في الثانية عشرة ليلاً أولى ساعات يوم الثلاثاء المنصرم من الشهر الجاري بدأت أصابع قوات الجيش الوطني تُطَوَقْ على زناد البندقية صوب مليشيا الحوثي الإيرانية في مديرية رازح غرب محافظة صعدة. بدأت شرارة العيارات الثقيلة والمتوسطة تمطر أوكار ومواقع المليشيات، وجنود الجيش الوطني يمضون بحذر نحو تلك المواقع في ليل حالك الظلمة متخطيين ما زرعته المليشيا من متفجرات محاولة اعاقة أية تقدمات، غير أنهم اجتازوا خطر العبوات والألغام وصولا إلى أماكن تواجد عناصرها. بدأ الضغط على الزناد لتلقين المليشيا الحوثية درسا قاسيا تعالت أصوات أزيز الرصاص مطاردة الانقلابيين لتخترق أجسادهم. معركة حامية الوطيس على وقعها حررت وحدات من قوات لواء الواجب الأول حرس حدود ولوائي السابع والسادس مواقع جديدة كانت تتمركز فيها المليشيات في بيت حشران والعريشة ومعتق العتم وتباب الجامع واللبني والسمكة والثائر في جبهة رازح. كما أحكمت قوات الجيش الوطني السيطرة النارية على مواقع عديدة متمركزة فيها المليشيات في آل زاهر وآل شرقة والوحدة الصحية في منطقة بني معين، وأصبحت تقترب من قطع خط إمداد المليشيات القادم من منطقة بني معين باتجاه جبل الحجلة الاستراتيجي. وأجبرت قوات الجيش الوطني عناصر المليشيا على الفرار باتجاه منطقتي آل علي وبني معين الاستراتيجيتين، مخلفة وراءها قتلاها وأسلحة متوسطة وثقيلة منها عيار أثنى عشر ونصف واثنان معدلات شيكي وقناصة وقاذف إر بي جي وأسلحة خفيفة وذخائر متنوعة. وبالتزامن استهدفت مدفعية الجيش الوطني مواقع وتحصنات متفرقة لمليشيا الحوثي. مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية أدت دورا كبيرا بمساندة الجيش الوطني بغارات جوية دمرت عيارات ثقيلة للمليشيا المتمركزة في قمة آل علي وبني معين وسلسلة جبال الأذناب الإستراتيجية ، وغارة أخرى استهدفت تعزيزات مسلحة لم تكمل وجهتها كانت قادمة من بني معين لمساندة عناصرها. وأسفرت المواجهات والغارت عن مقتل أكثر من 17 مليشاويا وإصابة العشرات منهم. معركة أخرى يخوضها الفريق الهندسي لنزع الألغام بتفكيك متفجرات المليشيات المختلفة، حيث استخرج أكثر من خمسين لغما فرديا وعبوات ناسفة كانت المليشيا زرعتها في الطرقات العامة والمرتفعات الجبلية ومنها في مزارع المواطنين وجوار منازلهم. محاولات متكررة للمليشيات لاستعادة المواقع التي خسرتها، لكنها باءت بالفشل، جراء التصدي لها بنيران الجيش الوطني. وفي الأثناء ما تزال المعارك مستمرة لليوم الرابع على التوالي وسط استمرار التقدمات الميدانية لقوات الجيش الوطني باتجاه بني معين وآل علي. وجاء هجوم قوات الجيش الوطني، ضمن عملية عسكرية جديدة أطلقتها قيادة محور جبهة رازح لمواصلة استكمال عملية تحرير المديرية من السلالة الكهنوتية.