الجبل الأسود بمنطقة جازان ، وجهة سياحية طبيعية تعانق السحاب وتفرد له مساحات الحب والخضرة والمطر , ويستمد رونقه من تناغم الوادي والجبل والشجر ,ليكون لوحة جمالية طبيعية,تسبح لخالقها صباح مساء,لحن مترف لم يكتفِ من عشق النجوم وإلهام الفجر, أخذتني لهذا الجبل أشواق الزمان والمكان ,فعدت لزيارته اليوم السبت مستأنسا بذكريات قبل خمس سنوات, الطريق من مفرق المحلة الحقو للجبل تبعد خمس وأربعون دقيقة إلى خمسين تقريباً, وهي معبدة بشكل جيد جداً وواسعة تأخذ أربعة مسارات. . لكنها تأخذ زوايا ومنحدرات حادة أحيانا وهو ماتحتمه طبيعة وتضاريس المنطقة,الخدمات البترولية وأجهزة الصرف الآلي متوفرة في حدود محافظة الريث وتحتاج للوصول لذلك نحو خمسة عشر دقيقة وهو فارق بسيط يدل على قدر التطور الذي نعمت به المحافظة في العهد الميمون, وبشكل عام التموينات في الجبل معدودة وهي تتبع غالبا لبعض الشقق السكنية,إذا لا يوجد غير فندق واحد جيد يصلح للمبيت, يوجد مطلان فقط في الجبل الأسود,الأول لا يقصده أحد بسبب انحداره المائل مع الجبل وهو مايشكل خطر تخشى العائلات على أطفالها منه, والثاني يقع أعلى الجبل وهو الأجمل إلا أنه لا يحوي سوى خمس جلسات عائلية فقط مع درج للأسفل يجمع عدة جلسات تجمع الجميع إضافة لدورات مياه لايوجد بها مياه ممهورة بروائح لا تتناسب مع الجهد وجمال المكان ,ورغم وجود عمال البلدية لتنظيف المطل إلا أن احترام جهودهم ذهبت أدراج الهواء حين اصطدمت بعدم تنظيف دورات المياه وإيصال المياه لها ,الأمر الذي تسبب بعلامات استفهام كبيرة لدى المتنزهين وخدمات الكهرباء والإتصال والأنترنت ممتازة جداً , الطرق داخل الجبل رغم وسعها إلا أنها في مجملها خطيرة إذا لا توجد سواتر فعالة على جانبي الطريق في بعض الأماكن تحمي السيارات من السقوط لاسمح الله . الناس في الجبل الأسود والريث بشكل عام ودودين ومحبين وخدومين. فما أن تتوقف لقضاء أمر أو سؤال إلا وتجد ترحيباً ودعوة للضيافة العربية الأصيلة.