذاء والدواء أو المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، في أميركا. يشار إلى أن الكمامات الحالية المستخدمة على نطاق واسع تعمل كحواجز أمام جزيئات الفيروس، غير أن ما يجري تطويره حالياً هو كمامة مصممة لقتل الفيروسات بالفعل. كما يشتمل تصميم الكمامة الجديدة على شبكة نحاسية يتم تسخينها إلى حوالي 160 درجة تحبس الفيروس وتعطله، ما يضمن أن الهواء المستنشق مناسب صحياً للتنفس. ويمكن تشغيل الكمامة، التي تقتل البكتيريا والعفن أيضاً، بواسطة بطارية سعتها 9 فولت، فيما لا يزال العلماء والمختصون يصنعون ويختبرون نماذج أولية. ويتوقع أحد العلماء المشاركين في التطوير أن يزن كل قناع (كمامة) قابل لإعادة الاستخدام حوالي نصف رطل، بسعر بضعة دولارات فقط، وإذا تمت الموافقة عليه من قبل المنظمين، فسيكون متاحاً في نموذجين - نسخة أكبر قليلاً للاستخدام من قبل موظفي الرعاية الصحية وأول المستجيبين ونسخة أصغر للسوق الاستهلاكية. أما كمامة شركة Medi-Immune Ltd. ومقرها المملكة المتحدة فلديها مقاربة مختلفة لقتل الفيروس، حيث تستخدم ضوء الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم الهواء الذي يتم سحبه إلى حجرة صغيرة يمكن ارتداؤها على الحزام أو في حقيبة الظهر. يذهب خرطوم من الحجرة إلى القناع، وتحافظ المروحة على ضغط إيجابي في القناع لضمان أي تسرب محتمل للخارج. ويمر هواء الزفير عبر المرشحات الموجودة على جانبي القناع. يذكر أنه في الاختبارات على الحيوانات التي أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا عام 2017، كان القناع فعالاً مثل اللقاح في الوقاية من الإنفلونزا، كما يقول نايجل سيلمان، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة غرب إنجلترا والذي شارك في البحث. إلى ذلك تسعى Mackwell Health التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، والتي دخلت في شراكة مع Medi-Immune لتصنيع الجهاز، حالياً للحصول على شهادة الجهاز من المعهد البريطاني للمعايير وتخطط للحصول على موافقة الجهات المختصة في الولاياتالمتحدة، وسيتم تسويقها للعاملين في مجال الرعاية الصحية.