حض الناشط السياسي والخبير الاقتصادي الليبي فوزي عمار القوى الحية في ليبيا على مقاومة "إعادة الاحتلال العثماني للعاصمة طرابلس" بحجة دعم حكومة فايز السراج "غير الشرعية"، حسب تعبيره. وقال عمار، في حديث مع "العربية.نت"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أخطأ في حساباته لجهله طبيعة الشعب الليبي، فاحتلال العثمانيين السابق ما زال عالقاً في الأذهان، وكل شاب ليبي يرى في نفسه حفيداً للمجاهد عمر المختار"، على حد قوله. وأضاف الناشط الليبي أن أردوغان يبحث عن مخرج على خلفية "فشله في سنوات حكمه الأخيرة هذه في عدة ملفات، ويبحث عن ورقة ضغط للخروج من عزلته". وأشار فوزي عمار في هذا الصدد إلى "رفض الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا" له رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها أردوغان. وأشار أيضاً إلى تدهور العلاقات التركية مع "أهم الدول العربية، السعودية والإمارات ومصر" بسبب انحيازه لقطر بعد المقاطعة العربية لها". وشدد عمار على أن التدخل العسكري التركي في ليبيا زاد أزمات البلاد تعقيداً، مضيفاً: "لقد نقلوا إلى بلدنا حوالي 10 آلاف من المقاتلين المتطرفين لتصبح ليبيا سوريا ثانية". وحذر عمار من أن جلب المقاتلين المرتزقة والمتطرفين بأعداد كبيرة إلى ليبيا يفاقم مشكلة الهجرة غير النظامية وتسلل الإرهابيين إلى أوروبا عبر سواحل دول جنوب المتوسط، كما "يضع المنطقة كلها على كف عفريت.. جميع دول المتوسط وحتى دول إفريقيا جنوب الصحراء". ويعتقد خبراء أن التواصل بين الشبكات والمنظمات الخطيرة في ليبيا والجماعات التي تشاركها الفكر والنهج الدموي والأنشطة الإجرامية في إفريقيا، مثل "بوكو حرام" و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أصبح أكثر سهولة في ظل الفوضى والاقتتال الدامي القائم حالياً بسبب تصعيد تركيا موقفها عبر إرسال بوارج حربية وطائرات والجنود وآلاف المقاتلين المرتزقة إلى ليبيا. ورأى فوزي عمار أن تنامي العنف والإرهاب في المنطقة سيكون نتيجة طبيعية للتصعيد العسكري التركي وتحويل قاعدة المتطرفين من إدلب في شمال سوريا إلى طرابلس الغرب، و"هذا يقلق دولاً من بينها فرنسا التي تستورد أربعة آلاف طن سنوياً من اليورانيوم من النيجر الذي تعتمد عليه بنسبة 75% في توفير إمدادات الكهرباء". ويُجمع خبراء وباحثون على أن من بين أهداف التوغل العسكري التركي تمكين الإخوان في ليبيا والمغرب العربي وتوفير دعم لوجيستي وعسكري لبقية الجماعات المتشددة في المنطقة ومحاولة تقويض الأمن القومي المصري والوصول إلى موارد الطاقة في حوض المتوسط والاستيلاء على حصة من عائدات النفط الليبي. وفي هذا السياق، أكد فوزي عمار أن "جماعة الإخوان تغلغلت في مفاصل الدولة الليبية منذ خروج قيادات وعناصر التنظيم من السجون في أواخر عهد معمر القذافي على يد سيف الإسلام، في إطار ما سمي ب"المراجعات الفكرية"، وبعد ذلك تصدرهم المشهد وعودة الكثير منهم من المنافي للمشاركة في أحداث فبراير/شباط 2011". وتابع: "سيطر الإخوان على مصرف ليبيا المركزي حيث لم يتغير رئيسه الصديق الكبير منذ 2011 رغم انتهاء عهدته. وقرار إقالته إلى الآن لم يتم تنفيذه. وكذلك عضو مجلس الإدارة في المصرف المركزي طارق المقريف الذي يشارك في تسيير المصرف ورسم السياسة المصرفية من مقر إقامته في الدوحة"، حسب قول عمار.