شهدت محافظات مصر الأحد حالة طوارئ حقيقية بسبب فيروس كورونا، وتطبيق خطة الدولة الاحترازية في مواجهة الفيروس، ومنع انتشاره بعد وصول الحالات المصابة إلى 110، وفقاً لتصريحات وزيرة الصحة المصرية. وعقب قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، تهافتت الأسر المصرية على شراء احتياجاتها من السلع والمواد الغذائية، وشهدت المحال التجارية والصيدليات إقبالا كبيرا على شراء المنتجات الغذائية، والمطهرات ومحاليل التعقيم، فيما حذرت دار الإفتاء المصرية التجار والمحال التجارية من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن المواطنين، واستغلال الظروف الراهنة من انتشار وباء كورونا بقصد الاحتكار ورفع الأسعار. وقررت وزارات مصر وقف كافة الأنشطة والفعاليات التي تشهد تجمعات بشرية، مثل النوادي والأضرحة والمزارات وقاعات الأعراس، وحضانات الأطفال، ومراكز الدروس الخصوصية، وصالات الألعاب الرياضية. إلى ذلك، شنت وزارة الداخلية المصرية حملة مداهمات على مراكز الدروس الخصوصية في كافة المحافظات، وشمعت أبوابها بالشمع الأحمر تنفيذا لقرار رئيس الوزراء. كما قررت وزارة الأوقاف غلق جميع الأضرحة والمزارات وقاعات المناسبات مثل دور عقد القران والعزاء والتأكيد على فتح المساجد في أوقات الصلاة فقط، مع التنبيه مجددا بإمكانية إقامة صلاة الجمعة في الساحات المفتوحة الملحقة بالمساجد. بدورها أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية تعميما بتعليق كافة خدمات التعليم الكنسية على اختلاف المراحل العمرية وكذلك الاجتماعات النوعية والعامة، وتعليق كافة الأنشطة الكنسية التي بها تجمعات مثل الحضانات ومراكز التأهل والرحلات وتعليق الدراسة بكافة المعاهد والكليات اللاهوتية. في سياق متصل، قرر نادي الزمالك إغلاق النادي لمدة أسبوع، ومنع دخول الأعضاء لمدة أسبوع، مع تعقيم كافة منشآته، كما قرر النادي الأهلي تعطيل كافة الأنشطة المختلفة، ومنح كافة الفرق إجازة، فيما أعلن الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة تعطيل الأنشطة الرياضية لأسبوعين تماشيا مع خطة الدولة الاحترازية. وأعلن الاتحاد المصري لكرة القدم تعليق نشاط اللعبة لمدة 15 يوما اعتبارا من غد الاثنين على جميع درجات المسابقات المحلية وجميع الأعمار السنية. على الجانب الآخر، قامت وزارتا النقل والطيران بتعقيم كافة المنشآت التابعة لهما، مثل وسائل النقل العام، والقطارات، ومترو الأنفاق، والموانئ، والمنافذ البرية والبحرية، والمطارات، والطائرات. في إطار متصل تفقد الفريق محمد فريد رئيس أركان الجيش اصطفاف عناصر ومعدات أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة فى إطار اتخاذ الإجراءات الوقائية لمجابهة كورونا، ضمن خطة الجيش للاستعداد وتقديم الدعم لأجهزة الدولة المختلفة في مجابهة الفيروس، وفرض سيناريوهات محتملة للتعامل مع كافة المواقف الطارئة. وقامت إدارة التعيينات بالجيش بالاحتفاظ باحتياطيات عاجلة من المواد الغذائية، حيث يكفي الاحتياطي الواحد لقوة (20 ألف) فرد جاهزة للدفع في أي من الاتجاهات الاستراتيجية حال تكليف القوات المسلحة بأي مهام. كما قامت إدارة الإطفاء والإنقاذ للقوات المسلحة بتطويع عربات ومعدات الإطفاء من خلال تزويدها بقواذف الأكرون وتعبئتها مسبقًا بالمحاليل المطهرة لاستخدامها مباشرة في أعمال تطهير وتعقيم الأماكن المفتوحة، وذلك باستغلال 24 عربة إطفاء بطاقة 12 طنا للعربة بجميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وتطويع وحدة طرد الهواء العملاقة للعمل كوحدة تطهير مسطحات ومباني، وجاهزية إدارة النقل للقوات المسلحة ووحداتها لتنفيذ التأمين بالنقل لمكافحة فيروس كورونا، من خلال دعم إدارة الحرب الكيميائية ومعاونتها في توفير المياه اللازمة لتحضير محاليل التعقيم والتطهير، ونقل جميع المعدات الطبية ومهمات الوقاية والمواد الغذائية. واستمع رئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى شرح توضيحى للإجراءات المتخذة من جانب إدارة "الحرب الكيميائية" للقوات المسلحة التي قامت بدراسة إجراءات منظمة الصحة العالمية لمكافحة آثار كورونا على الإنسان والبيئة المحيطة به لتحديد الإجراءات التي يتم اتخاذها للحد من انتشار الفيروس، وإجراء التعقيم والتطهير للأفراد والأسطح والأماكن المفتوحة والمغلقة، كما تم دراسة المواد والمحاليل المستخدمة التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية. إلى ذلك، تضمن العرض امتلاك إدارة الحرب الكيميائية إمكانية التحليل الفيرولوجى للأفراد من خلال قسم الوقاية البيولوجية بالمعامل الرئيسية للحرب الكيميائية باستخدام أجهزة (PCR) ، كما تم تدبير أجهزة التعقيم ومهمات الوقاية البيولوجية التي تتناسب مع التعامل والوقاية من فيروس كورونا.