بعيداً عن صخب المدن والزحام والسياحة الصناعية يفضل زوار منطقة جازان وبعض سكانها الاتجاه نحو الجزء الشرقي والجبلي للمنطقة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي يتميز بها ذلك الجزء من سلسلة جبال السروات. ومع بداية طلوع الخيوط الأولى للصباح تشاهد سيلاً من المركبات متجهة نحو مرتفعات العارضة وبني مالك ومرتفعات الحرث جنوباً، ويقابلها محافظات الشمال من صبيا وبيش المتجهة إلى فيفا والريث. يقول المتنزه ماجد كعبي: «منطقة جازان مع تعدد تضاريسها وتغير مناخها تظل محط جذب للسياح في الداخل»، لافتاً إلى أن النقص الشديد في الخدمات السياحية في المرتفعات باستثناء متنزه العين الحارة الذي لا يكفي لاستيعاب عدد كبير من المتنزهين. وأوضح أن بقية المواقع السياحية في المنطقة تعاني نقصاً شديداً في دورات المياه واستغلال بعض المحال التجارية في رفع الأسعار. منطقة جازان التي تضم مجموعة من الجزر الخلابة المتناثرة في البحر الأحمر، تفتقر إلى استثمار يجعل من هذه الجزر مكاناً عالمياً مثل جزر الكناري أو موريشيوس أو سواها. محمد عطيفة الذي يعشق السياحة في المنطقة خلال فصل الشتاء يقول: «تتم زيارة الجزر والمناطق الساحلية كثيراً، إلا أن الخدمات السياحية ضئيلة جداً في تلك الجزر»، مشيراً إلى أنه قام بزيارات لدول عدة ووجد الجزر لا تختلف عن جزر المنطقة إلا أنها في الخارج توظف في شكل جيد أهلها لجذب السياح من بلدان عدة. وفي الصيف يتوجه الكثير من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لزيارة المرتفعات الجبلية، خصوصاً وادي لجب في الريث الذي يعتبر «ظاهرة طبيعية»، وهو عبارة عن شق عظيم يقترب عرضه من ستة أمتار، ويطالب زوار المكان بجسور معلقة لمشاهدة الشلالات وجريان الوادي من دون أن يتعرضوا لأي تهديدات خطرة أثناء جريانه. في حين تعتبر جبال فيفا وبني مالك أبرز المحافظات التي يقصدها سياح عالميون وتتميز بتضاريسها الرائعة وطبقة خضراء تكسي أرجاءها كافة، مشكلة لوحة بانورامية لا يكاد يرغب زائرها في الخروج منها. يقول محمد العبدالله أحد محبي الرحلات في المنطقة إن المرتفعات الجبلية والسهلية تعتبر محميات طبيعية لم تمسها أيدي المدنية إلى الآن، وتعتبر بيئة خصبة لتكاثر بعض الطيور والحيوانات. ويشير المواطن أحمد النخيفي (من سكان محافظة العارضة) إلى أنه من الصعب تحديد المناطق الأكثر زيارة «فهناك مواقع تكتظ بالمتنزهين طيلة العام، خصوصاً مع بداية الطريق المؤدي إلى جبال سلا والعبادل وقيس»، لافتاً إلى وجود متنزه المطل الذي يطل على محافظة العارضة وبعض الأودية التي تصب في مجرى سد وادي جازان. ويقول المهتم في السياحة الجبلية موسى آل سوادي إن هناك عدداً من القرى يعد موقعها استراتيجياً خصوصاً بلدة مسلة واللوي لوقوعها في منتصف أربع محافظات (أبو عريش والأحد والخوبة والعارضة)، مشيراً إلى أن العديد من سياح المنطقة يقومون بالاتصال عليه للتنسيق في الذهاب إلى بعض المناطق الأكثر جمالاً في البلدة، مشيراً إلى أن موقعها يقع بالقرب من مجرى ثلاثة أودية ويعتبر الماء الجاري من تلك الأودية غير منقطع طوال العام، الأمر الذي جعلها خضراء دائمة ومقصداً للعديد من الطيور والحيوانات لشرب الماء.