طالب المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، مواطنيه اليوم الاثنين، بالنزول إلى الشوارع في تظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام، في تصعيد كبير وتحدٍّ خطير لقوة الكرملين، وقبضة الرئيس فلاديمير بوتين. وقال في فيديو التُقط في قاعة المحكمة ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل بضع دقائق من صدور قرار قضائي بوضعه في الحجز "أكثر ما تخشاه هذه العصابات (في الحكم) تعرفونه، هو أن ينزل الناس إلى الشارع.. إذاً لا تخافوا، انزلوا إلى الشارع، ليس من أجلي لكن من أجلكم، من أجل مستقبلكم". أتى ذلك، بعد أن أمرت محكمة بوضعه في الحجز لمدة 30 يوماً اعتباراً من توقيفه المثير للجدل الليلة الماضية لدى وصوله إلى موسكو، بعد أن أمضى خمسة أشهر في ألمانيا للتعافي من تسميم تعرض له. وكتب محاميه فاديم كوبزيف في تغريدة: "أليكسي نافالني وضع في الحجز لمدة 30 يوماً، حتى 15 شباط/فبراير". وكان المعارض الروسي اعتبر في وقت سابق عقد جلسة في مركز للشرطة في موسكو للنظر في تمديد توقيفه "غيابا مطلقا للقانون" بعدما تم اعتقاله لدى دخوله البلاد قادما من ألمانيا. وفي تسجيل مصور نشرته المتحدثة باسمه سأل نافالني عن سبب عقد الجلسة "في مركز للشرطة"، واصفا الإجراءات بأنها دليل على أن السلطات "أطاحت بإجراءات قانون العقوبات الجزائية". يشار إلى أن اعتقال نافالني، أمس الأحد، في موسكو، كان أثار انتقادات دولية عدة خلال الساعات الماضية، من فرنسا إلى ألمانيا وروسيا وبريطانيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي أعربت في وقت سابق اليوم عن قلقها البالغ إزاء توقيفه، داعية للإفراج الفوري عنه. وقال مكتب مفوضية حقوق الإنسان ميشيل باشليه في تغريدة "نشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال أليكسي نافالني وندعو للإفراج عنه فورا ولاحترام حقه في الإجراءات القانونية تماشيا مع حكم القانون. نكرر دعوتنا لتحقيق دقيق وموضوعي في تسميمه". يذكر أن المحامي والناشط المناهض للفساد البالغ من العمر 44 عاما، كان أدخل إلى المستشفى في مدينة أومسك السيبيرية في 20 آب/أغسطس بعدما فقد وعيه خلال رحلة جوية، بينما اتهم مناصروه الكرملين بتسميمه. بعدها أدخل في غيبوبة مصطنعة، ونقل إلى مستشفى شاريتيه في العاصمة الألمانية بناء على طلب عائلته. فيما قال أطباء ألمان إن الاختبارات أشارت إلى أنه تعرض للتسميم. ثم في 27 آب/أغسطس، أعلن القضاء الروسي فتح تحقيق أولي لكنه قال إنه لا يوجد دليل على حدوث تسمم. غير أن مختبرات في فرنسا والسويد أكدت في 14 أيلول/سبتمبر، النتائج التي توصلت إليها ألمانيا بأن نافالني سمم بمادة نوفيتشوك. وفي 21 أيلول/سبتمبر، قال نافالني إن المختبرات الغربية عثرت على آثار لنوفيتشوك في جسده وعلى جسمه وطالب موسكو بإعادة الملابس التي كان يرتديها يوم الحادث. وفي اليوم التالي، خرج المعارض من مستشفى برلين الذي قال إن "شفاءه التام ممكن". وعقب ذلك، أعلن الكرملين أن نافالني مرحب به للعودة إلى موسكو. إلا أن المعارض الشرس لم يهدأ واتهم في 1 تشرين الأول/أكتوبر، بوتين بالوقوف وراء تسميمه، مضيفا "أنه لن يمنح الرئيس الروسي متعة وجوده في المنفى". كما كشف في ديسمبر عن مكالمة هاتفية مسجلة بينه وبين أحد عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اعترف فيها الاخير بأنه حاول قتل المعارض بوضع السم في ملابسه الداخلية، بعدما أوقعه نافالني من خلال تظاهره بأنه قائد أمني كبير يريد إجابات عن سبب فشل عملية التسميم. وقبل يومين نشر نافالني مقطع فيديو على "إنستغرام" يعلن فيه عزمه العودة إلى الوطن رغم تهديده بالسجن من قبل السلطات الروسية. وأضاف ممازحا "لم يكن خياري القدوم إلى ألمانيا.. ما هو الأمر السيّئ الذي قد يحدث لي في روسيا؟". ليلقى القبض عليه بعد وقت قصير من هبوطه في مطار شيريميتييفو أمس الأحد، بعد إعادة توجيه رحلته في اللحظة الأخيرة من مطار آخر في موسكو لتجنب احتجاجات محتملة من أنصاره.