عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في العراق لا تزال أنظار الشارع العراقي مشدودة لتطورات قضية اعتقال عناصر من كتائب حزب الله ليل الخميس الجمعة، من قبل قوة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، على خلفية إطلاق صواريخ باتجاه قواعد أميركية ومرافئ حكومية. ووسط ارتفاع أصوات التهديد والوعيد من قبل بعض الفصائل الموالية لإيران، لا سيما حركة النجباء مساء أمس، وورود معلومات عن ضغوطات ومساع من أجل إطلاق سراح المعتقلين ال 14، أكد الناطق باسم القوات المسلحة العراقية العميد يحيى رسول لقناتي "العربية" و"الحدث" السبت، أن عناصر حزب الله ما زالوا قيد التوقيف. وشدد على أن القوى الأمنية تعمل على فرض هيبة الدولة وفقا للدستور. كما أوضح أن القوى الأمنية تعاملت وفق الأصول مع سيارات المسلحين التي ظهرت في بغداد فجر الجمعة، وهي تجوب حول مقرات في المنطقة الخضراء. وكان المتحدث الأمني باسم كتائب حزب الله العراق، أحد الفصائل العسكرية الموالية بشدة لإيران شن أمس هجوما عنيفا على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، واصفا إياه بعميل الأميركيين و"المسخ الغادر"، مهددا إياه بالعقاب و"العذاب"، قائلاً: "نتربص لكم". كما زعم أن أنصار الميليشيات، الذين جابوا شوارع العاصمة في وقت سابق فجرا، مستعرضين قوتهم وسلاحهم، وموجهين رسائل تهديد ووعيد ضد كل من يمسهم، إطلاق سراح العناصر الذين اعتقلوا ليل الخميس إثر مداهمة قوة من مكافحة الإرهاب. إلى ذلك، أشار أبو علي إلى أن ميليشيات حزب الله، حاصرت بعض المناطق في العاصمة، لا سيما في المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات عامة، وسفارات، ومراكز رسمية، فضلاً عن مساكن لمسؤولين عراقيين في الدولة. في حين نشر عدد من العراقيين مقاطع مصورة تظهر تجول عدة سيارات محملة بعناصر مسلحين، وسط شوارع العاصمة لاسيما في محيط المنطقة الخضراء، في رسالة تهديد غير مباشرة للقوات الأمنية خاصة "جهاز مكافحة الإرهاب"، الذي نفذ المداهمة الليلية، والكاظمي على السواء. يشار إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب الذي يضم قوات النخبة يعد الأفضل عتاداً وتدريباً في البلاد، وقد أنشأه الأميركيون بعيد الغزو عام 2003، وعادة ما تناط به المهمات الأكثر صعوبة. وقبل بداية الانتفاضة الشعبية التي شهدها العراق في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعفى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي من منصبه، ليعود الكاظمي ويعينه رئيساً للجهاز مؤخراً. وأتى تصعيد المتحدث باسم الكتائب، على خلفية مداهمة مكافحة الإرهاب ليل الخميس مقرا لحزب الله واعتقال عدد من العناصر، والعثور على منصات صواريخ معدة للإطلاق يذكر أن رئيس الحكومة العراقية كان أكد سابقا أنه سيكون صارما مع الفصائل المسلحة التي تستهدف منشآت أميركية. ولعل تلك المداهمة أول إشارة على عزم الكاظمي تنفيذ وعوده، لكنها تسلط الضوء أيضا على مدى صعوبة مواجهة بعض الفصائل، لاسيما التي توصف في البلاد بال"ولائية" أي الموالية لإيران.