السياحة الداخلية شعار طالما رددناه وطالما صم آذاننا.. شعار براق طالما ردده المسؤولون عن السياحة.. ولكن ما إن تطأ قدما السائح ارض أول متنزه سياحي في المملكة (متنزه السودة) حتى يلعن سنسفيل السياحة الداخلية.. قد يقول البعض ولماذا اقول وفي الحلق غصة إن أجواء السودة ومعها مدينة ابها أجواء ساحرة والخضرة في كل مكان والضباب الجميل يلف الجبال والوهاد وقمم الشجر والمطر يهطل هتانا في كل حين فالمنظر في السيارة يخلب الألباب ولكن ما إن يترجل من سيارته باحثا عن مكان يجلس فيه حتى يفاجأ بروائح المخلفات تملأ كل مكان مابين الشجر وفي الاشجار نفسها بل وحتى على جنبات الطرق فلا يوجد شبر الا وفيه بقايا طعام او علب فارغة او مناديل او عظام بل والادهى والامر انها متراكمة فوق بعضها او بقايا جلود وتطول القائمة وهذا في متنزهات كبرى على قمم جبال السودة العالية (متنزه الملك عبدالعزيز) و(متنزه السحاب) هذين المتنزهين رغم كبرهما لا يوجد فيهما الا طرق للسيارات فقط واعطيت الاولوية للسيارات بشكل كثيف جدا ولا يوجد أي مجال للمتنزهين على اقدامهم فلا يستطيع أي متنزه ايقاف سيارته الا في وسط الطرق الضيقة التي لا يوجد أي مجال للوقوف على جانبها واي انحراف للسيارة او محاولة للوقوف بعيدا عن وسط الطريق سيجعل المتنزه وسيارته يهويان في هوات سحيقة وخاصة في متنزه السحاب الذي يتخلله طرق هي اشبه بحلبات مصارعة ودرج تسلق لقمم الجبال العالية... وما إن يحاول أحد الجلوس حتي يفاجأ انه في ارضية مائلة لا يستطيع الجلوس عليها ولو لدقيقة بينما السيارات يوجد لها اماكن محدودة بجانب الطرق تستريح فيها بأماكن يغبطها عليها المتنزهون وهم يتساءلون هل المتنزه لنا ام للسيارات فقد يكون المنفذون اخطأوا ووضعوا المتنزه للسيارات!! اما الخدمات فهي شبه معدومة فلا وسائل للنقل الا(التلفريك) الذي يأخذ مبلغا كبيرا للنزول الى ارض مغبرة لا يوجد فيها الا بوفيهات رديئة تحيط بها المخلفات من كل مكان يجلس المخدوعون للنزول بهذا (التلفريك) ينتظرون الباص المزعوم الذي ينقلهم الى متحف (رجال المع) وينتظرون وينتظرون ولكن لا باص ولا يحزنون فيعودون ادراجهم ليبحثوا عن مطعم يتناولون فيه طعام الغداء او العشاء في اول موقع سياحي في المملكة فيرون لوحة تشير الى مطعم ولكن ما إن يتجهون حسب ما تشير اليه حتى يجدون مبنى متهالكا مغلقا تحيط به القطط والمخلفات يذهبون الى السوبرماركت فلايجدون في الغالب الا خبزا قد انتهت صلاحيته وباعة متجولين وبوفيهات رديئة (ان وجدت) تغلق ابوابها مع كل مطر.. يسيرون فيجدون لوحة تشير الى فندق (خمس نجوم) فيتجهون اليه فيجدونه موصد الابواب وكل ما ذكر في اعز مواسم السياحة (شهر اغسطس). ومن الغريب والعجيب ان متنزهات السودة ذات الصفة البلدية هي تحت ادارة وزارة الزراعة فهناك بعض من براميل النفايات التي كتب عليها شعار وزارة الزراعة فمتى كانت وزارة الزراعة مسؤولة عن نظافة المخلفات البلدية ولعل هذا هو السبب الرئيس في امتلاء كل المتنزهات السياحية بالمخلفات فالمسؤولية ضائعة بين وزارة الزراعة ووزارة البلديات وسأسوق بعض المقترحات لتطوير السياحة في جبال السودة. ان تقوم وزارة الشؤون البلدية والقروية باستلام مسؤولي ادارة متنزه الملك عبدالعزيز (القديم والجديد) ومتنزه السحاب من وزارة الزراعة وتتولى نظافتهما ووضع جلسات طبيعية فيهما وانشاء ممرات مشاة مرصوفة بالاحجار الطبيعية فيهما والتقليل من الحجم الهائل لشبكة طرق السيارات التي لاشك ستقضي على الغطاء النباتي (معرفة الهدف من المتنزه) وانشاء دورات للمياه ومراقبة حرق الاشجار والغطاء النباتي. ان تقوم وزارة النقل بازدواج طريق السودة بحيث يكون مسارين منفصلين مع اضاءته ووضع لوحات تسمية واضحة عليه تدل على مرافق جبال السودة مثل متنزه السحاب الذي يوجد له طريق فرعي خطر ولوحة مختفية خلف الاشجار. اتمنى ان يقوم مجلس منطقة عسير بالتنسيق مع وزارة المالية لتكرار تجربة بناء فندق كبير في عسير ومتنزهاتها وخاصة السودة حيث ان هناك مخاطرة في انشاء المرافق السياحية ولا بد ان تتولى الدولة بناء البنية التحتية لهذه المرافق ومنها الفنادق وخط قطار يصل لاعلى قمة جبل السودة وان يتم تشغيل خط باصات او تاكسي للوصول بسهولة للمتنزه. ان يتم بناء صالات مطاعم من قبل الدولة ويتم تأجيرها على مطاعم كبرى في فترة الصيف فقط حيث ان الحجة الرئيسية لعدم اقدام المستثمرية على الاستثمار في الخدمات ومنها الفنادق والمطاعم هو عدم وجود جدوى اقتصادية لهم تعيد ماتم انفاقه لبناء مرافق الخدمات بسبب ان تشغيلها هو لفترة قصيرة في الصيف. اسوق هذه المقترحات الى مجلس منطقة عسير ولجان السياحة واثق باهتمام ومتابعة سمو امير منطقة عسير الامير فيصل بن خالد.